في تطور يثير القلق المتزايد، أعلنت الحكومة البريطانية عن تسجيل أول حالة إصابة لخروف بإنفلونزا الطيور في شمال إنجلترا، مما يوسع نطاق الثدييات المعرضة للإصابة بهذا الفيروس، ويزيد من المخاوف بشأن احتمال تحوله إلى جائحة.
وتعد هذه الحالة الأولى من نوعها على مستوى العالم، رغم تسجيل حالات نفوق لعدد من الثدييات الأخرى، مثل الدببة والقطط والأبقار الحلوب والكلاب والدلافين والنمور، بسبب فيروس إنفلونزا الطيور (N1H5).
وأوضحت الحكومة البريطانية في بيان لها أن “الحالة اكتشفت بعد مراقبة روتينية للماشية في مزرعة في يوركشاير (Yorkshire) ،حيث تأكدت إصابة طيور أخرى بفيروس (N1H5).
وتجدر الإشارة إلى أنه تم رصد حالات إصابة بين البشر، تراوحت شدتها بين عدم ظهور أعراض والوفاة في حالات نادرة، ومع ذلك، فإن انتقال العدوى بين البشر لا يزال غير مؤكد حتى الآن.
وتم إعدام الخروف المصاب، ولم يتم رصد أي حالات إصابة أخرى في بقية القطيع، وقد بدأت وزارة الشؤون الريفية البريطانية في تطبيق نظام لمراقبة الماشية في المناطق التي تم فيها تأكيد وجود طيور مصابة بإنفلونزا الطيور، وذلك بعد تفشي المرض بين الأبقار الحلوب في الولايات المتحدة.
اقرأ أيضاً: 36 حالة مؤكدة لإنفلونزا الطيور في بريطانيا
أوروبا والموجة الأكثر تدميراً
شهدت القارة الأوروبية منذ أكثر من عام موجة “إنفلونزا طيور هي الأكثر تدميراً” في تاريخها، والتي أدت إلى إعدام حوالي 50 مليونًا من الطيور الداجنة في المزارع التي أصابها الوباء.
وتأثرت 37 دولة أوروبية بالفيروس بين أكتوبر/تشرين الأول 2021 وسبتمبر/أيلول 2022، وتم اكتشاف ما يقرب من 2500 بؤرة تفشّي في مزارع القارة، وفق تقرير صادر عن الهيئة الأوروبية لسلامة الأغذية، والمركز الأوروبي للوقاية من الأمراض ومكافحتها، والمختبر المرجعي للاتحاد الأوروبي.
وقالت الهيئة الأوروبية لسلامة الأغذية إن الحصيلة لا تشمل عمليات الإعدام الوقائية للدجاج والبط والديك الرومي، التي نفّذت بالتزامن مع تفشي الفيروس.
وأضافت أنه “لأول مرة” لم يكن هناك فصل واضح بين موجتين وبائيتين، إذ لم تتم السيطرة على الفيروس في الصيف، وكان الوباء في هذا الخريف أكثر ضراوة من العام الماضي، فقد زاد عدد المزارع المتضررة بنسبة 35%.
وقد رصد الفيروس أكثر من 600 مرة لدى طيور برية، لا سيما البط والبجع، ويقدر التقرير أن ذلك أسهم ربما في انتشار الفيروس بين المزارع.
اقرأ أيضاً: تعليق على واتساب يطيح بوزير الصحة البريطاني!
ما هي إنفلونزا الطيور؟
إنفلونزا الطيور هي عدوى فيروسية تصيب الطيور بشكل رئيسي، ولكنها يمكن أن تنتقل إلى أنواع أخرى من الحيوانات، بما في ذلك الثدييات والبشر.
وينتمي الفيروس إلى عائلة فيروسات الإنفلونزا، وهناك عدة سلالات مختلفة منه، بعضها شديد العدوى وبعضها الآخر أقل خطورة.
وينتقل الفيروس عادةً عن طريق الاتصال المباشر بالطيور المصابة، أو عن طريق الاتصال بالأسطح الملوثة بالفيروس، ويمكن أن ينتقل الفيروس أيضًا عن طريق الهواء، ولكن هذا أقل شيوعًا.
وتختلف أعراضه حسب نوع الفيروس والحيوان المصاب، ففي الطيور، يمكن أن تشمل الأعراض الحمى والسعال وصعوبة التنفس والإسهال والنفوق المفاجئ.
أما في البشر، فقد تشمل الأعراض الحمى والسعال والتهاب الحلق وآلام العضلات والقيء والإسهال.
هل يمكن أن تتحول إنفلونزا الطيور إلى جائحة؟
هناك قلق متزايد بشأن احتمال تحول إنفلونزا الطيور إلى جائحة، وذلك لأن الفيروس يواصل التحور والتطور، وقد يصبح أكثر قدرة على الانتقال بين البشر، ومع ذلك، فإن احتمال حدوث جائحة لا يزال غير مؤكد.
اقرأ أيضاً: ما علاقة تقطيع الخضار قبل طهيها بصحة قلبنا؟
ما الذي يجب فعله للوقاية من إنفلونزا الطيور؟
تشمل التدابير الوقائية من إنفلونزا الطيور تجنب الاتصال بالطيور المصابة، وغسل اليدين جيدًا بالماء والصابون، وطهي الدواجن والبيض جيدًا، وفي حالة ظهور أعراض تشبه أعراض الإنفلونزا، يجب استشارة الطبيب على الفور.
وتبذل المنظمات الصحية العالمية جهودًا حثيثة للسيطرة على انتشار هذا الفيروس، وذلك من خلال مراقبة تفشي المرض وتطوير اللقاحات والأدوية المضادة للفيروسات.
ومع ذلك، فإن مكافحة الإنفلونزا لا تزال تمثل تحديًا كبيرًا، وذلك لأن الفيروس ينتشر بسرعة ويمكن أن يتحور باستمرار.
اقرأ أيضاً: اللحوم من المختبر لا من عند الجزار قريباً في بريطانيا
اقرأ أيضاً: بريطانيا تحظر استيراد المواشي من ألمانيا, والسبب؟
اقرأ أيضاً: بريطانيا تحذر من تفشي جديد لفيروس نورو