خمسة أشهر قضتها إيما (34 عاماً) في المشفى بعد إجراء عملية جراحية لإنقاص الوزن في إسطنبول بتركيا، وصفتها الشابة البريطانية بأنها “أسوأ تجربة في حياتها”!.
حالة إيما هي واحدة من الحالات لأشخاص يسافرون إلى خارج المملكة لإجراء عمليات جراحية رخيصة الثمن ويعودون إلى بلادهم ولديهم “مضاعفات خطيرة تهدد الحياة”، بحسب ما صرحت به هيئة الخدمات الصحية الوطنية.
وقالت إيما وهي أم لثلاثة أطفال إنها بعد أسبوعين من جراحة تكميم المعدة: “شعرت بعدم الراحة وكانت تكافح من أجل التنفس”، وذهبت إلى قسم A&E في هيئة الرعاية الصحية وتم تشخيص إصابتها بالإنتان بسبب وجود سائل في الحجاب الحاجز والرئة. في ذلك الوقت، لم يكن الأطباء يعرفون أن مصدر السائل هو تسرب بسيط في معدتها وتم تزويدها بأنابيب لتصريفه.
بعد فترة طويلة من إقامتها في المستشفى، اكتشف الأطباء في نهاية المطاف مصدر التسرب، وأمضت إيما نحو 15 أسبوعاً في المستشفى، وأجرت عمليتين منذ الجراحة الأصلية في نيسان.
قالت إيما: “أنا أيضا مصابة بالتهاب رئوي، وبعد ذلك كان لدي سائل تحت الحجاب الحاجز، وخراج تحت رئتي نتج عن التسرب في معدتي، إنني نادمة حقاً على إجراء الجراحة تمنيت لو لم أقم بها لأنني كان من الممكن أن أموت”.
أعداد متزايدة
من جانب آخر، قال استشاري جراحة السمنة، أندرو بيميش، إن “أعداداً متزايدة من المرضى يعودون إلى منازلهم بعد إجراء عمليات إنقاص الوزن خارج المملكة مع “مضاعفات خطيرة تهدد الحياة”.
وأشار بيميش الذي يعمل في المعهد الويلزي لجراحة الأيض والسمنة في مستشفى موريستون، إلى أن المركز هو الوحيد في ويلز الذي يقدم هذه الجراحة، والتي تتكلف أكثر من 12000 جنيه إسترليني عند إجرائها بشكل خاص ولكن يمكن إجراؤها في بلدان أخرى مقابل 3000 جنيه إسترليني.
ما هي جراحة السمنة؟
تُستخدم جراحة إنقاص الوزن، وتسمى أيضًا جراحة السمنة أو جراحة التمثيل الغذائي، في بعض الأحيان كعلاج للأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة، يمكن أن تؤدي إلى فقدان الوزن بشكل كبير وتساعد في تحسين الحالات المرتبطة بالسمنة مثل مرض السكري من النوع 2 أو ارتفاع ضغط الدم. وهي عملية كبيرة، وفي معظم الحالات، لا ينبغي التفكير فيها إلا بعد محاولة إنقاص الوزن من خلال اتباع نظام غذائي صحي وممارسة الرياضة، بحسب هيئة الرعاية الصحية البريطانية (NHS) وتتوفر جراحة علاج البدانة في الهيئة بعد تقييم مدى ملاءمتها، ولكن هناك فترات انتظار طويلة.
وتابع بيميش أن الجراحة يجب أن تكون “أداة واحدة تستخدم كجزء من برنامج إدارة الوزن بالكامل” لأن السمنة تؤثر على كل عضو في الجسم.
وقال بيميش: “إن المشكلة تعود إلى نقص التمويل في المملكة المتحدة، كثير من الناس، خاصة ذوي الدخل المنخفض ومن خلفيات فقيرة، يسافرون إلى الخارج لإجراء هذه العمليات، وبرغم من أن الجراحة كانت مماثلة لتلك التي أجريت في المملكة المتحدة، لكن الرعاية الصحية قبل وبعد العملية هي المشكلة، حيث غالباً ما يقضي الأشخاص في فندق لبضع ليالٍ بعد الجراحة قبل العودة إلى المنزل”.
