كشف مزارعو الخضروات في المملكة المتحدة أن المحاصيل قد تتضرر هذا العام بعد أن أدت التغييرات الحدودية عقب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي إلى تأخير واردات البذور.
المزارعون البريطانيون يشتكون
قالت الهيئات التجارية التي تمثل مزارعي الطماطم والفلفل في المملكة المتحدة، إن القواعد الجديدة لواردات البذور من الاتحاد الأوروبي تسببت في تأخير عمليات التسليم لمدة تصل إلى ستة أسابيع، مما أدى إلى تعطيل جداول زراعتهم وشؤونهم المالية.
وقالت جمعية مزارعي الطماطم البريطانية (BTGA) إن التأخيرات تهدد المحاصيل وتقلل من ربحية المزارعين، في حين قالت جمعية مزارعي الخيار والفلفل (CPGA) إن التأخيرات الطويلة تسببت في “تأخير مكلف للمحاصيل” لبعض المزارعين.
حجز البذور لفترات طويلة
وتعد هذه المشاكل نتيجة للقواعد الجديدة بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي التي دخلت حيز التنفيذ في 30 أبريل والتي تتطلب فحص الواردات على عدد من المنتجات النباتية والحيوانية، ويتم ذلك في مراكز مراقبة الحدود (BCPs) في الموانئ.
والقواعد الجديدة تعني أنه بالنسبة لبعض البذور عالية الخطورة، بما في ذلك الطماطم والفلفل والبذور الزيتية، فإن الاختبار في بريطانيا مطلوب، بالإضافة إلى الفحوصات في بلد المنشأ.
من جهته، قال الدكتور فيل مورلي، المسؤول الفني في (BTGA)، إن الاختبار في المملكة المتحدة قد يستغرق ما يصل إلى 15 يوم عمل، وفي بعض الحالات تُحجز البذور لفترات طويلة قبل إرسالها للاختبار.
اقرأ أيضًا: قانون سلامة المنتجات الصادر من الحكومة الجديدة.. ما هي ردود الفعل؟
الأمن الغذائي
كما أشار مورلي إلى أن: “بعض المزارعين أبلغوا عن تأخير لمدة ستة أسابيع في وصول البذور إلى التجار البريطانيين منذ وقت طلبها”.
وكشف أن: “هذا له تأثير غير مباشر على المزارعين الذين قاموا ببرمجة إكثارهم لمحاصيل أخرى أيضاً، لذا يتعين عليهم إعادة تنظيم برامجهم”.
وحذر مورلي أن هذا يهدد الأمن الغذائي، لأن التأخير في الإنتاج البريطاني يعني المزيد من الواردات.
ويذكر أن مزارعو الطماطم والفلفل البريطانيين يعتمدون على واردات البذور من دول الاتحاد الأوروبي، بما في ذلك، هولندا.
تلف النباتات
في يناير، قال الاتحاد الوطني للمزارعين إن عمليات التفتيش الجديدة على الحدود بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي يمكن أن تشكل “تهديداً وجودياً” لأن عمليات التفتيش ستؤدي إلى تأخيرات طويلة وتلف النباتات الصغيرة و تدميرها.
ويشار إلى أن صحيفة “الغارديان” التقت مع العديد من مستوردي السلع النباتية الذين شهدوا تلف الشحنات أثناء عمليات التفتيش.
وتعليقاً على تأخيرات البذور، قال مارتن إيميت، الذي يرأس مجلس إدارة البستنة والبطاطس في (NFU): “لقد حذرنا من المشكلات التي تواجه شركات الزراعة بعد التغييرات في خطط استمرارية الأعمال لعدة سنوات.
وأشار إلى أن”هذه المخاوف لها الآن تأثيرات واقعية على قدرة الشركات على العمل والتخطيط للمستقبل للموسم المقبل”.
وقالت الجمعية البريطانية لمربي النباتات (BSPB) إن عمليات التأخير تمنع أيضاً إجراء تجارب مهمة في المملكة المتحدة لأصناف جديدة من بذور اللفت الزيتية التي يمكن أن تساعد في إنتاج محاصيل ذات أداء أفضل.
وكشفت (BSPB) أن البذور المخصصة للتجربة كان ينبغي زرعها بحلول 10 أغسطس، ولكن تم احتجازها في مراكز مراقبة الحدود.
بدوره، أنتوني هوبكنز، رئيس قسم السياسات في (BSPB) قال: “إن بذور اللفت الزيتية هي محصول يتعرض لضغوط عديدة، والمزارعون وسلاسل التوريد في
المملكة المتحدة هم الذين سيخسرون إذا واجهوا تأخيرات في القدرة على زراعة أحدث وأفضل الأصناف مقارنة مع المزارعين في بلدان أخرى”.
اقرأ أيضًا: دراسة: معظم الوجبات الجاهزة في بريطانيا غير صحية
علاقة بريطانيا التجارية مع الاتحاد الأوروبي
في السياق، دعت (BTGA) و(BSPB) الحكومة إلى إبرام اتفاقية مع الاتحاد الأوروبي تضمن الاعتراف المتبادل بمعايير الاختبار، وبالتالي يمكن تقليل الازدواجية.
يشار إلى أن متحدث باسم الحكومة، قال: “تبقى حماية الأمن البيولوجي في المملكة المتحدة إحدى أولوياتنا الرئيسية ونحن نعمل مع (BCPs) لضمان عملها بفعالية ومع التجار لضمان إكمال عمليات الفحص بكفاءة وسرعة ودون تأخير كبير”.
وتابع: “نواصل العمل بجد بشأن استيراد البذور، ونتبع نهجاً عملياً لدعم الشركات والأمن الغذائي، بينما نتطلع إلى تحسين علاقة المملكة المتحدة التجارية والاستثمارية مع الاتحاد الأوروبي”.
اقرأ أيضاً: أرخص مدينة إسبانية للطيران من لندن