في قصة تبدو غريبة، قامت صحفية من قناة ITV بالانتحار بشكل مفاجئ، بعد أن أخبرتها الشرطة “عن طريق الخطأ” بأنها لا يحق لها الاطلاع على تاريخ العنف الأسري الذي مارسه شريكها قبل أسابيع من وفاتها، وذلك في تحقيق قضائي.
وفي التفاصيل، تم العثور على الصحفية تيريزا ماكماهون، محررة الأخبار في صحيفة جرانادا ريبورتس وقناة ITV ميتة في شقتها في ليتل هالتون، سالفورد، عن عمر 43 عاماً، في 3 أغسطس2021.
كانت الصحفية ماكماهون قد تقدمت بطلب إفصاح إلى مكتب قانون كليرز، طالبة من شرطة مانشستر الكبرى (GMP) إصدار معلومات حول أي تاريخ من العنف أو الإساءة من شريكها السابق روبرت تشالمرز، في الوقت الذي أخبرها به الضابط “عن طريق الخطأ” أنها لا يحق لها الحصول على معلومات بموجب قانون كلير لأنها لم تكن في علاقة بوقتها مع السيد تشالمرز، وهذا ما أكدته أيضاً مفتشة المباحث في شرطة مقاطعة جلاسكو، شارلوت بول، إذ أكدت تيريزا أنها لم تكن على علاقة مع روبرت تشالمرز ولن تكون، وبالتالي لا يحق الحصول على طلبها، ثم حاولت شرطة مانشستر الكبرى بعد ذلك الاتصال بالصحفية ماكماهون لإبلاغها بأنها قد تكون مؤهلة للحصول على المعلومات، لكن لم يكن هناك أي رد على مكالماتهم.
اقرأ أيضاً: ديليا بالمر والقصة الحقيقية وراء الدراما الأشهر Until I Kill You
هذا وكانت قد تقدمت الصحفية تيريزا بشكوى بشأن “كسر الأصابع واحتمال كسر الضلع، لكنها لم تطلب رعاية طبية لتلك الإصابات” ولم ترغب في المساعدة في محاكمة السيد تشالمرز، ذلك بحسب المفتشة بول، وتعليقاً على تصرفها، قال ضابط شرطة المدينة: “ليس من غير المعتاد أن لا يرغب ضحايا العنف المنزلي في المساعدة في الملاحقة القضائية بعد تقديم هذا التقرير”.
هذا وفي سجل تشالمرز لديه “ثلاثة سجلات” لتقارير العنف المنزلي على مدى عدد من السنوات، على الرغم من قوله أنه لم يؤذيها أبداً، إذ ظهر تشالمرز، متحدثا عبر رابط فيديو، قال إنه أقر بأن علاقتهما كانت متقلبة، لكنه قال إنه لم يؤذ السيدة ماكماهون جسديا، ولم يجبرها أو يتحكم فيها.
وفي مجريات التحقيق، وقال مفتش المباحث جاريث همفريز للجنة التحقيق إنه لم يتم العثور على “إصابات دفاعية” على جثة الصحفية ماكماهون.
وخلصت الطبيبة الشرعية لمنطقة شمال لندن الداخلية ماري هاسل يوم الخميس إلى أن “الفتاة ماتت منتحرة” و”لم يجبرها أي شخص آخر على القيام بذلك”، وأضافت السيدة هاسل: “ليس لدي أي دليل على أن أي شخص آخر كان السبب الفعلي في وفاة تيريزا”، بينما قال الطبيب الشرعي إن التحقيق “ليس تحقيقا عاما في قضية GMP”، مضيفا أن التحقيق الذي أجرته الشرطة في وفاة السيدة ماكماهون “لم يكن مثاليا”.
وكان الطبيب الشرعي قد أصدر مذكرة اعتقال بحق السيد تشالمرز بعد فشله في المثول أمام المحكمة مع اتخاذ الترتيبات اللازمة لتقديم أدلة من محكمة بولتون كورونرز، أجاب تشالمرز، الذي قال إنه يعرف السيدة ماكماهون منذ حوالي 25 عاماً: “لا”.
وفي مراجعة سريعة لإعادة فتح التحقيقات في انتحار الصحفية تيريزا، وصف الطبيب الشرعي تيموثي بريناند تيريزا بأنها “شخص ضعيف محبوس في علاقة قسرية وسيطرة”، وبحسب تقرير صادر عن المكتب المستقل لمراقبة سلوك الشرطة (IOPC)، أرجأ مكتب الشرطة العامة مقابلة تيريزا لمدة تسعة أيام بسبب “مشاكل تتعلق بالموارد” بعد أن قدمت تقريراً عن إساءة معاملة منزلية في يوليو 2021.
يبدو أن عائلة الصحفية تعمل على إعادة إحياء قضيتها، وفتح التحقيق من جديد، هناك أيضاً مزاعم تقول أن عائلتها تتهم الشرطة بسوء المعاملة معها، وهذا ما أدى إلى لجوءها للانتحار، غالباً هذا ليس سبب للانتحار، لكن ربما كان هناك مرض نفسي دفعها إلى هذا الفعل، ونخن ننتظر مدى استجابة المحكمة لطلبهم.
اقرأ أيضاً: طالبة دكتوراه تُصدم بسبب عقوبة الإعدام