في قلب أزمة المنازل في بريطانيا، والتي تضغط على ملايين الأسر في إنجلترا لعى وجه الخصوص، تبرز خطط الحكومة البريطانية كأمل جديد لتخفيف هذا العبء الثقيل، كيف يمكن أن تتحول الأراضي المهجورة والمناطق ذات الجودة المنخفضة إلى واحات عمرانية تخدم الجميع؟ وكيف يمكن أن توازن الحكومة بين تلبية احتياجات السكان والحفاظ على التراث الطبيعي للمناطق المحمية؟
وسط أرقام مذهلة لمنازل فارغة وأخرى تنتظر إعادة الحياة، ومخاوف المجالس المحلية من أهداف قد تبدو صعبة المنال، يظهر هذا المشروع الطموح كمعادلة معقدة تجمع بين التحديات والفرص، في هذا المقال، نكشف تفاصيل الخطة، المدن المستهدفة، والمصاعب التي قد تواجهها الحكومة في سباقها مع الوقت لتحقيق وعد بناء 1.5 مليون منزل جديد.
أعلنت الحكومة البريطانية عن خطط جديدة لمواجهة نقص المنازل في إنجلترا، وذلك من خلال تحديد أهداف واضحة للمجالس المحلية لبناء المزيد من المنازل في مناطقها، ووزير الإسكان، ماثيو بينيكوك Matthew Pennycook، أوضح أن التركيز سيكون على المناطق التي تشهد صعوبة في توافر السكن بأسعار معقولة.
وتهدف الحكومة إلى بناء 370000 منزل جديد سنوياً في إنجلترا، ما يعادل 1.5 مليون منزل خلال السنوات الخمس المقبلة، وأكدت الحكومة ضرورة منح المطورين تصاريح البناء لتحقيق هذه الأهداف.
اقرأ أيضاً إيجار المنازل في المملكة المتحدة يرتفع بنسبة 27%
بحسب الإحصائيات الحكومية، هناك 1.3 مليون أسرة تنتظر الحصول على المنازل في بريطانيا، بينما تعيش أعداد قياسية في مساكن مؤقتة، تضم 160000 طفل، وتركز الخطة على المناطق التي تعاني من نقص في توافر المساكن بأسعار معقولة، مع إمكانيات للنمو. وأوضح بينيكوك في تصريح أمام مجلس العموم أن الخطة «تركز على نمو المدن والمناطق الحضرية».
وتشمل المدن والمناطق الرئيسية المشمولة بالخطة:
– سانت ألبانز St Albans: زيادة الهدف من 885 إلى 1660 منزلاً سنوياً.
– أكسفورد Oxford: ارتفاع الهدف من 762 إلى 1087 منزلاً.
– جنوب شرق إنجلترا South East: حصة سنوية تقارب 71000 منزل، بزيادة 20000 منزل عن الهدف السابق.
– لندن London: تحديد الهدف السنوي بـ 88000 منزل، أي أقل بنحو 10000 عن الهدف السابق.
– كنسينغتون وتشيلسي Kensington and Chelsea: زيادة الهدف من 1381 إلى 5107 منازل.
– وستمنستر Westminster: زيادة الهدف من 1862 إلى 4341 منزلاً.
كما تضمنت الخطة مناطق أخرى مثل:
– جنوب أوكسفوردشاير South Oxfordshire: من 579 إلى 1242 منزلاً.
– وينشستر Winchester: من 676 إلى 1157 منزلاً.
– بات وشمال شرق سومرست Bath and North East Somerset: من 717 إلى 1471 منزلاً.
– وارويك Warwick: من 653 إلى 1062 منزلاً.
– دونكاستر Doncaster: من 525 إلى 1198 منزلاً.
– وارينغتون Warrington: من 791 إلى 1064 منزلاً.
– كمبرلاند Cumberland: من 244 إلى 1105 منازل.
وتؤكد الحكومة أن الأراضي المطورة سابقاً ستكون الأولوية لبناء المنازل الجديدة، وتشمل المواقع الصناعية أو التجارية المهجورة، ورغم ذلك، صرّح بينيكوك أن هذه الأراضي لن تكون كافية، لذا ستُطلب مراجعة حدود المناطق المحمية، مثل «الحزام الأخضر»، وتحديد أراضٍ ذات جودة منخفضة تُعرف بـ«الحزام الرمادي»، وقد أوضح رئيس الوزراء أن التطوير سيبدأ بـ «الأراضي المطورة أولاً، ثم الحزام الرمادي، وأخيراً الحزام الأخضر».
وعلى الرغم من هذه الجهود، أبدت المجالس المحلية اعتراضات، وكشفت استجابة أغلبها لطلب حرية المعلومات من هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) عن مخاوف بشأن الأهداف المقترحة، وتشمل هذه المخاوف نقص البنية التحتية المحلية، وقلة الأراضي المتاحة، وضعف النظام التخطيطي وقطاع البناء.
وبحسب تقرير شبكة مهارات البناء Construction Skills Network، سيحتاج قطاع البناء في المملكة المتحدة إلى 225000 عامل جديد بحلول عام 2027 لتلبية الطلب.
هذا وتشير الإحصائيات الرسمية إلى وجود حوالي 700000 منزل فارغ وغير مفروش في إنجلترا، منها 261471 منزلاً فارغاً على المدى الطويل، ومع ذلك، فإن إعادة تأهيل هذه المنازل عملية طويلة ومعقدة بسبب التحديات المتعلقة بتحديد ملكيتها.
اقرأ أيضاً: أزمة السكن في بريطانيا وقلق متزايد.. ما الأسباب المحتملة؟