بريطانيا كانت وستظل صديقة حقيقية للكويت
تابعونا على:

بريطانيا

بريطانيا كانت وستظل صديقة حقيقية للكويت

نشر

في

888 مشاهدة

بريطانيا كانت وستظل صديقة حقيقية للكويت

رغم توقيع المملكة المتحدة والكويت معاهدة الصداقة منذ نحو 125 عاما (1899)، فإن علاقاتنا الثنائية تعود إلى القرن السابع عشر.

 

وتم توقيع المعاهدة للحفاظ على استقلال الكويت من خلال الحماية البريطانية. ومنذ توقيع الاتفاقية، التزمت المملكة المتحدة بالوقوف إلى جانب الكويت مرات عدة منذ ذلك الحين. في أيام الحماية عندما كانت الكويت تواجه تهديدات من قبل الامبراطورية العثمانية، وقام نظام عبدالكريم قاسم بتهديد أمن الكويت بعد استقلال الكويت في 19 يونيو 1961 بوقت قصير.

وكانت ردة الفعل البريطانية فورية، حيث أرسلت بريطانيا فريقا عسكريا كبيرا يُعرف باسم عملية فانتيج «VANTAGE»، ونجح في ردع التهديد. ومع بداية الغزو العراقي للكويت في 2 أغسطس 1990، ردت المملكة المتحدة بسرعة بقيادة رئيسة الوزراء آنذاك مارغريت ثاتشر، التي صرّحت قائلة إن «غزو العراق يتحدّى كل مبدأ تقوم به الأمم المتحدة. إذا تركناها تنجح، فلن يشعر أي بلد صغير بالأمان مرة أخرى. وسيحل قانون الغابة بدلا من سيادة القانون»، فاتخذت إجراءات فورية، ولعبت المملكة المتحدة دورًا حاسمًا في منظمة الأمم المتحدة، حيث قادت المملكة المتحدة والولايات المتحدة مجلس الأمن في تمرير القرار661، مما أدى إلى فرض عقوبات اقتصادية على العراق والسماح باستخدام القوة في حال عدم انسحابه من الكويت.

واستخدمت ثاتشر علاقتها الممتازة مع الرئيس الأميركي آنذاك جورج بوش لتأمين التزامه بالدفاع عن الكويت والمنطقة. كما لعبت الدبلوماسية البريطانية دورًا رئيسيًا في تعبئة الرأي العام الدولي فور حدوث الغزو. ويذكر أن السفير البريطاني في الكويت، السير مايكل ويستون، صمد ضد قوات الدكتاتور العراقي صدام حسين لمدة 4 أشهر، حيث عاش على القليل مما تبقى من الطعام المعلّب والماء، وهو رفض رمزي لمطالبة العراق بالحصول على الكويت، ورفض سفيرنا المغادرة. وكان صدام قد أمهل الدبلوماسيين 3 أسابيع لنقل عملياتهم إلى بغداد، لكن البريطانيين وبعض السفارات الأخرى رفضوا المغادرة وبقوا في الكويت.

وصمدت السفارة البريطانية حتى 16 ديسمبر 1990 عندما لم يتبقّ ماء للشرب. وكان هذا العمل الذي يتسم بالثبات والشجاعة، مجرد أحد الإجراءات السياسية التي اتخذتها المملكة المتحدة للانخراط وإقناع المجتمع الدولي باتخاذ إجراءات للرد على الغزو العراقي. وكانت المملكة المتحدة القوة الدافعة وراء العديد من الإجراءات السياسية والاقتصادية والعسكرية للضغط على نظام صدام. كما كانت مساهمتنا العسكرية في العمليات مؤثرة في الخليج، حيث كانت قدوة للآخرين لاستخدام جميع الوسائل المتاحة للدفاع عن حرية الكويت واستقلالها. دعمت المملكة المتحدة تحرير الكويت من خلال نشر 53462 عسكريا بريطانيا في البر والبحر والجو أثناء عملية «عاصفة الصحراء»، وهي أكبر عملية نشر لأفراد الجيش البريطاني منذ الحرب العالمية الثانية.

وبعد وقت قصير من تحرير الكويت في 26 فبراير1991، قام رئيس الوزراء البريطاني آنذاك جون ميجور بزيارة الكويت في 5 مارس 1991. وخلال زيارته، قال: «أريد أن أرى الكويت، أريد أن أرى المدينة، أريد أن أتحدث إلى السفير، وأريد أن أرى الضرر الذي حدث وما يجب علينا القيام به لإعادة إعمارها».

واليوم، وبعد 32 عامًا من تحرير الكويت، تواصل المملكة المتحدة العمل في شراكة وثيقة مع الكويت في مجال الدفاع والأمن، بما في ذلك التدريبات العسكرية المشتركة والتعليم العسكري والأمن السيبراني. لطالما كانت المملكة المتحدة وستظل صديقة حقيقية للكويت.

 

* مقال بقلم السفيرة البريطانية لدى الكويت بليندا لويس

إترك تعليقك

إترك تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

X