حذرت الكلية الملكية لطب الطوارئ (RCEM) من العواقب الصحية الخطيرة لبعض الهدايا التي عادة ما يتم تقديمها للأطفال خلال موسم عيد الميلاد، والتي قد تسبب الوفاة أو الحاجة لتدخل جراحي عاجل.
وأطلقت الكلية الملكية تحذيراً شديد اللهجة للآباء من لعبة خرز الماء المعروفة كإحدى الألعاب الحسية للأطفال، وضرورة لعب الأطفال بها تحت إشراف الكبار، وهذه اللعبة عبارة عن خرزات ذات حجم صغير لا يتجاوز بضعة ميليمترات، لكنها تمتلك القدرة على التمدد عند تعرضها للماء 400 ضعف حجمها الأصلي، وذلك في غضون 36 ساعة.
وتتمحور خطورة هذه الخرز الصغيرة بقابليتها للتمدد داخل القناة الهضمية في حال تم ابتلاعها من قبل الأطفال دون سن الخامسة، الأمر الذي قد يتسبب بانسداد معوي خطير ربما يتطلب لعلاجه تدخلاً جراحياً عاجلاً، خصوصاً أن هذه الخرز لا يمكن للأشعة السينية رؤيتها، مما يصعب على الأطباء عملية الكشف عنها.
وشددت الكلية الملكية لطب الطوارئ على الشركات المصنعة والتجار ضرورة وضع تحذيرات واضحة على هذه الألعاب توضح مخاطرها على الأطفال، ومنع بيعها كألعاب للأطفال دون وجود آبائهم.
وبحسب بيانات لجنة سلامة المنتجات الاستهلاكية الأميركية، تم تسجيل ما يزيد عن 7000 إصابة ناجمة عن تناول خرز الماء في غرف الطوارئ بين عامي 2018 و2022، كما سجلت عام 2022 دخول 145 ألف طفل دون سن 12عاماً غرف الطوارئ بسبب الإصابات المرتبطة بالألعاب.
كما أوصت اللجنة بعدم إعطاء هذه الألعاب للأطفال دون 3 سنوات، والإشراف عليهم أثناء اللعب بها، وتخزينها في حاوية مغلقة بإحكام بحيث لا يستطيع الأطفال الوصول إليها، والسماح لهم باستخدامها فقط على طاولة فوق أرضية صلبة، ثم الكنس أو التنظيف بالمكنسة الكهربائية بعد الانتهاء من اللعب فيها.
الكلية الملكية لطب الطوارئ حذرت أيضاً من ابتلاع الأطفال البطاريات الصغيرة التي يمكن أن عاما تستقر في المريء مسببة تفاعلاً كيميائياً خطيراً قد يؤدي إلى انخفاض تدفق الدم إلى مناطق الأمعاء أو تآكل الأنسجة أو الإصابة بالحروق بسبب تلامس البطارية مع اللعاب أو سوائل الجسم الأخرى، وصولاً إلى الوفاة.
إضافة لمخاطر ابتلاع الطفل المغناطيسات الصغيرة التي قد تنجذب لبعضها مسببة ثقوباً في الأمعاء، أو انسداداً معوياً خطيراً يستدعي تدخلاً جراحياً فورياً.
ودعت الكلية الملكية الأهالي إلى توخي الحيطة والحذر، والتأكد من سلامة الهدايا قبل شرائها للأطفال، لجهة عدم احتوائها على عناصر خطرة قد تضر بصحتهم، مع التأكيد على مقدمي الرعاية الصحية وفرق الطوارئ بضرورة الوعي بالطرق الصحيحة للتعامل مع هذه الحالات، وتقديم العلاج المناسب لها.
وإلى جانب تحذيرات الكلية الملكية لطب الطوارئ، هناك ألعاب أخرى عادة ما يتم التحذير من إهدائها للأطفال بسبب مخاطرها المحتملة، وفي مقدمتها المركبات الكهربائية و”السكوتر” التي تتسبب بحوادث كسر عظام خطيرة للأطفال، وألعاب الترامبولين أو القفز التي قد تكون سبباً لإصابة الأطفال بالتواء الكاحلين أو كسور في الذراعين، إضافة لألعاب الأسلحة التي تطلق مقذوفات بلاستيكية أو نارية تتسبب بإصابات مختلفة خصوصاً في العينين.
باحثون في جامعة غوتنبرغ السويدية أجروا دراسة خلصت إلى أن 84 % من ألعاب الأطفال البلاستيكية القديمة و30% من الألعاب الجديدة تحتوي مواداً سامة كالفثالات والبارافينات المستخدمة لزيادة لدونة الألعاب أو حمايتها من الاشتعال، ويمكن أن تعطل هذه المواد نمو الأطفال وتطورهم والقدرات الإنجابية المستقبلية لديهم، حيث مثلت المواد السامة نسبة 40% من وزن اللعبة، على الرغم من أن الحد المسموح به في القانون الأوروبي هو 0.1%،
وفي دراسة سابقة تم تقدير عدد المواد المسرطنة في ألعاب الأطفال المستوردة من خارج الاتحاد الأوروبي، بأكثر من 100 مادة تتضمن المعطّرات والملدنات التي تضاف لزيادة مرونة المادة أو سيولتها ومثبطات اللهب، مع تقديرات بأن متوسط ما يملكه الطفل من تلك الألعاب 18 كيلو غراماً.
خطوات بسيطة يمكن اتباعها لتخفيف نسبة تعرض الطفل لخطر الألعاب، وفي مقدمتها اختيار ألعاب من إنتاج شركات تعتمد معايير السلامة الدولية وقواعد تصنيع صارمة، وحظر الألعاب اللينة والمعطّرة والملونة ألوانا زاهية، وتجنب الألعاب الرخيصة الثمن والمجهولة المصدر، والتأكد من الألعاب القماشية المحشوة مصنوعة من القطن الطبيعي بشكل كامل بعيداً عن أي مواد إضافية.