ما علاقة تقطيع الخضار قبل طهيها بصحة قلبنا؟

قدم البروفيسور تيم سبيكتور، خبير التغذية والمشارك في تأسيس تطبيق الحمية الشهير ZOE، نصيحة غذائية بسيطة أثبتت فعاليتها في الوقاية من أمراض القلب .

وأكد سبيكتور أن تقطيع الخضروات وتركها لمدة 5 إلى 10 دقائق قبل طهيها دقائق قبل طبخها، يمكن أن يحسن الصحة العامة، ويسهم بشكل فعال في التقليل من مخاطر الإصابة بأمراض القلب، مبرراً ذلك بأن هذه المدة الزمنية القصيرة تحفز السلفورافان، وهي مادة كيميائية تتوفر بشكل مكثف في الخضروات كالبصل والثوم والبروكلي والكرنب، وتساعد في تخفيض مستويات الكوليسترول وتحسين استقرار السكر في الدم.

وبين البروفسور أن السلفورافان تحسن عملية التحكم بالغلوكوز، ومكافحة تقلبات مستويات سكر الدم الكبيرة، وبالتالي الوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية، مشيراً إلى أن ترك الخضروات مقطعة قبل طهيها ينشط السلفورافان ويحافظ على فوائدها الصحية، الأمر الذي لا يمكن أن يحدث في حال طهيها مباشرة بعد تقطيعها لأن ذلك يتلف إنزيماً مسؤولاً عن تحويل المركبات الموجودة فيها إلى سلفورافان.

وقدّم سبيكتور مجموعة نصائح غذائية هامة لتحسين صحة القلب، منها طهي الطماطم بزيت الزيتون البكر الممتاز، لاستخراج المزيد من العناصر الغذائية كالليكوبين الموجود فيها والذي يتمتع بفوائد مذهلة في تحسين صحة القلب.

كما نصح بتدعيم نظامنا الغذائي اليومي بالأطعمة المخمرة لتعزيز صحة الجهاز الهضمي والميكروبات المعوية، واستخدام الخل في تتبيل السلطة، لما لحموضته من دور في استقرار مستويات السكر في الدم، وتقليل الشعور المفاجئ بالجوع بين الوجبات، إضافة لتناول السلطة قبل الوجبات خصوصاً الغنية بالكربوهيدرات، لأن ذلك يقلل ارتفاع مستويات السكر في الدم وتحسين الشعور بالشبع.

اقرأ أيضاً: دراسة: معظم البريطانيين يأكلون نفس الوجبات كل يوم ويفتقر نظامهم الغذائي إلى الألياف

ويلعب نمط الحياة غير الصحي وقلة النشاط البدني والتدخين دوراً سلبياً في رفع مستويات الكوليسترول وبالتالي الإصابة بأمراض القلب والسكتات الدماغية والنوبات القلبية، إذ توصي هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية من أجل الوقاية من أمراض القلب بالاعتماد الأساسي على الفواكه والخضروات لتقليل مستويات الكوليسترول، كما توصي كلية الطب بجامعة هارفارد بالفواكه الغنية بالألياف القابلة للذوبان في الكوليسترول الضار.

ويشدد خبراء التغذية بإجراء فحوصات دم منتظمة للكشف عن مستويات الكوليسترول المرتفعة التي غالبا لا تبدي أعراضاً واضحة.

وفي نفس السياق أكدت هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية مساهمة الرياض، في حال تم ممارستها بانتظام، في تحسين كفاءة القلب والدورة الدموية وتقليل مستويات الكوليسترول وتنظيم ضغط الدم، مشيرة إلى ضرورة ممارسة تمرينين أو أكثر أسبوعياً لتقوية العضلات، إضافة إلى ممارسة رياضة المشي وركوب الدراجات والرقص والبستنة الثقيلة.

دراسة لباحثين من جامعة كينجز كوليدج لندن أكدوا أن ربع السعرات الحرارية تأتي من الوجبات الخفيفة، لذلك من الضروري استبدال الوجبات الخفيفة غير الصحية كالأطعمة فائقة المعالجة بالفواكه والمكسرات، نظراً لاحتوائها نسباً عالية من السكر والملح والدهون المشبعة، التي تسبب ارتفاع مؤشر كتلة الجسم وسكر الدم وبالتالي تزيد خطر الإصابة بالسكتات الدماغية وأمراض القلب والسمنة.

وتشمل الوجبات الخفيفة غير الصحية المواد الكيميائية والملونات والمواد الحافظة والوجبات الجاهزة والآيس كريم والدجاج المقلي، والكاتشب، إضافة إلى الأطعمة المصنعة التي يتم معالجتها لتدوم لفترة أطول أو لتعزيز مذاقها كاللحوم المعالجة والأجبان.

ووجدت الدراسة أن تناول الطعام في وقت متأخر من الليل يسبب نتائج صحية سلبية لجهة ارتفاع نسبة السكر في الدم وتركيزات أعلى من الدهون مقارنة بمن تناولوا وجبات خفيفة في وقت سابق من اليوم، وبالتالي لا يقتصر الأمر على جودة الغذاء، بل على توقيت تناوله أيضاً.

اقرأ أيضاً: يكره القهوة والشوكولاتة.. ماذا تعرف عن عادات الملك تشارلز الغذائية؟

وقدم الباحثون نموذجاً لنظام صحي يومي يمكن اتباعه من أجل الوقاية من أمراض القلب والحفاظ على صحتنا، يقوم على تناول خمس حصص من الفاكهة والخضراوات، وقطعتين من بسكويت الحبوب الكاملة، وشريحتين سميكتين من خبز القمح الكامل، وبطاطس كبيرة مخبوزة بدون قشر، إضافة لتناول منتجات الألبان الأقل دهوناً وسكراً، وحصتين من الأسماك كل أسبوع واحدة منها زيتية.

إضافة إلى اعتماد الزيوت غير المشبعة والمواد القابلة للدهن واستهلاكها بكميات صغيرة، وشرب من 6 إلى 8 أكواب من الماء يومياً، وتناول 30 جراماً من الألياف يومياً، وعدم تناول ما يزيد عن 6 جرام من الملح و20 جراماً من الدهون المشبعة للنساء أو 30 جراماً للرجال.