“معجزة” هكذا وصف البريطاني بيتر هيكلز طفله الذي ولد من حيوانات منوية مجمدة منذ ما يزيد عن 27 عاماً، والذي اقترب بذلك من تسجيل أطول مدة زمنية بين تجميد الحيوانات المنوية والولادة.
ولم يمضي شهران على صدور القانون البريطاني الذي يسمح باستخدام الحيوانات المنوية المجمدة منذ 55 عاماً، بعد أن كانت الفترة المسموحة هي 10 عشر سنوات فقط، ليولد هذا الأسبوع أول طفل باستخدام حيوانات منوية مجمدة منذ عام 1996.
هذا القانون مهد الطريق لولادة المزيد من الأطفال من الحيوانات المنوية المجمدة منذ ما يصل إلى 50 عاماً، وهذا الأسبوع، ولد أول طفل من حيوانات مجمدة منذ ما يزيد عن 27 عام.
كان قد تم تجميد الحيوانات المنوية عندما تم تشخيص الأب بيتر هيكلز، البالغ من العمر 21، بمرض هودجكين ليمفوما، والذي يتسبب علاجه في العقم”.
ووصفه الأب بيتر هيكلز، البالغ من العمر 47 عاماً بأنه “معجزة”، فقد اقترب الطفل من تسجيل أطول فجوة بين جمع الحيوانات المنوية والولادة.
أسرة الطفل
عندما تم تجميد الحيوانات المنوية لهيكلز ، اعتقد أنها ستكون قابلة للحياة لمدة 10 سنوات فقط، على الرغم من أن الخبراء يقولون إن تقنية تجميد الحيوانات المنوية كانت موجودة منذ عقود، وقبل تغيير القانون هذا الصيف، كان لا يمكن تخزين الأمشاج (البويضات والحيوانات المنوية) إلا لمدة 10 سنوات، مع استثناءات عرضية للأشخاص الذين يعانون من مشاكل في الخصوبة.
ولكن تم تمديد هذه المدة بموجب القانون الجديد إلى 55 عاماً، لكن ألان باسي، أستاذ الطب في جامعة شيفيلد، قال إنه لا يوجد سبب طبي لوضع هذا الحد.
وأضاف أنه “لا يعتقد أن هناك أي مخاطر صحية من استخدام الحيوانات المنوية الأكبر سناً، على الرغم من عدم وجود دراسات طويلة الأمد خارج تربية الماشية”.
في حين أن الحفاظ على الحيوانات المنوية لعقود من الزمان نظرياً يمكن أن يجعل الأطفال يولدوا من شخصيات تاريخية، ولكن هذا لن يكون ممكنًا في المملكة المتحدة في الوقت الحالي.
ويمنع القانون إنشاء سوق للحيوانات المنوية ويحد من استخدامها لعشر عائلات لكل متبرع، وشكك أستاذ الطب أيضاً في احتمال نجاح مثل هذا المخطط: فقد أغلق أول بنك للحيوانات المنوية حائز على جائزة نوبل في العالم بسبب الطلب المحدود.
وقالت الدكتورة لوسي فريث، أخصائية أخلاقيات علم الأحياء بجامعة مانشستر ، إن تغيير القانون يمكن أن يؤدي إلى “تناقضات بين الأجيال”، حيث يولد الأخ الأصغر من حيوانات منوية أكبر من إخوتهم، والذين قد يكون لديهم فجوة عمرية تبلغ 40 عاماً، فقد يحاول الأطفال البحث عن آباءهم البيولوجيين الذين سيكونوا مسنين أو ماتوا بحلول عيد ميلاد الطفل الثامن عشر.