وـردف: “لا توجد رعاية حقيقية بعد العملية الجراحية، ولهذا النوع من العلاج تحتاج إلى أخصائيين نفسانيين وأخصائيين تغذية لأنك ستأكل بشكل مختلف تمامًا ولا يمكنك تناول نفس الحجم من الطعام”.
“أفتقد حياة طفلي”
تم إدخال آنا، إلى المستشفى بسبب تسرب من معدتها بعد أن ذهبت إلى اسطنبول لإجراء عملية تكميم المعدة بعد أن اكتسبت وزناً بعد ولادة طفلها.
وقالت الفتاة البالغة من العمر 24 عاماً من سوانسي، إن صديقة والدتها خضعت لعملية جراحية في تركيا “بنتائج مذهلة”، وبعد البحث على الإنترنت والتعرف على أشخاص أجروا الجراحة نفسها، حجزت لها العملية.
ووصفت تجربتها بأنها “مذهلة”، قائلة إن الجراح كان يراها كل يوم وتغادر مع الأدوية ونشرة الرعاية اللاحقة، مع مستشارها وأخصائي التغذية المتاحين مباشرة على WhatsApp. لكن بعد ستة أيام من العملية، عندما عادت إلى ويلز، شعرت آنا بألم في ظهرها وكتفها ولم تستطع رفع طفلها من عربتها.
بعد إصابتها بالحمى، تم إدخالها إلى مستشفى A&E، وقالت: “إنني نادمة لإجراء الجراحة – أشعر وكأنني أفتقد حياة طفلي، وأشعر بالذنب والسوء لأنني دفعت أموالاً طائلة، وشعرت بالتوتر من المجيء إلى NHS لأنه حدث خطأ”.
لم تكن تجربة الجميع سلبية
فقد ستيف مور من نيوبورت ما يقرب (63 كجم) بعد خضوعه لعملية تكميم في المعدة في تركيا وقال إنها “غيرت حياتها”، حيث أمضى الشاب البالغ من العمر 31 عاماً أربعة أشهر في البحث عبر الإنترنت ووجد “عيادة رائعة”.
أمضى مور أسبوعاً في تركيا، بما في ذلك ثلاثة أيام في المستشفى بعد الجراحة وموعدين مع الأطباء، ووصف الرعاية اللاحقة بـ “المذهلة”، وكان نادماً على “عدم القيام بذلك مسبقاً”.
احتاج ستيف إلى إنقاص الوزن لتلبية معايير الحصول على أطفال الأنابيب ومكنته الجراحة من الوصول إلى هدفه وبدء العلاج.
ضرورة البحث بعناية
من جهته، قال أحمد أحمد، استشاري جراحة السمنة: “ننصح بشدة المرضى الذين يفكرون في الخضوع لجراحة السمنة أو أنواع أخرى من الجراحة في الخارج أن يبحثوا عن خياراتهم بعناية، لقد رأيت أعداداً متزايدة من المرضى الذين خضعوا لجراحة السمنة في الخارج يعانون من مضاعفات خطيرة تتطلب المزيد من الجراحة والعمليات الإسعافية في المملكة المتحدة. في بعض الأحيان كان هذا بسبب نقص المتابعة بعد الجراحة”.
وقالت حكومة ويلز: “إذا كان الناس يفكرون في الرعاية الصحية الخاصة من أي نوع فمن المهم أن يجروا بحثاً عنها بشكل صحيح قبل الخضوع للعلاج. نشجع الناس على التحقق من أنهم يتعاملون مع شخص يتمتع بسمعة طيبة، ونطلب رؤية مؤهلاتهم، ويسألون عن المضاعفات والآثار الجانبية، وإذا أمكن التحدث إلى أشخاص آخرين عولجوا في نفس العيادة أو المستشفى”.