في خطوة تهدف إلى تعزيز أمن الحدود وتبسيط إجراءات السفر، أعلنت المملكة المتحدة عن توسيع نطاق نظام تصريح السفر الإلكتروني (ETA) ليشمل المسافرين القادمين من دول أوروبية اعتبارًا من 2 أبريل 2025.
ويأتي هذا القرار بعد أشهر من تطبيق النظام على زوار من دول مثل الولايات المتحدة وكندا وأستراليا، ودول الخليج العربي، مما يُحدث تحولًا جذريًا في طريقة دخول الأجانب إلى الأراضي البريطانية، فما هو نظام (ETA)؟ ولماذا يُعتبر هذا التوسيع مهمًا للمسافرين الأوروبيين؟
ما هو نظام (ETA) البريطاني؟
نظام (ETA) (Electronic Travel Authorization) هو تصريح سفر رقمي يطلب من الزوار الدوليين الحصول عليه قبل الوصول إلى المملكة المتحدة.
ويحل هذا النظام محل نظام الإعفاء الإلكتروني من التأشيرة (Electronic Visa Waiver – EVW) ذي الاستخدام الواحد، ليقدم خيارًا أكثر مرونة مع صلاحية متعددة الدخول لمدة عامين.
وتهدف الحكومة البريطانية من خلال (ETA) إلى تسريع عمليات المراقبة الحدودية وتقليل الازدحام في المطارات، عبر الاعتماد على تقنيات رقمية مثل التعرف البيومتري على الوجه.
ووفقًا لتصريحات رسمية، فإن النظام يعد جزءًا من خطة شاملة لرقمنة حدود المملكة المتحدة بحلول نهاية عام 2025.
اقرأ أيضاً: تصريح السفر الإلكتروني إلزامي لجميع المسافرين إلى بريطانيا
كيفية التقديم للحصول على نظام (ETA)
تتم عملية التقديم عبر تطبيق هاتف محمول أو من خلال الموقع الإلكتروني الرسمي، ويتطلب ذلك جواز السفر الذي سيُستخدم في السفر، وعنوان بريد إلكتروني، وطريقة دفع إلكترونية (مثل بطاقة ائتمان أو Apple Pay)، ولا حاجة إلى إدخال تفاصيل الرحلة أثناء التقديم، لكن على المتقدم الإجابة على أسئلة تتعلق بالسفر.
ومن المهم الإشارة إلى أن كل فرد في مجموعة المسافرين، بمن فيهم الرضع والأطفال، يحتاج إلى تصريح (ETA) منفصل، لكن يمكن للبالغين التقديم نيابة عن الآخرين.
وبمجرد الموافقة، يرتبط التصريح إلكترونيًا بجواز السفر، مما يلغي الحاجة إلى إبراز وثائق إضافية عند الوصول.
التكلفة والصلاحية
تبلغ تكلفة تصريح (ETA) حاليًا 10 جنيهات إسترلينية (حوالي 12 يورو)، لكن وزارة الداخلية البريطانية أعلنت عن نيتها رفع السعر إلى 16 جنيهًا إسترلينيًا (ما يعادل 129 يورو ) في المستقبل.
وتتمتع الموافقة بصلاحية عامين، يسمح خلالها للمسافر بدخول المملكة المتحدة عدة مرات، شرط ألا تتجاوز مدة الإقامة في كل زيارة ستة أشهر.
ومن الجدير بالذكر أن الحصول على جواز سفر جديد يتطلب تقديم طلب (ETA) جديد، نظرًا لارتباط التصريح بالوثيقة القديمة.
كما يُنصح المسافرون بالتقديم قبل ثلاثة أيام على الأقل من موعد الرحلة، رغم إمكانية الحصول على الموافقة في غضون ساعات في بعض الحالات.
من يحتاج إلى (ETA)؟ استثناءات مهمة
يشمل التوسيع الجديد جميع المسافرين الأوروبيين، بما في ذلك أولئك الذين كانوا سابقًا معفيين من أي إجراءات تأشيرة.
ومع ذلك، يستثنى من النظام المواطنون البريطانيون والأيرلنديون، وحاملو تأشيرات الإقامة أو العمل أو الدراسة في المملكة المتحدة، بالإضافة إلى سكان جزر مثل غيرنسي وجيرسي وأيرلندا الشمالية عند السفر من مناطقهم.
أما المسافرون من الدول التي لا تتمتع باتفاقيات دخول بدون تأشيرة مع المملكة المتحدة، فسيظلون مطالبين بالحصول على التأشيرة المناسبة بالإضافة إلى(ETA).
الهدف وراء نظام (ETA)!
يعد نظام (ETA) جزءًا من استراتيجية أوسع لرقمنة حدود المملكة المتحدة بحلول نهاية عام 2025.
ووفقًا لتقارير إعلامية، تعتزم السلطات استخدام تقنيات التعرف البيومتري مثل التعرف على الوجه لإنشاء “ممرات سفر بدون تلامس”، مما يسمح للمسافرين الدوليين بعبور الحدود بسلاسة.
وسيتطلب ذلك تقديم بيانات بيومترية (مثل صورة الوجه) خلال عملية التقديم، لربطها بجوازات السفر الإلكترونية.
وترى الحكومة أن هذه الخطوة لن تعزز الأمن فحسب، بل ستقلل أيضًا من الأخطاء الورقية وتحسن تجربة المسافرين، لكنها تثير تساؤلات حول خصوصية البيانات، خاصة مع زيادة الاعتماد على التقنيات الذكية في المراقبة الحدودية.
اقرأ ايضاً: لماذا ألغت بريطانيا تصريح السفر الإلكتروني للأردنيين؟
تأثير التوسيع على المسافرين الأوروبيين
مع تطبيق النظام على الأوروبيين، ستتغير طبيعة الزيارات القصيرة للسياحة أو الأعمال أو زيارة الأقارب، فبينما كان الأوروبيون سابقًا يدخلون المملكة المتحدة دون إجراءات مسبقة، سيصبح التقديم الإلكتروني شرطًا أساسيًا.
ويذكر أن النظام يشمل حتى المسافرين العابرين الذين لا يغادرون منطقة العبور في المطارات، مما يستدعي الانتباه إلى ضرورة استكمال الإجراءات قبل السفر.
في الختام، يشكل توسيع نظام (ETA) خطوة نحو تبسيط إجراءات السفر على المدى الطويل.
وينصح المسافرون بالتخطيط المسبق ومراجعة متطلبات الدخول قبل حجز رحلاتهم، لتجنب أي مفاجآت قد تؤثر على خططهم.
ومع اقتراب موعد التطبيق، من المتوقع أن تعلن الحكومة البريطانية عن المزيد من التفاصيل حول آلية التنفيذ والتحديثات التقنية المرافقة.
