تشهد المملكة العربية السعودية في السنوات الأخيرة تحولاً كبيراً في مجال التطوير العمراني والاقتصادي، وذلك بمواكبة رؤية 2030 التي أطلقها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، والتي تهدف إلى تنويع مصادر الدخل وتعزيز الابتكار والاستدامة.
ومن بين المشاريع الضخمة والفريدة التي تنفذها المملكة في هذا الإطار، يبرز مشروع برج جدة، الذي يعد أطول برج في العالم، والذي يمثل تحفة معمارية وهندسية تعكس الطموح والريادة السعودية.
ما هو برج جدة؟
برج جدة هو برج شاهق يقع في مدينة جدة على الساحل الغربي للمملكة، ويبلغ ارتفاعه أكثر من 1000 متر، متفوقاً على برج خليفة في دبي بأكثر من 172 متراً.
ويضم البرج عدة وظائف ومرافق، منها:
– أعلى برج مراقبة في العالم، يبلغ قطره 97 متراً، ويوفر إطلالة بانورامية على مدينة جدة والبحر الأحمر.
– فندق ريتز كارلتون فاخر، يحتوي على 200 غرفة وجناح، ويقع في الطوابق من 157 إلى 187.
– شقق سكنية فخمة، تقع في الطوابق من 65 إلى 156، وتتميز بالتصميم العصري والخدمات الراقية.
– مكاتب تجارية، تقع في الطوابق من 34 إلى 64، وتوفر بيئة عمل مريحة ومجهزة بأحدث التقنيات.
– مركز تسوق، يقع في الطوابق من 1 إلى 33، ويضم محلات ومطاعم ومقاهي ومراكز ترفيهية متنوعة.
– مسجد، يقع في الطابق الثاني، ويتسع لأكثر من 1000 مصلي.
– متحف، يقع في الطابق الأرضي، ويعرض تاريخ وثقافة وفنون المملكة العربية السعودية.
ما هي مراحل تنفيذ برج جدة؟
تم البدء في تنفيذ مشروع برج جدة في عام 2009، وذلك بمبادرة من شركة جدة الاقتصادية المحدودة (JEC)، وهي شركة مشتركة بين شركة المملكة القابضة وشركة أبرار القابضة وشركة قلعة جدة ومجموعة بن لادن السعودية.
وتم تقسيم المشروع إلى مرحلتين:
– المرحلة الأولى: تشمل تشييد البرج الرئيسي والمرافق المرتبطة به، وتغطي مساحة قدرها 1.5 كيلومتر مربع.
وتم الانتهاء من أعمال الأساسات للبرج في عام 2014، ومن ثلث أعمال البناء للبنية الفوقية للبرج في عام 2017، وذلك بتنفيذ من مجموعة بن لادن السعودية كمقاول.
ومن المتوقع أن يتم الانتهاء من هذه المرحلة في عام 2024.
– المرحلة الثانية: تشمل تطوير المنطقة المحيطة بالبرج، وتشمل مشاريع سكنية وتجارية وترفيهية وثقافية ورياضية، وتغطي مساحة قدرها 5.3 كيلومتر مربع.
وتم منح المقاولين مهلة حتى نهاية شباط / فبراير 2024 لتقديم عطاءاتهم للحصول على عقد لاستكمال هذه المرحلة.
الفرص التي يقدمها برج جدة؟
يعتبر برج جدة مشروعاً طموحاً ومعقداً، ومن المتوقع أن يقدم العديد من الفرص في مجالات مختلفة، منها:
– الفرص الهندسية: تتمثل في إثراء المعرفة والخبرة والابتكار في مجال الهندسة المدنية والمعمارية والإنشائية، حيث يتطلب المشروع تصميماً وتنفيذاً يتحمل الظروف الجوية والجيولوجية والزلزالية المتغيرة، ويستخدم مواداً وتقنيات حديثة ومتطورة، ويحقق معايير عالية من الجودة والسلامة والاستدامة.
– الفرص الاقتصادية: تتمثل في تحفيز الاقتصاد المحلي والوطني والإقليمي، حيث يجذب المشروع الاستثمارات والمستثمرين والشركات والسياح والزوار من مختلف أنحاء العالم، ويخلق فرص عمل وتدريب وتطوير للكوادر السعودية، ويسهم في رفع الدخل القومي والمحلي والفردي.
– الفرص الثقافية والاجتماعية: تتمثل في تعزيز الهوية السعودية والعربية والإسلامية، حيث يعكس المشروع القيم والتراث والحضارة السعودية والعربية والإسلامية، وينشرها للعالم، ويحترم التنوع والتعددية والانفتاح على الثقافات الأخرى، ويشجع على التواصل والتفاعل والتبادل بين الشعوب والحضارات.
وبهذا، يمكن القول إن برج جدة هو مشروع استراتيجي وطموح ورائد، يسعى إلى تحقيق رؤية المملكة 2030، ويسهم في تحويل جدة إلى مدينة عالمية ومركز إقليمي وعالمي للتجارة والأعمال والسياحة والثقافة.
كما يعد برج جدة نموذجاً فريداً للتطور العمراني في المملكة العربية السعودية، ويضيف قيمة معنوية ومادية للمدينة والمملكة والمنطقة والعالم.