المراكز الصحية في المملكة المتحدة ومساعدة الذكاء الاصطناعي
تابعونا على:

الحياة في بريطانيا

المراكز الصحية في المملكة المتحدة ومساعدة الذكاء الاصطناعي

نشر

في

92 مشاهدة

المراكز الصحية في المملكة المتحدة ومساعدة الذكاء الاصطناعي

لقد كان هناك صعوبة في الحصول على المواعيد في المراكز الصحية من قبل المرضى أو حتى تدوين الملاحظات الخاصة بهم، فكان أمر الحصول على موعد مع طبيب عام من الصعب جداً وكانت هذه الشكوى مألوفة في المجتمع البريطاني، حتى عندما يتم تأمين موعد يزداد كاهل الأطباء بالعمل المتزايد، وربما مدة الفحص في حال الحصول على موعد تكون أقصر مما يرغم به الطبيب والمريض بسبب ضغط العمل.

لكن اكتشف الأطباء ومنهم الدكتورة ديبالي ميسرا شارب Deepali Misra Sharp أن الذكاء الاصطناعي قد خفف جزء كبير من المهام الإدارية عليها وأن هذا ما يتيح لها التركيز بشكل أكبر مع المرضى.

لا يختلف الأمر في مركز جان بيشوب Jean Bishop Centre حيث يتم استخدام الذكاء الاصطناعي أيضاً لمساعدة الأطباء على تقديم المزيد من الرعاية الصحية وتقليل خطر إرهاق الموظفين.

الجمعية الطبية البريطانية والذكاء الاصطناعي.

نشرت الجمعية تقريراً متعلق باستخدام الذكاء في المجال الطبي هذا العام فوجدت أنه من المتوقع أن يعمل الذكاء على تحويل وظائف الرعاية الصحية بدلاً من استبدالها من خلال أتمته المهام الروتينية هذا بدوره ما ينعكس على كفاءة العمل.

وفي بيان لرئيسة لجنة الممارسة العامة في المملكة المتحدة كاتي برامال Katie Bramall قالت “ندرك أن الذكاء الاصطناعي لدية القدرة على إحداث تحول جذري في رعاية الصحة الوطنية، ولكن إذا لم يطبق بأمان، فقد يسبب ضرراً بالغاً، فهو عرضه للتحيز والخطأ وقد يهدد خصوصية المرضى ولايزال قيد التطوير”.

اقرأ أيضاً: الذكاء الاصطناعي يدخل مجال الرعاية الصحية الوقائية عبر نموذج مُطور

دور الذكاء الاصطناعي في تقليص المهام الإدارية

مع تراجع القوى العاملة واستمرار تزايد المرضى أصبح كل طبيب عام يعمل بدوام كامل مسؤول عن 2273 من المرضى، بزيادة قدرها 17% منذ سبتمبر في العام 2015.

وهناك شركات تعمل على تقنية الذكاء في المجال الطبي لمساعدة الأطباء في الشؤون الإدارية في المراكز الصحية، من الشركات التي تعمل على ذلك شركة كورتي Kurti الدنماركية، التي طورت الذكاء الاصطناعي الذي يمكنه الاستماع إلى استشارات الرعاية الصحية، إما عبر الهاتف أو بشكل شخصي، واقتراح أسئلة المتابعة، والمطالبات، وخيارات العلاج، فضلاً عن أتمتة تدوين الملاحظات.

وتقول الشركة إن تكنولوجيتها تعالج حوالي 150 ألف تفاعل مع المرضى يومياً عبر المستشفيات وعيادات الأطباء العامين ومؤسسات الرعاية الصحية في جميع أنحاء أوروبا والولايات المتحدة، بإجمالي 100 مليون لقاء سنوياً.

يقول لارس مالو Lars Malo، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي للتكنولوجيا في كورتي: “الفكرة هي أن يتمكن الطبيب من قضاء وقت أطول مع المريض”. ويضيف أن التقنية قادرة على اقتراح أسئلة بناءً على محادثات سابقة استمعت إليها في مواقف رعاية صحية أخرى.

