الفنانة الفلسطينية ربى شمشوم : "أتمنى أن تتواجد النسوية في كل ما أفعله"
تابعونا على:

مشاهير

الفنانة الفلسطينية ربى شمشوم: “أتمنى أن تتواجد النسوية في كل ما أفعله”

نشر

في

3٬592 مشاهدة

الفنانة الفلسطينية ربى شمشوم: "أتمنى أن تتواجد النسوية في كل ما أفعله"

يتميز الفنانون العرب أينما حلّوا، وفي أيّ مجال كان. ومن هؤلاء الفنانين، الموسيقية ربى شمشوم صاحبة الصوت المرهف والكلمات الساحرة.

تأخذنا ربى في موسيقاها إلى عالم مختلف، في مزيج من البوب المعاصر والجاز الكلاسيكي على أنغام عربية. هذه الفكرة ليست بالجديدة كُلياً، لكن ربى تأخذها إلى مستوى مختلف كُلياً. فهي بمثابة نسمة منعشة في ازدحام العالم الموسيقي.

الفنانة الفلسطينية ربى شمشوم: "أتمنى أن تتواجد النسوية في كل ما أفعله"

فعالية Comfort and Courage

ربى شمشوم – إلى جانب فنانين عرب آخرين – ستشارك في فعالية Comfort and Courage التي ستُبث أونلاين. حيث ستقدم ربى عرضها يوم السبت 20 آذار مارس، ويمكن لحاملي البطاقات مشاهدة العرض خلال فترة 14 يوم من بثه.

حوار مع ربى شمشوم

حظيت بشغف التحدث مع ربى، حيث سلطت الضوء على عمليتها الإبداعية وقدمت بضع نصائح للشباب الطامح. إليكم حديثنا!

يعرف معجبوك فنك من المزج المميز بين الجاز والموسيقا العربية. أخبرينا كيف يختلف ألبومك الجديد “ريشة” عن أول ألبوم لك، “شامات”؟

“”ريشة” هو نمو طبيعي لفضولي كموسيقية. يختلف من حيث احتواءه على عناصر موسيقية الكترونية، خاصة تأثيرات الدرون المستمرة المضمرة، والأصوات الأثيرية والعزف الحي للآلات. أما ألبومي الأول “شامات” ، كان تسجيلات حية للآلات مع الغناء الحي وحسب”.

كما أضافت: “يختلف الاثنان أيضاً، حيث شامات كان مجموعة أغاني كتبتها خلال فترة زمنية طويلة، وجزء منها أثناء دراستي للموسيقا. بعض الأغاني تنتمي مع بعضها، لكن بعضها الآخر لا. بينما في ريشة، هناك مواضيع محددة توحد الأغاني مثل الهروب والحرية والأنثوية.

هو ألبوم شاعري وتأملي للغاية، يتخلله الكثير من التكرار في اللحن والكلمات، كصلاة من نوع ما. الأغاني الخمسة في الألبوم تعطي شعوراً بالتجانس من حيث الموسيقا والمواضيع”.

كفنانة مستقلة تكتب وتوزع أغانيها بنفسها، ما هو أكبر مصدر إلهام بالنسبة لك، وكيف تستمرين عندما لا تكون الأمور على ما يرام؟

“علمتني التجربة والوقت كيفية استدعاء الإلهام، وكيف اذهب له عندما لا يريد الوصول لي. في نفس الوقت، احتاج ذهنياً لأن أشعر برغبتي بالكتابة، وبالطبع لا أشعر بذلك دوماً، وهو أمر طبيعي. خصوصاً في سنة كالتي مررنا بها.

مررت بأشهر لم أكن في مزاج مناسب إطلاقاً. وأنا ممتنة لأن كان لدي هذا الألبوم لأعمل عليه وأشغل نفسي، لذلك لم يزعجني كثيراً أمر الجديد الذي يجب أن أقدمه”.

تعليقاً على أسلوبها في الاستعداد للإبداع، قالت ربى: “عندما أشعر أني جاهزة، أخلق جواً جميلاً حولي، حيث أخفت الأضواء وأشعل بعض الشموع، وأمر بطقس أكون فيه حرة للتجول في عقلي. عادةً ما استلهم من كل ما حولي، لكن غالباً ما يكون إلهامي قادماً مما يدور في داخلي.

أحاول أن أفهم نفسي عبر كتابة الأغاني، وأحياناً، بعد سنوات من كتابتي لأغنية، انظر إليها وأمر بلحظة إدراك لما كنت أمر فيه وقتما كتبتها. كل ما اكتبه يأتي من شيء شخصي بعض الشيء، لذلك أستمتع أيضاً بالعمل مع الشاعرة فرح شمّا، لأنها تخرجني من أفكاري وتعطيني منظوراً جديداً لأعمل به”.

التمست قليلاً من النسوية في أغنيتك “سنونو”، خاصة عندما تقولين: “أنا مش ليلى، أنا الديب”، هل بإمكانك أن تخبريني أكثر عن ذلك؟

أتمنى أن تتواجد النسوية في كل أغاني وكل ما أفعله، هذا ما أجتهد لأجله. لا اعتقد أن أغنية يلزم أن تقول بصراحة في عنوانها “أنا أغنية نسوية” لتكون فعالة وتعطي إحساس بالقوة.

على سبيل المثال، أول أغنية كتبها، “مادلين” تتحدث عن عيوبي، وعن كسر صورة “السيدة المثالية”. وأشعر أن الكثير من النساء والرجل استطاعوا أن يرتبطوا بتلك الصورة”.

