بعد انسحاب ترامب.. بريطانيا تتحالف مع الصين | أرابيسك لندن
تابعونا على:

سياسة

بعد انسحاب ترامب.. بريطانيا تتحالف مع الصين!

نشر

في

234 مشاهدة

بعد انسحاب ترامب.. بريطانيا تتحالف مع الصين!

لا يزال إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب – Donald Trump عن انسحاب بلاده من اتفاقية باريس للمناخ يثير جدلاً عالمياً، كون الولايات المتحدة أكبر مصدر في العالم لانبعاثات ثاني أكسيد الكربون، وهو ما يقود الجهود الدولية الرامية لمكافحة ظاهرة “الاحتباس الحراري”.

وتنطلق الخطوة الأمريكية من شكوك ترامب حول الاحتباس الحراري العالمي الذي وصفه بأنه “خدعة”، لكن قرار الانسحاب سيؤدي إلى تحرير منصات التنقيب عن النفط والغاز الأمريكية من القيود التنظيمية حتى تتمكن من زيادة الإنتاج بأقصى قدر ممكن.

وقال ترامب عن قراره بالانسحاب من اتفاقية باريس: “لن تخرب الولايات المتحدة صناعاتها بينما تطلق الصين العنان للتلوث مع الإفلات من العقاب”، بينما ردت بكين بأن تغيّر المناخ “تحدٍ مشترك يواجه البشرية كلها”.

وهذه المرة الثانية التي يعلن فيها ترامب الانسحاب من اتفاقية باريس للمناخ، بعد أن انسحب سابقاً خلال ولايته الأولى، لكن العملية في ذلك الوقت استغرقت سنوات، وتم التراجع عنها بمجرد وصول جو بايدن – Joe Biden إلى البيت الأبيض عام 2021.

وتعتبر الولايات المتحدة ثاني أكبر مصدر للغازات المسببة للاحتباس الحراري في العالم بعد الصين، وخروجها من الاتفاق يقوّض الطموح العالمي لخفض هذه الانبعاثات.

وتشير تقارير صادرة عن الأمم المتحدة إلى أن كوكب الأرض يسير بسرعة نحو ارتفاع بأكثر من 3 درجات مئوية بحلول نهاية القرن، وهو معدل قد يؤدي إلى ارتفاع مستوى سطح البحر وموجات حرّ وعواصف مدمرة.

بريطانيا تتحرك

بعد القرار الأمريكي، أعلنت المملكة المتحدة سعيها لتشكيل محور عالمي جديد لصالح العمل المناخي إلى جانب الصين ومجموعة من البلدان النامية، للتعويض عن تأثير خروح ترامب من اتفاق باريس.

ولأجل ذلك، زار وزير الطاقة وسياسة الانبعاثات الصفرية في المملكة المتحدة، إد ميليباند – Ed Miliband، الصين لإجراء محادثات حول سلاسل توريد التكنولوجيا الخضراء، والفحم، والمعادن الأساسية اللازمة للطاقة النظيفة، وهذه الزيارة هي الأولى لوزير طاقة بريطاني إلى بكين منذ 8 سنوات.

وقال ميليباند بحسب ما نقلته صحيفة الغارديانThe Guardian: “لا يمكننا حماية الأجيال القادمة من تغير المناخ إلا إذا تحركت جميع الجهات الرئيسية المسببة للانبعاثات؛ إن عدم إشراك الصين في كيفية أداء دورها في اتخاذ إجراءات بشأن المناخ يُعدّ إهمالاً لأجيال اليوم والأجيال القادمة”.

وأضاف ميليباند: “العمل المناخي على الصعيد المحلي دون حثّ الدول الأخرى الأكبر على القيام بدورها العادل لن يحمي الأجيال الحالية والمستقبلية. لن نحمي مزارعينا، ومتقاعدينا، وأطفالنا إلا إذا دفعنا دول العالم الأخرى إلى القيام بدورها”.

وتواجه الصين سلسلة من الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب على صادراتها إلى الولايات المتحدة، كما تواجه احتمالاً أن يبدأ الاتحاد الأوروبي بفرض رسوم جمركية خضراء على واردات السلع الصينية عالية الكربون، مثل الصلب.

وتسعى الصين والاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة وغيرها من الاقتصادات الكبرى إلى تشكيل كتلة مؤيدة للمناخ إلى جانب بعض البلدان النامية المعرضة للخطر، من أجل مواجهة التكتل الذي يدفع باتجاه التوسع المستمر في الوقود الأحفوري.

اقرأ أيضاً: حرب دبلوماسية!.. روسيا وبريطانيا إلى الصدام السياسي مجدداً

قضايا خلافية

يُعتبر المناخ إحدى القضايا الخلافية المحتدمة بين الولايات المتحدة من جهة، والاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة من جهة ثانية، حيث هدد ترامب مجدداً بالانسحاب من الناتو ووقف دعم بلاده للحلف، كما فاجأت إدارة الرئيس الأمريكي الحلفاء الأوروبيين بفتح محادثات مباشرة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشأن إنهاء الحرب في أوكرانيا، وأعلنت واشنطن أيضاً تعليق المساعدات العسكرية لكييف، عقب اللقاء الشهير في البيت الأبيض بين ترامب وزيلينسكي.

ولا شكّ أن تجميد المساعدات العسكرية الأمريكية لاوكرانيا لفترة طويلة سيكون له تأثير كبير في المجالات التي يصعب على الأوروبيين تعويضها، وخاصّة ما يتعلق بالأسلحة بعيدة المدى، حيث قدّمت الولايات المتحدة بمفردها نحو نصف قيمة المساعدات العسكرية الواصلة لأوكرانيا في الفترة من 2022 إلى 2024، حسب معهد كيل – Kiel الألماني.

وزادت حدّة التوترات مؤخراً بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وبريطانيا، عقب إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرض رسوم جمركية على واردات الصلب والألمنيوم إلى الولايات المتحدة من جميع الدول بما فيها الدول الأوروبية، ليرد الاتحاد الأوربي باتخاذ خطوة مماثلة على بعض المنتجات الأمريكية.

ولا يبدو أن ترامب مكترث بردّ فعل الحلفاء وهو يستمر بتطبيق أفكاره وقرارته الخاصّة، والتي تؤثر على الأصدقاء قبل الأعداء، وهذا ما بدا جليّاً من خلال القوانين التي أقرّها ترامب منذ وصوله إلى البيت الأبيض مطلع العام الحالي، فكيف سيكون ردّ الفعل الأوروبي إذا ما استمر الرئيس الأمريكي على هذا المنوال؟

اقرأ أيضاً: ترامب يوّجه صفعة للأصدقاء قبل الأعداء!

اقرأ أيضاً: المملكة المتحدة تخطط لإرسال أسلحة مضادة للطائرات إلى أوكرانيا

X