عُقدت يوم أمس الدورة الرابعة للحوار الاستراتيجي بين المغرب والمملكة المتحدة، في الرباط، برئاسة كل من وزير الشؤون الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، ووزير الدولة البريطاني للشرق الأوسط وشمال إفريقيا اللورد طارق أحمد.
ارتكز الحوار على أربعة محاور تتمثل في الشق السياسي والدبلوماسي، التعاون الأمني، التعاون الاقتصادي، التعاون الثقافي، حيث أكد الجانبان على العلاقات المتميزة بين المغرب والمملكة المتحدة، كما جددا التأكيد على إرادتهما المشتركة في تعزيز شراكتهما الاستراتيجية بشكل أكبر.
اتفاقية للطاقة النظيفة
وقع المغرب والمملكة المتحدة، اتفاقية للتعاون المشترك بشأن العمل المناخي والطاقة النظيفة والنمو الأخضر، وفي مؤتمر صحفي مشترك، وصف بوريطة الاتفاق بالمهم، مضيفاً أنه “سيشكل مظلة لمشاريع اقتصادية وبرامج تعاون بين البلدين”.
ولم يورد البيان تفاصيل الاتفاق المشترك في الطاقة النظيفة، أو المشاريع المقترحة بين الجانبين.
يعتمد المغرب حالياً على الواردات لتلبية 90% من احتياجاته من الطاقة، ومعظمها من الوقود الأحفوري، وفي عام 2021، جاء حوالي 80.5%من إنتاج الكهرباء في المغرب من حرق الفحم والغاز والنفط، وجاء 12.4%من طاقة الرياح، و4.4%من الطاقة الشمسية والباقي من مصادر أخرى.
وأشار بوريطة إلى أن المملكة المتحدة شريك استراتيجي، حيث شهدت العلاقات التجارية نمواً سنوياً بـ 12% خلال السنوات العشر الأخيرة، وهو أعلى مستوى نمو للمبادلات التجارية بين المغرب والمملكة المتحدة.
محادثات مثمرة
مكن هذا الحوار من تسجيل ارتياح البلدين للتقدم المحرز في مختلف أسس الحوار الاستراتيجي، واتفقا على خرائط طريق بخصوص هذه الأسس، فعلى المستوى السياسي والدبلوماسي، أجرى الوزيران محادثات بناءة ومثمرة تعكس المرحلة الجديدة والآفاق المستقبلية في العلاقات بين المغرب وبريطانيا القائمة على أساس الاحترام والثقة المتبادلين.
كما أكد الوزيران عزمهما تعميق الحوار والتعاون بينهما في القضايا الثنائية، والإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وكذلك فيما يتعلق بالتحديات الاستراتيجية الرئيسية.
ولفت الوزير البريطاني إلى أن “الشراكة بين المملكتين تعود إلى أزيد من ثمانية قرون وستستمر في التطور”، مؤكداً أن العلاقات التي تجمع بين المملكتين تمتد إلى عدد من القطاعات الرئيسية مثل التعليم والتجارة والتغير المناخي، مبيناً أن الهدف والطموح المشتركين هو بناء كوكب أكثر أمناً وأماناً في مجالي البيئة وحل النزاعات.