بعد تسع سنوات، نجح برشلونة في كسر عقدة بايرن ميونخ، أكثر من خمسة مواجهات بين الفريقين في دوري أبطال أوروبا والتفوق الكاسح كان للفريق الألماني، آخر فوز كان قد حققه في عام 2015 في نصف نهائي البطولة ذهاباً إياباً العام الذي حقق فيه الفريق البطولة الأوروبية مع المدرب لويس إنريكي بعد فوزه على يوفنتوس الإيطالي في نهائي برلين بثلاثة أهداف لهدف وخيد، لكن، السؤال الأهم، ما الإضافة السحرية التي صنعها هانز فليك حتى نجحت مع فريق، كان يعاني لسنوات طويلة في هذه البطولة، وصنع شكلاً مغايراً فنياً وذهنياً لفريق الإسباني وجعل منه نداً لايستهان به منذ بداية الموسم، 17 هدف سجله الفريق باستقباله لهدفين فقط منذ بداية الموسم، إحصائيات تعكس حجم العمل الفني الكبير الذي يبذله فليك.
خط دفاع متقدم … مصيدة لمهاحمي الخصوم
أبرز نهج لاحظه متابعي كرة القدم منذ بداية استلام فليك للفريق الكتلوني، هي نهج خط الدفاع المتقدم والذي يؤدي لإيقاع أغلب محاولات الفريق الخصم في حفرة الفشل، كإحصائية رسمية فريق فليك هو أكثر فريق نجح بتطبيق مصيدة التسلل في الدوريات الخمسة الكبرى، قبل بداية الموسم، وقبل استلام فليك لمهامه مع الفريق الإسباني، تحوفت الصحافة الإسبانية وخاصة الكتلونية منها من الإسلوب الذي يتبعه فليك مع أغلب الفرق التي يدربها، أسلوب الدفاع المتقدم، لكن، نهج فليك الذي يعتمد كركزية أساسية على الدفاع المتقدم، أثبت نجاحه بشكل ملحوظ، الفريق تأقلم مع الأفكار الجديدة عليه، خاصةً أن أغلب لاعبي الفريق هم من قليلي الخبرة، لكنهم نجحوا باستقبال الأساسيات لهذا الأسلوب وساهموا بشكل مباشر في تطبيقه بسرعة أيضاً، وخط الدفاع المتقدم كان من الركائز الأساسية التي ساهمت بشكلٍ مباشر في الفوز على بايرن ميونخ في ملعب المونتجويك.
اقرأ أيضاً: ريال مدريد ومشكلة أنشيلوتي القادمة
الضعط العكسي لبرشلونة، المقصلة الحديدية
في أي مساحة تستلم فيها الكرة فوق أرضية الملعب وكونك لاعب من الفريق الخصم الذي يواجه برشلونة، ستجد خمسة أو أربعة لاعبين من الفريق الإسباني يقومون بتأدية عملية الضعط العكسي ضدك حتى يفقدونك الكرة ويعيدوا الإستحواذ للفريق، ليعودا لعميات تدوير الكرة لخلق المساحة خلف خطوطك كفريق خصم تلعب ضدهم، فكرة تناقل الكرة بين اللاعبين الذين يمثلون الفرق التي تنتهج فكرة الإستحواذ، هي ليست فكرة تقوم على تدوير الكرة فقط لتحريكها بشكل سلبي، لا أبداً، بيب غوارديولا وهو واحد من أشهر مدربي العالم إن لم يكن أِشهرهم يقول: “نخن لانحرك الكرة فقط لتحريكها إنما نحن نقوم بتحريك الخصم، عندما يجري الخصم خلف الكرة يخلق خلفه مساحات، وهذه المساخات هي المفتاح” وإنطلاقاً من هذا الأسلوب يعمل الفريق الكتلوني مع فليك، تبادل الكرة لخلص المساحة، وبعد خلق المساحة استغلالها وتشكيل الزيادة العددية.
هانز فليك، يُعرف بأسلوب “الضغط العالي” الذي طبقه بنجاح في فريق بايرن ميونخ والمنتخب الألماني. هذا الأسلوب يعتمد على الضغط المتواصل والعالي على الفريق المنافس في مناطقه، خصوصاً بعد فقدان الكرة مباشرة، ويتميز هذا الأسلوب بعدة عناصر أساسية، مثل الضغط المكثف على حاملي الكرة، يشجع فليك لاعبيه على الضغط على حامل الكرة فور فقدانها، بهدف استعادتها بسرعة ومنع الفريق المنافس من بناء الهجمة، هذا يقلل من فرص المنافسين ويحد من إمكانية تطور الهجمات، بالإضافة إلى التنظيم الدفاعي المتقدم، حيث يعتمد أسلوب فليك على تقدم الخطوط الدفاعية إلى مناطق متقدمة في الملعب، مما يجبر الفريق المنافس على اللعب تحت ضغط وضمن مساحات ضيقة، هذا يسمح للفريق بتضييق الملعب على الخصم وإجباره على التمرير تحت ضغط أو خسارة الكرة، مع التعاون الجماعي والمساندة فلاعبو فليك يتحركون ككتلة واحدة، مما يعني أن الضغط يبدأ من المهاجمين وصولاً إلى لاعبي الوسط والدفاع. هذا يخلق بيئة صعبة على الخصم للتمرير بحرية، حيث يواجه الحامل للكرة أكثر من لاعب.
اقرأ أيضاً: بارك جي سونغ.. أين اختفت دبابة مانشستر يونايتد!
كما يفضل الألماني الانتقال السريع بعد استعادة الكرة، يعتمد فليك على الانتقال السريع إلى الهجوم، بهدف استغلال الفراغات الناتجة عن خروج لاعبي الفريق المنافس من مراكزهم خلال محاولتهم بناء الهجمة، وكل ما سبق يحتاج اللياقة البدنية العالية، لضمان فعالية الضغط العالي، يشترط هذا الأسلوب لياقة بدنية عالية جداً للاعبين، حيث يتطلب منهم الجري المستمر والتحرك السريع للتغطية والضغط على المنافسين، هذا الأسلوب أدى إلى نجاحات كبيرة لفليك، خاصة خلال فترة تدريبه لبايرن ميونخ، حيث ساعد هذا النهج في فرض السيطرة وإضعاف قدرة الخصوم على الاحتفاظ بالكرة، وأدى إلى تسجيل العديد من الأهداف عن طريق الضغط في المناطق الأمامية من الملعب.
افرأ أيضاً: برشلونة يقدم اعتراضاً للاتحاد الإسباني بسبب لاعبه