وفي الوقت نفسه، يستخدم 1400 طبيب عام في جميع أنحاء إنجلترا حالياً C the Signs، وهي منصة تستخدم الذكاء الاصطناعي لتحليل السجلات الطبية للمرضى والتحقق من العلامات والأعراض وعوامل الخطر المختلفة للسرطان، والتوصية بالإجراءات التي يجب اتخاذها.

يقول الدكتور بيا باكشي Piya Bakshi، الرئيس التنفيذي والمؤسس المشارك لشركة C the Signs، وهو كذلك طبيب عام: “يمكنه التقاط الأعراض، مثل السعال ونزلات البرد والانتفاخ، وفي غضون دقيقة واحدة يمكنه معرفة ما إذا كانت هناك أي معلومات ذات صلة بتاريخهم الطبي”.

حيث يتم تدريب الذكاء الاصطناعي على أوراق الأبحاث الطبية المنشورة، على سبيل المثال، قد يُشير إلى أن المريض مُعرّض لخطر الإصابة بسرطان البنكرياس، وأنه سيستفيد من فحص البنكرياس، ثم يُقرر الطبيب إحالته إلى تلك المسارات، كما يقول الدكتور باكشي: “لن يُشخّص، ولكنه قد يُسهّل العلاج”.

وقد تم إجراء أكثر من 400 ألف تقييم لمخاطر الإصابة بالسرطان، واكتشفوا أكثر من ثلاثين ألف مريض مصاب بالسرطان في أكثر من خمسين نوع مختلف من السرطان.

اقرأ أيضاً: هجرة أطباء المملكة المتحدة: أزمة جديدة تهدد نظام الرعاية الصحية البريطاني

حول استخدام تجربة الذكاء الاصطناعي واستخدامه في المراكز الصحية

يتم تجربة الذكاء الاصطناعي بشكل متزايد في مراكز الرعاية الصحية في بريطانيا، بما في ذلك المساهمة في التحقق من عمليات المسح للبحث عن الأمراض التي لم يبحث عنها الأطباء، واكتشاف السرطان في مرحلة مبكرة أو العدوى المميتة المحتملة في اختبارات الدم، وتقليل عبء عمل الأطباء العامين، مما يوفر الوقت والجهد.

وقد قالت الجمعية الطبية البريطانية إنها ترحب بالتقدم في مجال التكنولوجيا الذي يفيد المرضى أو يحقق أقصى استفادة من التفاعل المباشر بين الطبيب والمريض، لكنها حذرت كذلك من أنها ليست “حلاً سحرياً”.

كما صرحت الدكتورة كاتي برامال ستاينر Katie Bramall Steiner، رئيسة لجنة الأطباء العامين في الجمعية الطبية البريطانية: “نحن ندرك أن الذكاء الاصطناعي لديه القدرة على تحويل الرعاية الصحية في هيئة الخدمات الصحية الوطنية بشكل كامل ولكن إذا لم يتم تنفيذه بأمان، فقد يتسبب أيضًا في أضرار جسيمة.

كذلك يمكن استخدامه لصياغة خطابات الإحالة وملخصات الرعاية، مما يقلل الوقت المستغرق في الإدارة، حيث قال الدكتور آندي نوبل Andy Noble، خبير في مجال ضعف البصر وطبيب عام في المركز: “أستطيع الآن التواصل البصري بشكل أفضل، أشعر براحة أكبر عند التحدث مع المرضى أتمنى أن يشعروا بهذه الفائدة أيضاً”.

ختاماً، دخول الذكاء الاصطناعي لمجال الرعاية الصحية في المملكة يضيف الكثير لهذا المجال ويوفر الوقت والجهد على الأطباء ويمكنهم من ممارسة المهنة بشكل سليم وبأداء ممتاز وكفاءة عالية بعيداً عن الضغوطات.

اقرأ أيضاً: تعديلات على قانون الرعاية الصحية في بريطانيا 

 

 

 

 

X