دعت الجمعية الطبية البريطانية الوزراء إلى تقديم تشريع لمكافحة انتشار السجائر الإلكترونية، والذي وصفته بأنه «وباء».
إذ تشير إحصاءات منظمة Action on Smoking and Health (Ash) إلى أن 5.6 مليون بالغ في بريطانيا يستخدمون السجائر الإلكترونية، أي ما يعادل 11% من السكان البالغين.
كما زادت نسبة استخدام السجائر الإلكترونية بين الأطفال والشباب، إذ ارتفعت النسبة من 1.3% في عام 2014 إلى 7.6% حالياً بين الفئة العمرية 11-17 عاماً.
ودعت منظمة الصحة العالمية في العام الماضي، إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لحماية الأطفال من مخاطر السجائر الإلكترونية، والتي تؤدي إلى إدمان النيكوتين.
وقد وُجِد أن بعض الأجهزة تحتوي على مواد ضارة أخرى، مثل الرصاص أو حتى مخدر البهار الاصطناعي.
وأعلن حزب العمال في خطاب الملك في يوليو، أنه سيعيد إحياء مشروع قانون التبغ والسجائر الإلكترونية الذي قدمته الحكومة السابقة.
وكان التشريع الذي اقترحه المحافظون، يتضمن تدابير لحظر السجائر الإلكترونية التي تستخدم لمرة واحدة، وتقييد النكهات والتغليف.
ولكنه تأجّل بعد الدعوة إلى الانتخابات العامة، ولم تُنشَر تفاصيل اللوائح الدقيقة التي يريد حزب العمال تقديمها بعد.
اقرأ أيضاً: التشريعات البريطانية لتحقيق التوازن ما بين الحياة والعمل
وفي تقريرها الذي نشر الأربعاء الفائت، قالت الجمعية الطبية البريطانية، إنه بسبب زيادة عدد الأطفال والشباب الذين يحاولون تدخين السجائر الإلكترونية، فإن الحكومة «يجب ألا تتردد في اتخاذ إجراءات شجاعة».
ويعد التقرير أول ورقة شاملة توضح سياسة الجمعية بشأن التدخين الإلكتروني منذ عام 2017، وهي المرة الأولى التي تدعو فيها بطريقة مباشرة إلى فرض قيود على أشكال الإعلان والتسويق للسجائر الإلكترونية كافةً.
ويدعو التقرير الجديد الحكومة إلى التشريع لضمان بيع السجائر الإلكترونية في المتاجر بطريقة غير معلنة، وليس عرضها على الأرفف بطريفة مباشرة.
وجاء في تقرير الجمعية: «يجب بذل المزيد من الجهود لتقييد الإعلان عن السجائر الإلكترونية والحد من ظهورها، حتى لا يتم تشجيع الأطفال والشباب على استخدامها».
وأضاف: «إن إخفاء السجائر الإلكترونية في المتاجر، من شأنه أن يساعد في الحد من التعرض والوعي بالمنتج، وبالتالي استخدامه».
كما أوصت الجمعية بحظر بيع السجائر الإلكترونية التي تستخدم لمرة واحدة، واستخدام أي نكهات أخرى غير التبغ.
إضافة إلى بيع السجائر الإلكترونية في عبوات عادية فقط، مع حظر أي صور أو ألوان أو علامات تجارية سواء على العبوة أو جهاز السجائر الإلكترونية، كما هو الحال بالنسبة للسجائر.
ورداً على التقرير، قالت ديبورا أرنوت، الرئيسة التنفيذية لشركة آش: «لكي نضع لوائح صارمة للحد من استخدام الشباب للسجائر الإلكترونية، يجب التسريع في تطبيق مشروع قانون التبغ والسجائر الإلكترونية».
وقال متحدث باسم وزارة الصحة والرعاية الاجتماعية: «إن تسويق السجائر الإلكترونية للأطفال والشباب أمر غير مقبول، سوف يمنع مشروع قانون التبغ والسجائر الإلكترونية وضع العلامات التجارية على السجائر الإلكترونية والإعلان عنها عمداً لجذب الأطفال، عن طريق تنظيم النكهات والتغليف وتغيير كيفية ومكان عرضها في المتاجر».
اقرأ أيضاً: قانون سلامة المنتجات الصادر من الحكومة الجديدة.. ما هي ردود الفعل؟
وفي سياق متصل، أكد السير كير ستارمر، رئيس الوزراء البريطاني، أن الحكومة تدرس فرض قواعد صارمة على التدخين في الهواء الطلق، لتقليل عدد الوفيات المرتبطة باستخدام التبغ.
وقال ستارمر رداً على التقارير التي تشير إلى إمكانية حظر التدخين في بعض الأماكن الخارجية: «يتعين علينا اتخاذ إجراءات، لتقليل العبء الذي يفرضه التدخين على هيئة الخدمات الصحية الوطنية».
وتدعو الخطط الجديدة إلى حظر التدخين في حدائق الحانات، والمطاعم الخارجية، وخارج المستشفيات والملاعب الرياضية.
ويعدّ تعاطي التبغ السبب الرئيسي للوفاة الذي يمكن الوقاية منه في المملكة المتحدة، إذ يقتل ثلثي المستخدمين على المدى الطويل ويسبب 80 ألف حالة وفاة كل عام.
ووفقاً لأحدث البيانات المتاحة من مكتب الإحصاء الوطني، كان حوالي 12.9% من الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 18 عاماً أو أكثر في المملكة المتحدة – أو حوالي 6.4 مليون شخص – يدخنون السجائر في عام 2022.
وهذه هي النسبة الأدنى للمدخنين الحاليين منذ بدء التسجيل في عام 2011.
ويمثّل الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 25 و34 عاماً أعلى نسبة من المدخنين، في حين أن أقل نسبة هي من يبلغ عمرهم 65 عاماً وأكثر.
وفي إنجلترا وحدها، تسبّب التدخين في وفاة ما يقدر بنحو 74600 شخص في عام 2019، وفقاً لأحدث البيانات المتاحة من هيئة الخدمات الصحية الوطنية في إنجلترا.
كما كان هناك 408,700 حالة دخول إلى المستشفيات في إنجلترا بسبب التدخين في عام 2022-2023.
اقرأ أيضاً: التدخين يرفع معدلات سرطان الكبد والكلى في المملكة المتحدة: دراسة حديثة تحذر
في الختام، يمكننا القول إن مخاطر التدخين والسجائر الإلكترونية تشكّل تهديداً خطيراً على صحة الفرد والمجتمع، ولحماية الصحة العامة، يجب أن تكون الجهود جماعية من الأفراد والمؤسسات والحكومة لمواجهة هذه التحديات بطريقة فعالة، وتغيير المجتمع نحو الأفضل.