أصر وزير حكومي رفيع المستوى على أن بريطانيا لا تزال ترغب في التوصل إلى اتفاق تجاري مع الاتحاد الأوروبي بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي على الرغم من الجمود الحالي.
وكانت المملكة المتحدة قد فرضت موعداً نهائيا لقمة الاتحاد الأوروبي الأسبوع الماضي للصفقة، وقال رئيس الوزراء بوريس جونسون إنه مستعد للابتعاد والاستعداد للخروج بدون اتفاق بعد خمسة عقود من الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.
بيد أن كبير الوزراء مايكل جوف قال يوم الأحد إنه مازال يأمل فى التوصل الى اتفاق، قائلاً أن الباب مازال “مفتوحا” اذا ما غير الاتحاد الأوروبي موقفه.
ويختلف الجانبان حول قواعد المنافسة العادلة، وكيفية ضبط هذه القواعد، ومدى وصول أساطيل الصيد التابعة للاتحاد الأوروبي إلى مياه المملكة المتحدة.
وتريد بريطانيا إعادة تأكيد سيادتها على مياهها وليس لها رقابة قانونية من الاتحاد الاوروبى على الاتفاق، مصرة على أنها تريد اتفاقاً تجارياً بسيطاً من النوع الذى وقعه الاتحاد الاوروبى مع كندا.
بينما يرى الاتحاد الأوروبي أن وضع بريطانيا يختلف تماما عن وضع كندا.
وقال جوف لشبكة سكاي نيوز “أريد التوصل الى اتفاق”، مضيفاً ” إنني حريص على إبرام حل ولكن الأمر يتطلب من الجانبين التوصل إلى حل وسط من أجل أن يكون هناك اتفاق.
وأردف أن “الاتحاد الأوروبي لا يفعل ذلك في الوقت الراهن” وإن بروكسل لا تبدو جادة في رغبتها في التوصل الى اتفاق.
ومن المقرر أن يبحث كبير المفاوضين الأوروبيين ميشيل بارنييه ونظيره البريطاني ديفيد فروست هيكل المحادثات يوم الاثنين، وفقا لما ذكرته المفوضية الاوروبية.
وقال جوف عن بارنييه “إن الكرة فى ملعبه”.
ومن شأن الفشل في التوصل إلى اتفاق أن يؤدي إلى عودة بريطانيا وأوروبا إلى شروط منظمة التجارة العالمية، مع ارتفاع التعريفات الجمركية والحصص، التي قد تكون مدمرة للاقتصادات التي أضعفها الوباء بالفعل.
وسيجتمع جوف يوم الاثنين مع نائب رئيس مفوضية الاتحاد الأوروبي ماروس سيفوفيتش حول تنفيذ معاهدة الطلاق التي تحكم خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي في 31 يناير/كانون الثاني.
فالتغيرات قادمة سواء كانت هناك صفقة تجارية أم لا، حيث أن خروج بريطانيا من السوق الموحدة للاتحاد الأوروبي والاتحاد الجمركي سوف يتطلب عمليات تفتيش جديدة على جانبي الحدود.
وسوف تحث الحكومة البريطانية هذا الاسبوع الشركات على تسريع الاستعدادات لمواجهة القواعد الجمركية الجديدة.
وتعتزم إطلاق حملة إعلامية في الأيام المقبلة تحت شعار “الوقت ينفد”.
وسيجتمع جونسون وجوف يوم الثلاثاء مع ممثلين عن منظمات وشركات الأعمال البريطانية.
وقال جوف فى بيان له “إن الأمر يقع على الجميع للقيام بالعمل الآن” ، واضاف “إن الوقت ينفد امام الشركات للعمل”.
ودعت منظمة “بيزنس يوروب” الاوروبية (بيزنس اوروبا) المفاوضين الى التوصل إلى اتفاق معتبرة انه “السبيل الوحيد لتجنب عدم اليقين والاضطراب الكبير”.
وفى الوقت نفسه، وفى رسالة مشتركة نادرة نشرتها صحيفة الفاينانشال تايمز ، حذر كبير أسقف كنيسة انجلترا من تمرير مشروع قانون الاسواق الداخلية، المقرر مناقشته فى مجلس اللوردات يوم الاثنين.
وقال رئيس أساقفة كانتربري جاستن ويلبي وخمسة آخرين من كبار رجال الدين إن القانون يمكن أن “يؤثر بشكل عميق” على العلاقة بين الدول الأربع في المملكة المتحدة، و”يزيد من تقويض الثقة والنوايا الحسنة” بينهما.