تابعت ربى: “في أغنيتي “عشوائية الشامات”، احتفل بجسدي وحسيتي،. أعتقد أن تنفسي للنسوية في كل ما أفعله فيه معنى أكثر من تكريس أغنية واحدة للنسوية وحسب”.

أما في إجابتها عن سؤالي حول تلك الجملة بذاتها: “بالنسبة لذاك الاقتباس، من المذهل كم من النساء أعجبوا به! عندما كتبت الأغنية، كنت أفكر بالازدواجية، وعن إساءة الفهم، عن كيف يمكن أن تبدو بشكل ما، لكنك تشعر بطريقة مناقضة تماماً.

وبما أني كنت أتحدث خلال الأغنية عن “إيجاد طريقي”، كانت رمزية ليلى والذئب الكبير بارزة. كما كان الرمز بصرياً منطقي، الضياع في الغابة بين كل تلك الرمزيات.

في هذا الاقتباس، أنا أقول “أنت تراني بطريقة معينة (ليلى الصغيرة اللطيفة) لكن في الواقع أنا الكثير من الأمور التي لن تفهمها لأنك لن تأخذ الوقت لتراني كما أنا، أنا حرة وأنا جامحة”.

الفنانة الفلسطينية ربى شمشوم: "أتمنى أن تتواجد النسوية في كل ما أفعله"

Comfort and Courage (أي الراحة والشجاعة) يتحدى المقولة الشهيرة (الشجاعة ولا الراحة) ، كيف تربط ربى هذا الأمر بجائحة كورونا العالمية؟

“هذه الجائحة أجبرتنا على الخروج من مساحات راحتنا، سواء شئنا أم أبينا.

الجميع تأثر بطريقة أو بأخرى، واعتقد أن الراحة تأتي من معرفة أننا كلنا نمر في هذا سوية. آمل أن نستغل هذه الفرصة في التغير والنمو والتعلم والتكيف وأن نصبح أكثر مرونة”.

هل ترين الفعاليات الأونلاين كهذه ضرورية؟

“الأمر يعتمد على القيمة الإنتاجية، إذا كانت الفعالية تقدم شيئاً مهماً، إذا جودة

الصوت المسجل عالية، والمكان وخلفيته مميزة، فأجل، من الضروري أن نحظى بمزيد من هذه الحفلات بغض النظر عن الجائحة، لأنها تعطي فرصة

للمزيد من الأشخاص لمتابعة الموسيقا بشكل حي”.

أما بالنسبة للجانب المادي، قالت ربى: “الفعاليات كذلك تشكل مصدر دخل جيد للموسيقيين. في بداية الجائحة، طُلب من الموسيقيين المشاركة في عدة منصات على الانترنت دون مقابل، بهدف ترفيه الناس في منازلهم.

وأنا كنت أحد هؤلاء الموسيقيين. كنت سعيدة بإحياء هذه الحفلات المنزلية لأني اعتقدت أني لو ساهمت في إزاحة الوحدة عن شخص واحد حتى، فلم لا؟…

لكن بعد 5 حفلات دون مقابل، أدركت أن لدي تكاليف يجب أن أدفعها، كالإيجار. وأنه يجب ألا أعمل دون أجر. إذاً فأنا مع! مع حفلات تحترم الجهود الموسيقية والأشخاص الذين يبذلونها”.

بالحديث عن الفعاليات الأونلاين، هل تعتقدين أن وسائل التواصل الاجتماعي ضرورة للفنانين العصريين هذه الأيام؟

“نعم، هي ضرورة. للأسف، المسوقون وشركات الإنتاج ومجال الموسيقى بشكل عام يقيس الموسيقا والفنان بناءً على أرقامهم في وسائل التواصل الاجتماعي (عدد المتابعين، المشاهدات، التفاعل) وهو أمر سيء للغاية.

كنتيجة لذلك، الفنانون يركضون في حلقات لتحسين تلك المقاييس، وخلق محتوى ترفيهي استهلاكي لمواقع التواصل الاجتماعي بدلاً من التركيز

على الفن والإبداع والمحتوى الهادف. مع ذلك، ساهمت تلك المواقع في جعل مجال الموسيقا أكثر ديمقراطية، وأعطت حلولاً لاعتماد الموسيقيين سابقا على صفقات من شركات الإنتاج”.

كفلسطينية، ماذا يعني لك أن تقدمي عروضاً على مستوى كهذا؟

“أُحضر نفسي وقصتي إلى كل مكان أقدم فيه موسيقاي. يسعدني أن أشارك في هذه المناسبة، إلى جانب العديد من الفنانين المميزين.”

ختاماً لحوارنا، سألت ربى شمشوم  عمّا تقدم كنصيحة للنساء العربيات الشابات اللاتي يبحثن عن فرصة في الإبداع، فأجابت: “الفن والإبداع أمر يحصل على

المدى الطويل، ورحلة حياة. التقدم غالباً لن يحصل بين ليلة وضحاها، وهذا طبيعي تماماً. امنحي نفسك وإبداعك الوقت والمساحة لينضجا إلى جانبك”.

ثم أكدت: “اتبعن حدسكن، فهو غالباً على حق”.

لا تنسوا الاستماع إلى ألبوم ربى شمشوم الجديد “ريشة”، واطلعوا على عرضها الذي ستقدمه السبت، 20 آذار مارس ضمن عروض Comfort and Courage، لمعرفة المزيد، زوروا الرابط التالي:

https://grandjunction.org.uk/product/ruba-shamshoum/

إترك تعليقك

إترك تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

X