يعتمد الكثير من الناس على بطاقات الائتمان (Credit Cards) لدفع مصروفاتهم، لدرجة أن العديد منهم يسعون للحصول على بطاقات ائتمان ذات الحدود الائتمانية المرتفعة.
ولكن البحث عن بطاقات الائتمان ذات الحد الأقصى المرتفع لن ينفعك إن كان تقييمك الائتماني أقل من ممتاز. والتقييم الائتماني هو عبارة عن رقم ثلاثي يحدد القدرة الائتمانية للشخص وإمكانية التزامه بسداد المستحقات المالية في مواعيدها المحددة، وعادة ما يتراوح الرقم بين 300 و900، وتختلف حسبة تحديده وفقاً لقوانين وأنظمة الهيئات المالية في كل دولة.
سنراجع هنا كيف تحدد شركات بطاقات الائتمان حدود الإنفاق للمستهلكين، والخطوات التي يمكنك اتخاذها لزيادة حد بطاقتك الائتمانية.
كيفية تحديد حدود بطاقات الائتمان
لا توضع حدود بطاقة الائتمان عشوائياً. الحد الخاص بك يُحسب بناءً على جدارتك الائتمانية، كما يحدده مستوى دخلك، وتاريخ معاملاتك الائتمانية، وتقييمك الائتماني.
بالطبع، يقدم بعض المقرضين بطاقات ائتمان ذات حدود محددة سلفاً. في مثل هذا السيناريو، تقوم الشركة بإصدار بطاقة مع حد محدد مسبقاً – ألفي دولار، على سبيل المثال – وسيتم تطبيق هذا الحد على أي شخص توافق الشركة على منحه البطاقة. وتعتمد موافقة الشركة على تقييمك الائتماني ودخلك.
أما بعض المؤسسات الأخرى، فلا تحدد حدود مسبقة، بل تقوم بإجراء تحليل أكثر عمقاً للأوضاع المالية لكل عميل للوصول إلى حد فردي. على سبيل المثال، قد تقدم شركة بطاقة الائتمان لعميل واحد حداً يبلغ 5 آلاف دولار على بطاقة معينة، في حين يحصل عميل آخر على حق الوصول إلى حد 15 ألف دولار للبطاقة نفسها. وكلما كان تقييمك الائتماني أفضل زادت فرصك في الحصول بطاقة ذات حد أعلى.
من المنطقي إذن، في حال كنت غير راض عن الحد الحالي لبطاقة ائتمانك، يكون تحسين تقييمك الائتماني خطوة حاسمة نحو الحصول على حد أعلى. ويمكن تحقيق ذلك بعدة طرق، مثل دفع فواتيرك في الوقت المحدد والحد من عدد حسابات الائتمان التي تفتحها.
وهناك شيء آخر يجب أن يُؤخذ في عين الاعتبار فيما يتعلق بحدود بطاقة الائتمان، وهو أنها ليست محفورة في حجر. إذ يقوم المقرضون بالتحقق من أوضاع عملائهم ورفع أو خفض حدود بطاقات ائتمانهم، بناءً على إنفاقهم وعاداتهم في الدفع. لذلك، لمجرد أنك حصلت على حد معين، فهذا لا يعني أنه مضمون للأبد.
هل تريد حد بطاقة ائتمان أعلى؟ اطلب ذلك
وجود حد أعلى لبطاقة الائتمان يمنحك المزيد من المرونة لتغطية نفقاتك. بالطبع، من الناحية المثالية، يجب ألا تستخدم بطاقة ائتمانك لشراء أكثر مما تستطيع دفع ثمنه بحلول وقت سداد فاتورة بطاقتك الائتمانية. ولكن إذا كنت ترغب في زيادة حد بطاقة ائتمانك، يمكن أن تطلب ذلك.
إذ في دراسة حديثة أجراها موقع CreditCards.com، 89 في المائة من العملاء الذين طلبوا زيادة حد بطاقتهم الائتمانية تم منح طلباتهم. إذا كنت قد احتفظت بنفس بطاقة الائتمان لأكثر من ستة أشهر ولم يرتفع الحد الأقصى الخاص بك، من المفيد أن تستفسر عن زيادته، شريطة أن تقييمك الائتماني لم ينخفض خلال تلك الفترة. وبالمثل، إذا حصلت على وظيفة جديدة ذات راتب أعلى، يمكنك استخدامه كحجة في صالحك.
الوصول للحد الأقصى لبطاقة ائتمانك يمكنه أن يضرّك
شيء آخر يجب أخذه بعين الاعتبار فيما يتعلق بحدود بطاقة الائتمان هو أن وجود حد أعلى ليس بالضرورة أفضل. قد يكون حد بطاقة الائتمان السخي بمثابة إغراء لشراء أكثر مما يمكنك تحمل تكاليفه بشكل معقول، وعندما يحدث ذلك، تخسر وتفوز الشركة التي أعطتك بطاقة الائتمان. تذكر، شركات بطاقات الائتمان تكسب المال عن طريق جمع الفائدة على الأرصدة غير مدفوعة الأجر، لذلك إذا وصلت للحد الأقصى للبطاقة وقضيت أشهراً وأنت تسدد المبالغ المستحقة عليك، سينتهي بك بالمطاف بدفع أموال أكثر من الضروري لأي شيء اشتريته باستخدام بطاقتك الائتمانية.
سبب آخر لعدم الوصول إلى الحد الأقصى لبطاقة ائتمانك، هو أنه يمكن أن يضر فعلاً بتقييمك الائتماني. إذ يستند تقييمك على عدد من المكونات، بما في ذلك نسبة استخدامك لبطاقات الائتمان. يمكن لنسبة استخدام الائتمان التي تزيد عن 30 في المائة أن يمثل مؤشراً سلبياً لدى المقرضين، لذلك إذا كان لديك بطاقة ائتمان بحد أقصى قدره 10 آلاف دولار أمريكي (أو ما يعادله بالعملة المحلية)، فعليك أن تلتزم بألا تستخدم بطاقة الائتمان لدفع أكثر من 3 آلاف دولار (أو ما يعادله بالعملة المحلية) خلال فترة فاتورة واحدة. إذا كنت ستتجاوز عتبة الثلاثين في المائة، فتأكد من توفر تدفقات نقدية كافية لتسديد الفاتورة فور استحقاقها. وإلا، قد يؤذي ذلك تقييمك الائتماني.