توافد جمهور العروض الموسيقية إلى المسرح الاستعراضي في لندن لحضور الفيلم الأمريكي الشهير “سليبلس”، وهو أول عرض كبير من هذا النوع يُعرض في لندن منذ إجراءات العزل، مع اتخاذ الإجراءات الوقائية مثل قياس درجة الحرارة للحضور ووضع أقنعة الوجه في القاعة.
وتقول كلير هيوتون (36 عاما)، والتي قدمت لحضور العرض بعد إغلاق دام ستة أشهر بسبب الجائحة، “اشتقت كثيرا إلى هذه العروض .. اشتقت إلى التجربة برمتها، من العشاء قبل العرض إلى الدردشة مع الممثلين لاحقا”.
وفيما لا تزال غالبية المسارح البريطانية مغلقة بسبب الإجراءات الصحية، تكيّف مسرح “تروبادور” في ويمبلي بارك في شمال غرب لندن مع الظروف لتقديم هذا العرض، إذ يتم عاد للتشغيل بحوالي 400 مقعد فقط من 1200 مقعد لتطبيق التباعد الاجتماعي البالغ مترين بين الزائر والآخر.
يقول جو سبيتيري (71 عاما) في مُحاولة للالتزام قدر الامكان بالتعليمات الوقائية “أن تضع الكمامة لساعتين أمر مقبول لكن بعدها يبدأ الشعور بالحكة”.
ويجري طاقم الانتاج اختبار المسحات الفموية الخاصة بالكشف عن فيروس كورونا، لتظهر نتائجها في غضون 30-45 دقيقة.
وقال رولي جريج، المدير العام لمسارح تروبادور، “نحن الوحيدون الذين نقدم عرضا بهذا الحجم” إذ يصل المشاركون إلى نحو 20 ممثلا على المسرح وفرقة جاز من 12 موسيقيا، مُضيفاً جريج “لا شك في أننا بحاجة إلى أكثر من 600 إلى 700 شخص لتحقيق الأرباح، لكنها مجرد خطوة أولى تثبت قدرتنا على المضي قدما”.
في الظروف الحالية ، يتم أداء المسرحيات بشكل أساسي في الهواء الطلق أو عن طريق تقنية البث، لكن العروض الموسيقية الشهيرة ، مثل الأسد الملك أو هاملتون أو شبح الأوبرا، ما زالت تنتظر السياح الذين يشكلون الجزء الأكبر من جمهورها، وقد يُمكن تنظيم العروض في المسارح إلا إنه من الصعب الالتزام بقواعد التباعد الاجتماعي وتحقيق الأرباح.
وقال المؤلف الموسيقي البريطاني الشهير أندرو لويد ويبر خلال جلسة استجواب في لجنة بالبرلمان “وصلنا إلى نقطة اللاعودة من فضلكم أعطونا موعدً لافتتاح القاعات بالكامل”، إذ كان قد تم تأجيل حفله الموسيقي الجديدة سندريلا، المقرر عرضه هذا الخريف، إلى ربيع عام 2021.
وبعد عدة أشهر من الإغلاق، اضطرت العديد من المسارح إلى الاستغناء عن موظفيها واقتراض الأموال من أجل البقاء، كما هو الحال في “رويال ألبرت هول” الشهيرة في لندن، التي اقترضت عشرة ملايين جنيه إسترليني (حوالي 13 مليون دولار) وأحالت 80% من موظفيها إلى البطالة الفنية.
وبسبب الوباء، بلغت خسائر صالات العرض 3 مليارات جنيه هذا العام، لتنخفض أرباحها أكثر من 60%، بحسب دراسة صدرت في يونيو\حزيران.
في ظل زيادة الإصابات بفيروس كورونا في بريطانيا “قرابة ثلاثة آلاف حالة كل يوم” ، أجلت الحكومة هذا الأسبوع القرار للسماح باستقبال جمهور أوسع.