صداع، سيلان الأنف، التهابات الجيوب الأنفية، السعال، صعوبة التنفس وتضرر الرئة، ثم الموت! هذا ما مر به الطفل عواب إسحق الذي يبلغ عامين من العمر بعد تعرضه للعفن لفترة طويلة في منزله في روتشديل، مانشستر.
حيث قضى الطبيب الشرعي أخيراً بوفاة الطفل الذي يحمل الجنسية السودانية نتيجة إصابته بمرض تنفسي ناجم عن تعرضه الطويل الأمد للعفن بمنزله في العام 2020.
“كيف يمكن أن يموت طفل نتيجة تعرضه للعفن في منزله في المملكة المتحدة وفي عام 2020؟”، بهذه الكلمات عبرت المحامية، جوان كيرسلي، عن أسفها واستنكارها لطريقة الموت المأساوية للطفل “عواب” الذي لم يكن سوى ضحية للتمييز العنصري.
منزل غير صالح للسكن البشري
لم يكن منزل الضحية “عواب” صالح للسكن البشري وقد تقدم والده “فيصل عبد الله” مراراً وتكراراً منذ العام 2017 بشكاوى إلى شركة “RBH” للاسكان، حيث لا يمكن إحصاء عدد المهنيين الصحيين في الشركة ذاتها الذين بكى أمامهم والدي الطفل “عواب” معبرين عن الظروف المأساوية التي عايشوها مع فقيدهم “عواب”.
نوبات السعال التي كان يعاني منها “عواب” عادة ما كانت تستمر إلى يومين أو ثلاثة، وكانت هناك أيام لا يتمكن فيها من مغادرة المنزل.
وأكد ذوي الطفل أن هذه الطريقة الوحشية التي عوملوا بها لا يقف ورائها سوى أنهم ليسوا من سكان المملكة الأصليين، فيما تساءلوا إلى متى ستبقى هذه المعاملة غير العادلة للاجئين الذي هربوا من ظروفهم القاسية في بلدانهم.
أمراض قاتلة يسببها العفن
يوضح موقع Medical News Today المعني بالصحة والمعلومات الطبية، أن للعفن والرطوبة الزائدة مخاطر صحية عديدة على سلامة الإنسان، خاصة عند التعرض المستمر لتلك النوعيات من السموم. أبرزها:
1- مشكلات التنفس والحساسية: مع نمو وتكاثر العفن في المنزل، يمكن للجراثيم والخلايا والمركبات العضوية الناجمة عنها أن تتداخل مع الهواء.
ويمكن أن تنتج تلك المهيجات والسموم الفطرية الحساسية والسميّة خاصة للأفراد الذين يعانون من الحساسيات في الجهاز التنفسي.
يُشار أيضاً إلى أن الرطوبة تدمر المواد في الأسطح والجدران وغيرها، ما يتسبب في تلوث الهواء بمخلفات دقيقة تسبب تهيج الرئتين والأنف والحنجرة عند استنشاقها، خاصة لدى الأشخاص الذين يعانون من مشكلات التنفس أو الربو.
ويمكن أن تسبب حساسية العفن أعراضاً مشابهة لأعراض الحساسية الأخرى، مثل أعراض حمى القش أو الحساسية الموسمية.
ويمكن أن يؤدي الحجم الكبير من الغبار إلى زيادة خطر الإصابة بعث الغبار، مما قد يؤدي أيضاً إلى حدوث تفاعل تحسسي لدى بعض الأشخاص.
2- داء الرشاشيات: يمكن لبعض أنواع العفن، مثل الرشاشيات أو أسبرجيليوس، أن تسبب مشكلة صحية خطيرة تُعرف باسم داء الرشاشيات.
ويمكن لمعظم الناس أن يتنفسوا جراثيم هذه الفطريات دون أن يمرضوا، ولكن الأشخاص الذين يعانون من ضعف المناعة أو الأمراض الرئوية قد يعانون من رد فعل شديد، مثل الصداع وسيلان الأنف والتهابات الجيوب الأنفية والسعال وصولاً إلى مشاكل التنفس بصورة طبيعية وتضرر الرئة.
وتشير منظمة الصحة العالمية “WHO” وفقاً لموقع Medical News Today، إلى أن العفن والعوامل الميكروبية التي ينتجها قد تزيد من خطر الإصابة بالالتهاب الرئوي، والالتهاب الشعبي، والتهاب الأسناخ التحسسي، والتهاب الجيوب الأنفية المزمن، والتهاب الجيوب الأنفية الفطري التحسسي، ومشاكل الجهاز التنفسي السفلي عند الأطفال الأصحاء.
وتشير بعض الأدلة وفقاً لمنظمة الصحة العالمية ومراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) إلى أن الأشخاص الذين يقضون الكثير من الوقت في بيئة يوجد بها العفن، يعانون من:
تهيج الجلد والعين.
أزيز أثناء التنفس.
الحمى.
الإعياء.
الغثيان.
الصداع.
الأرق.
تهيج الغشاء المخاطي في الأنف.
التهاب الشعب الهوائية والسعال.
الجدير بالذكر أن أحدث الأرقام الرسمية تشير إلى أن السود والأقليات العرقية يمثلون نسبة كبيرة بين نزلاء السجون في المملكة المتحدة، وذلك بنسبة 28% من الأشخاص المحتجزين، بينما لا يمثلون سوى 13% فقط من عموم السكان الأصليين.