تسببت العاصفة داراج في إحداث دمار واسع في أرجاء بريطانيا، ما أجبر السكان في المناطق المتضررة على البقاء في منازلهم، وتُرِك الآلاف بلا كهرباء.
وعلى الرغم من أن لندن نجت من قوة العاصفة، إلا أنها شهدت هبات رياح بلغت سرعتها 49 ميلاً في الساعة، ما دفع السلطات إلى إغلاق جميع الحدائق الملكية ومناطق الجذب السياحي في وينتر وندرلاند، كما شهد مطار هيثرو إلغاء أكثر من 200 رحلة، حيث ظهرت لقطات درامية لطائرات تكافح للهبوط في ظل الرياح العاتية.
ورغم الظروف القاسية، خرج بعض سكان لندن، بما في ذلك المشاركون في مسيرة عيد الميلاد لكلاب الكورجي، حيث واصلت المسيرة كما هو مخطط لها في وسط العاصمة.
وفي مختلف أنحاء أيرلندا الشمالية وإنجلترا وويلز، أصبح آلاف الأشخاص بلا كهرباء، في ظل استعدادهم لتداعيات العاصفة، وقد تم تحذير ملايين البريطانيين للاستعداد لمزيد من الاضطرابات، مع توقع هبوب رياح قوية أخرى عبر المملكة المتحدة بعد العاصفة داراج.
تعرضت أيرلندا الشمالية لهبات رياح تصل سرعتها إلى 80 ميلاً في الساعة خلال الليل، بينما دخل التحذير الأصفر من مكتب الأرصاد الجوية حيز التنفيذ في معظم أنحاء إنجلترا وويلز في الساعة السادسة صباحاً، ومن المتوقع أن تصل هبات الرياح في المناطق الداخلية إلى 35-45 ميلاً في الساعة، وقد تصل إلى 70 ميلاً في الساعة على السواحل خلال الصباح.
اقرأ أيضاً: العاصفة بيرت تلتهم 500 عقار في إنجلترا وويلز!
وبسبب العاصفة، لقي رجلان مصرعهما يوم السبت الماضي، بعد سقوط أشجار على سيارتهما، وقالت شرطة وست ميدلاندز إن الضحية الأخيرة لقي حتفه عندما سقطت شجرة على سيارته على طريق سيلفر بيرش في إردينجتون بعد ظهر يوم السبت، وفي وقت سابق من اليوم، توفي رجل بعد سقوط شجرة على سيارته في لانكشاير.
ودخل تنبيه “الخطر على الحياة” الذي أطلقته الحكومة حيز التنفيذ في الساعة الواحدة من صباح يوم السبت وتم إرساله إلى الأشخاص داخل المنطقة التي يغطيها التحذير الأحمر النادر الذي أصدره مكتب الأرصاد الجوية بسبب الرياح في أجزاء من ويلز وجنوب غرب إنجلترا.
وقالت رابطة شبكات الطاقة إن 259 ألف عميل في أنحاء إنجلترا واسكتلندا وويلز انقطعت عنهم الكهرباء اعتباراً من مساء السبت، وأضافت أن 80% من المنازل المتضررة من العاصفة أعيد توصيلها بالتيار الكهربائي.
اقرأ أيضاً: العاصفة بيرت: مشاكل في المواصلات والكهرباء
من جانبها، أصدرت وكالة البيئة 64 تحذيراً من الفيضانات في إنجلترا، ما يعني أن الفيضانات متوقعة، في حين قالت هيئة الموارد الطبيعية في ويلز إن هناك 25 تحذيراً من الفيضانات النشطة.
وقال متحدث باسم وكالة البيئة: “من المحتمل حدوث فيضانات محلية من الأنهار ومياه السطح في أجزاء من ويست ميدلاندز وشمال شرق وشمال غرب إنجلترا يوم الأحد”.
وأضاف: “قد تستمر الفيضانات المحلية حتى يوم الاثنين والثلاثاء على طول أجزاء من نهر سيفرن في شروبشاير ووسترشير وغلوسترشير حتى يوم الثلاثاء، وقد تغمر الفيضانات الأراضي والطرق وبعض الممتلكات وقد يحدث اضطراب في السفر”.
اقرأ أيضاً: انتحار صحفية في قناة ITV، والسبب؟؟
وفي حديثها لبرنامج Sunday with Laura Kuenssberg على هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، قالت نائبة رئيس الوزراء أنجيلا راينر، إن هناك حاجة إلى مزيد من الحماية البيئية للمساعدة في معالجة الفيضانات في المستقبل، وخاصة مع خطة حزب العمال لبناء 1.5 مليون منزل على مدى السنوات الخمس المقبلة.
وتابعت: “هذا صحيح تماماً، علينا أن ننظر إلى هذا الأمر في منازلي التي تبلغ مساحتها 1.5 مليون متر مربع، وعلينا التأكد من أننا نأخذ العوامل البيئية في الاعتبار”.
وقالت إنه قد مر 30 عاماً منذ بناء الخزان ومن المهم “توفير البنية التحتية التي نحتاج إليها بشدة”.
وأضافت راينر: “نعم، علينا أن نستثمر وإلا فلن نتمكن من الحصول على المنازل والبنية الأساسية الجديدة والوظائف التي نحتاج إليها بشدة والنمو”.
اقرأ أيضاً: مشروع الموت بمساعدة الغير يسبب جدل برلماني