أوقفت وزارة الداخلية البريطانية حوالي 6500 طلب لجوء من قبل السوريين، حيث قالت وزيرة الهجرة أنجيلا إيجل إن الحكومة ترغب في تسهيل عودة اللاجئين إلى سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد.
وحول تأثير تعليق طلبات لجوء السوريين، تقول إحدى العائلات السورية إنها “تخشى على مستقبلها” بعد أن أوقفت الحكومة البريطانية قراراً وشيكاً بشأن طلب اللجوء الخاص بها.
رب الأسرة، بلال، البالغ 39 عاماً، الذي عمل سابقاً مديراً لبنك في دمشق، ويعيش في شيفيلد (Sheffield) مع زوجته وأطفاله الأربعة منذ العام الماضي، أجرى المقابلة الثانية بشأن طلب اللجوء الخاص به في نوفمبر وأخبرته وزارة الداخلية أن الموافقة “قريبة جداً”.
لكن عائلته تُركت في حالة من الغموض بعد أن أوقفت وزارة الداخلية حوالي 6500 طلب لجوء من قبل السوريين، حيث قالت وزيرة الهجرة أنجيلا إيجل إن الحكومة ترغب في تسهيل عودة اللاجئين إلى سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد.
وفي حديثه مع صحيفة “الغارديان“، قال بلال إنه حتى لو اعتُبرت العودة آمنة، فلن يكون هناك مستقبل لأطفاله، الذين تتراوح أعمارهم بين 14 و10 أعوام وتوأم يبلغان من العمر أربع سنوات، في سوريا.
وتابع: “إنه أمر مرعب لأنني أعلم أن النظام الجديد يلعب لعبة فقط، ويحاول الفوز بموافقة المجتمع الدولي. وبمجرد حصولهم عليها، سيفعلون ما يريدون، دون تردد أو رحمة”.
وكشف بلال: “لا أستطيع التعبير عن حزني بالكلمات. ابني الأكبر على وشك الحصول على شهادة الثانوية العامة ولا أستطيع أن أمنحه الاستقرار الذي يحتاجه. كيف يمكنني أن أخبره أننا قد نضطر إلى العودة إلى سوريا؟ كيف يمكنه التركيز على دراسته في ظل هذا الغموض؟”.
وبحسب ما نقلته الصحيفة عن بلال: “هناك بنادق في الشارع، وانهار نظام الصحة والتعليم. حتى لو لم يكن هناك المزيد من الصراع وحصلوا على مساعدة دولية، فسوف يستغرق الأمر سنوات لإعادة البناء”.
وصل بلال إلى المملكة المتحدة العام الماضي بتأشيرة طالب للدراسة للحصول على درجة الماجستير في التمويل المصرفي في جامعة شيفيلد هالام (Sheffield Hallam)، والتي أكملها في سبتمبر الماضي، وتقدم بطلب اللجوء في عام 2023 وأجرى المقابلة الثانية له الشهر الماضي.
استخدم بلال مدخراته من بيع منزله في سوريا ومن العمل لمدة 16 عاماً في مجال الخدمات المصرفية حتى يتمكن من المغادرة، وليس الرغبة في الوصول بشكل غير قانوني إلى المملكة المتحدة.
أضاف بلال: “لا أريد أن أعيش على هذا النحو. لا يمكننا الاستمرار في الاختباء، والنظر دائماً وراءنا، والخوف من الشرطة في كل منعطف”.
وبموجب شروط تأشيرة الطالب الخاصة به، يُسمح له بالعمل لمدة تصل إلى 20 ساعة في الأسبوع ويكسب ما يصل إلى 800 جنيه إسترليني شهرياً من خلال العمل 16 ساعة في الأسبوع، وقد سمح له هذا بدفع تكاليف إيجار سكن خاص لعائلته، حيث تعمل زوجته كمتطوعة مع منظمة محلية لدعم اللغة الإنكليزية في شيفيلد.
ويسعى بلال إلى الحصول على درجة الدكتوراه أو العمل بدوام كامل، لكنه لا يستطيع القيام بأي منهما دون قرار بشأن طلب اللجوء الخاص به من وزارة الداخلية.
أوضح: “أريد فقط الإذن لمواصلة دراستي وعملي. أنا شخص متعلم لم يعتمد على والديه أو الحكومة”، وتابع: “إنه لأمر مؤلم أن يعتقد الكثير من الناس أنهم جاءوا إلى هنا فقط للعيش على النظام، لكنني أريد أن أعمل. أريد أن أدفع الضرائب. أريد أن أساهم”.
وكشف: “قبل أسبوعين اتصلت بوزارة الداخلية وتحدثت إلى رجل قال إنه يفهم إحباطاتي. لم أسمع شيئاً منذ ذلك الحين، لكنني أشعر أن قضيتي قد انتهت وأن القرار بالنسبة لي ولأسرتي قد تم اتخاذه. يمكنك أن تسمي ذلك أملاً”.
وتابع: “يسألني أطفالي” ماذا سيحدث لنا؟ “كيف يمكننا الاحتفال بعيد الميلاد أو رأس السنة الجديدة مع الخوف المستمر من إعادتنا؟ نحن خائفون مما سيحدث”.
اقرأ أيضاً: منحة مؤسسة عزيز للدراسة في بريطانيا