تنتظر الأسر التي أثقلتها أعباء الحياة، قسوة شتاء قادم سيتسلّل عبر النوافذ ليزيد من برودة الأيام، وفي غمرة الانتظار هذه، لطالما توجهت الأنظار نحو صندوق الدعم الأسري، الذي أصبح بمثابة ضوء في نهاية نفق الشتاء البارد والمظلم.
وحيثما توجهت الأنظار، بنيت الآمال بأن يحمل هذا الصندوق وعداً بدفء ينتصر على البرد، وسط ضجيج الانتقادات والقرارات التي تتشابك في المشهد السياسي الحالي ما بعد انتخابات تموز/يوليو 2024.
ومن حسن الحظ، أن هذه الآمال لم تذهب سدىً، فقد قررت الحكومة البريطانية تمديد صندوق الدعم المصمم لمساعدة المواطنين على مواجهة تكاليف المعيشة خلال فصل الشتاء، حيث ستوزع الأموال الموجودة في صندوق الدعم الأسري على المجالس المحلية (councils)، التي يمكنها بدورها استخدام هذه الأموال وتقديم مدفوعات صغيرة للأسر التي تواجه صعوبات.
اقرأ أيضاً: بريطانيا: صندوق دعم الأسرة يقدم دفعة نقدية مجانية بقيمة 145 جنيه إسترليني
وفي حديثها حول ذلك، صرّحت وزيرة العمل والمعاشات ليز كيندال (Liz Kendall)، بأن الصندوق الجديد سيطلق في الأسابيع المقبلة، قائلة: «يجب على المتقاعدين وغيرهم من الذين يعانون من تكاليف المعيشة خلال الأشهر الباردة الاتصال بمجلسهم المحلي لمعرفة الدعم المتاح لهم».
وسيكون صندوق الدعم الأسري بقيمة 421 مليون جنيه إسترليني في إنجلترا (England) وسيستمر حتى نهاية شهر آذار/مارس من العام القادم، حيث كان من المقرر أن ينتهي في شهر أيلول/سبتمبر.
اقرأ أيضاً: دعم حكومي للأسر المتعثرة: برنامج صندوق دعم الأسر يُقدم 99 جنيهًا إسترلينيًا
ومن المتوقع أن يؤدي قرار إلغاء بعض مدفوعات وقود الشتاء إلى تقليل عدد المتقاعدين الذين يتلقون هذه المدفوعات من 11.4 مليون إلى 1.5 مليون، ما يوفر لخزانة الدولة مبلغاً قدره 1.4 مليار جنيه إسترليني هذا العام المالي، فيما يُعتبر هذا القرار مسألة من صلاحيات أسكتلندا (Scotland) وأيرلندا الشمالية (Northern Ireland) حيث يتم التعامل مع الأمر بشكل مستقل.
وتواجه الحكومة ضغوطاً لإعادة النظر في قرار مدفوعات وقود الشتاء قبل إعلان المستشارة المالية ريتشل ريفز (Rachel Reeves) عن أول ميزانية لها في تشرين الأول/أكتوبر المقبل.
وقد حذر رئيس الوزراء كير ستارمر (Keir Starmer) من أن الميزانية ستكون “مؤلمة” وأن الحكومة ستضطر إلى اتخاذ “طلبات كبيرة” من المواطنين.
واتهمت حكومة “كير” حكومة المحافظين مراراً بترك المالية العامة في حالة مزرية منذ فوز حزب العمال بالانتخابات العامة في تموز/يوليو من هذا العام، ومن جانبهم، زعم المحافظون أن حزب العمال ورث اقتصاداً متنامياً ويدّعون أن “كير” يمهد الطريق لزيادة الضرائب.
اقرأ أيضاً: تأجيل مدفوعات التدفئة الشتوية: كيف يؤثر القرار على كبار السن؟
ويأتي هذا التمديد لصندوق الدعم الأسري، بعد انتقادات وُجهت إلى حكومة حزب العمال (Labour government) بسبب قرارها إلغاء مدفوعات وقود الشتاء (winter fuel payments) لـ 10 ملايين متقاعد في إنجلترا (England) وويلز (Wales).
وقد طُبّق لأول مرة في تشرين الأول/أكتوبر 2021 بتمويل أولي قدره 500 مليون جنيه إسترليني لمساعدة الأشخاص الذين تأثروا بجائحة كوفيد.
ومنذ ذلك الحين جرت عملية تمديده مرات عدة، كان آخرها في ميزانية الربيع عندما قدمت الحكومة السابقة مبلغاً إضافياً قدره 500 مليون جنيه إسترليني لتمديد الصندوق حتى شهر أيلول/سبتمبر الجاري.
يشار إلى أنه يمكن للمجالس المحلية استخدام الأموال لمساعدة الأشخاص على تحمل نفقات الطعام والطاقة وفواتير المياه بالإضافة إلى غيرها من الضروريات الأساسية.
وبالأصل، فإن هذا البرنامج يهدف إلى مساعدة الفئات الضعيفة، ولكن يحق لكل مجلس محلي تحديد معايير الأهلية الخاصة به وكيفية إنفاق الأموال، فيما يشمل الصندوق أيضاً تخصيص أموال للإدارات اللامركزية في ويلز، أسكتلندا، وأيرلندا الشمالية، لإنفاقها حسب ما يرونه مناسباً.
اقرأ أيضاً: منحة كلارندون فرصتك للدراسة في أعرق جامعات بريطانيا