يزداد وضع الأسر الأكثر فقراً في بريطانيا سوءاً، بعد عقد ونصف العقد من توقف نمو المداخيل في المملكة المتحدة، لدرجة أن هذه الأسر أصبح وضعها أسوأ من نظيراتها في سلوفينيا ودول أخرى.
وذكر تقرير أعدّته صحيفة “الإندبندنت – The Independent” البريطانية استناداً إلى دراسة أجراها المعهد الوطني للبحوث الاقتصادية والاجتماعية National Institute for Economic and Social Research (NIESR)، أنه لو نمت الأجور في المملكة المتحدة كما حصل في الولايات المتحدة عقب الأزمة المالية التي وقعت عام 2009، لكان العمال في بريطانيا أفضل حالاً.
وجاء التقرير في الوقت الذي يستعد فيه رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر – Keir Starmer لخفض كلف المزايا التي تقدمها الحكومة لفئات معينة، وهو ما قد يؤدي إلى تراجع مستويات المعيشة في بريطانيا، حيث كشف المعهد الوطني للبحوث الاقتصادية والاجتماعية إلى أن نظام الرعاية الاجتماعية البريطاني هو الأقل سخاءً بين نظرائه في الدول المتقدمة.
وبحسب التقرير فإن أفقر أجزاء المملكة المتحدة أصبحت الآن أسوأ حالاً من الأجزاء المماثلة في بلدان مثل مالطا، حيث تنمو المداخيل في معظم أوروبا بوتيرة أسرع من المملكة المتحدة، نتيجة الركود الاقتصادي الذي شهده العقد الماضي، وهو الأمر الذي يهدد مكانة المملكة المتحدة بوصفها “مكان يملك مستوى معيشي مرتفع”.
رسالة عاجلة
أمام هذا الواقع، وجّهت أكثر من 12 جمعية خيرية رسالة عاجلة إلى وزارة المالي في الحكومة البريطانية، حول مقترح خفض الإعانات المخصصة للمعوقين بما يصل إلى 6 مليارات جنيه استرليني، وأكدت الرسالة أن ذلك سيترك “أثراً كارثياً”.
ولفتت المؤسسات إلى أن أيّ تخفيضات ستغرق مئات الآلاف من الأسر التي تضم معوقين في الفقر، بدلاً من تحقيق هدف الحكومة المتمثل في زيادة عمالة المعوقين.
بالمقابل، كشفت وزيرة العمل والرواتب التقاعدية ليز كيندال – Liz Kendall أن العدد الكبير من الأشخاص العاطلين عن العمل بسبب اعتلال الصحة يصل إلى 2.8 مليون، وأن واحداً من كل ثمانية شباب لا يتعلمون أو يتدربون أو يعملون.
كما ازداد العبء المالي للمزايا المخصصة لحالات المرض والعجز لدى الأفراد البالغين سن العمل في بريطانيا بمقدار 20 مليار جنيه استرليني منذ جائحة كورونا، وسط توقعات بأن يصل مقدار العجز إلى إلى 70 مليار جنيه استرليني خلال الأعوام الخمسة المقبلة.
بدوره أكد رئيس الوزراء كير ستارمر مؤخراً أن نظام مزايا الرعاية الاجتماعية الحالي غير مستدام ولا يمكن الدفاع عنه وغير منصف.
الفقر يزيد معدلات الاكتئاب
مع ازدياد معدلات الفقر في المملكة المتحدة، كشفت دراسة جديدة أن الفقر يزيد من معدلات الاكتئاب بشكل ملحوظ، لأنه يؤثر على صحة الأشخاص العقلية والنفسية.
وبحسب تقرير لصحيفة الإندبندنت البريطانية فإن الفقر والحرمان والافتقار إلى التعليم والرعاية الاجتماعية ترتبط بشكلٍ وثيق بضعف الصحة العقلية، حيث أكدت الدراسة أن البالغين الذين يعيشون في المناطق الفقيرة نسبياً هم أكثر عرضة بثلاث مرات للإصابة بالاكتئاب.
وكشفت الدراسة أن عمدت الحكومة إلى تقليل مستويات الفقر في البلاد، فسيقلّ عدد البالغين المصابين بالاكتئاب بمقدار 1.3 مليون شخص، وهو ما يعادل انخفاضاً بنسبة 27%.
اقرأ أيضاً: نظام الرعاية الاجتماعية مهدد في ظل التصرفات الحكومية العشوائية