ألف طائرة دون طيار توصل المخدرات للسجون البريطانية!
تابعونا على:

أخبار لندن

ألف طائرة دون طيار توصل المخدرات للسجون البريطانية!

نشر

في

2 مشاهدة

ألف طائرة دون طيار توصل المخدرات للسجون البريطانية!

في سماء الليل الهادئة، تحلّق طائرات صغيرة في مهمة سرية، لا تحمل رسائل ولا أدوات ترفيه، بل شحنات من المخدرات والبضائع المحظورة وتخترق الحصون وصولاً للمساجين، فكما يبدو لم تعد جدران السجون القديمة في إنجلترا وويلز كافية لصد هذا التهديد الجديد؛ بعد أن أصبحت الطائرات دون طيار الأداة المفضلة لعصابات الجريمة المنظمة، التي تتحدى السلطات بجرأة مذهلة.

شهدت السجون في إنجلترا وويلز العام الماضي أكثر من 1000 حادثة متعلقة بالطائرات بدون طيار، وذلك ضمن معركة مستمرة بين السلطات والعصابات الإجرامية التي تسعى إلى تهريب المخدرات والبضائع المحظورة داخل السجون.

ووفقاً للأرقام الصادرة عن وزارة العدل (Ministry of Justice)، فقد شهدت السجون ارتفاعاً كبيراً في عدد الحوادث المرتبطة بالطائرات بدون طيار، حيث تضاعف العدد عشر مرات منذ عام 2020، ليصل إلى 1063 حادثة خلال العام الماضي 2023.

اقرأ أيضاً: اقتراح غرف لتعاطي المخدرات يمكنها إنقاذ حياة الملايين في بريطانيا! 

وتُظهر البيانات الرسمية أن التهريب باستخدام الطائرات بدون طيار أصبح تحدياً كبيراً، إذ تقوم العصابات باستخدام هذه الطائرات لنقل كميات من الكوكايين والقنّب تصل قيمتها إلى مليون جنيه إسترليني في بعض الأحيان، وأوضح روبرت نايت (Robert Knight)، حاكم سجن “إتش إم بي مانشستر” (HMP Manchester)، أن السجن، الذي بُني قبل 150 عاماً، يواجه مشكلة كبيرة تتعلق بتهريب المخدرات، مشيراً إلى أن الطائرات بدون طيار هي التهديد الأكبر رغم وجود حالات فساد بين بعض الحراس.

وأشار آندي بوكثروب (Andy Buckthorpe)، المحقق المشرف في شرطة مانشستر الكبرى (Greater Manchester Police)، إلى أن العصابات تستعين بطيارين محترفين من خارج عالم الجريمة، لتوصيل بضائعهم إلى نوافذ السجون مباشرة بطريقة مشابهة لعمليات التسليم عبر «أمازون برايم».

وأوضح كريس راينفورد (Chris Rainford)، وهو ضابط سابق في خدمات الإطفاء ومدرب قوات الشرطة على استخدام الطائرات بدون طيار، أن التصدي لهذه الظاهرة يشكل تحدياً كبيراً بسبب التكنولوجيا المتقدمة المستخدمة في الطائرات.

إذ تتضمن الطائرات المتقدمة أجهزة تصوير حراري، ما يسمح بتهريب عدة كيلوغرامات من البضائع المحظورة في ظلام الليل، ورغم القوانين الجديدة التي طبقت في كانون الثاني/يناير، والتي تُجرم الطيران بالطائرات بدون طيار على مسافة تقل عن 400 متر من أي سجن، إلا أن السلطات تعاني من صعوبة في تطبيق هذه القوانين بفعالية.

وفي حديثه حول الأمر، أشار مايك سميث (Mike Smith)، مدير سلامة الطيران في (Ruas Drone Training) في نيو بورت (Newport) جنوب ويلز، إلى أن العوائق التكنولوجية، مثل تأثير حجب الإشارات على الكاميرات الأمنية ومفاتيح السيارات، تعقد مسألة الدفاع الجوي في السجون، مضيفاً أن محاولات سابقة لاستخدام الطيور المدربة لاصطياد الطائرات فشلت بسبب عدم استقرار أدائها.

هذا وصرحت وزارة العدل البريطانية بأن السجون تعاني من أزمة كبيرة بسبب تزايد هذه الحوادث، وأن الجهود الحالية لمكافحة التهريب بالطائرات بدون طيار غير كافية، فيما قال متحدث باسم الوزارة: «نحن بحاجة إلى اتخاذ إجراءات قوية للسيطرة على الوضع، وسنعلن عن تدابير إضافية قريباً».

يشار إلى أن الطائرة دون طيّار، والمعروفة أيضاً باسم «الدرون» (Drone) أو الطائرة المسيّرة، هي طائرة تُدار عن بُعد دون الحاجة إلى طيّار على متنها، وتُستخدم لأغراض متعددة، بدءاً من الأغراض العسكرية واللوجستية إلى الاستخدامات المدنية والهوايات.

اقرأ أيضاً: سناب شات والإنترنت..سوق شبابية رائجة للسلاح والمخدرات في المملكة المتحدة: حقائق وأرقام!!

X