كشف نائب المدير التنفيذي ل بنك سويسكوت المحدود في دبي، شادي كرباج، عن توجه عام للاستثمارات البديلة كالفن والثقافة.
وقال كرباج: “يعتبر الفنّ خياراً غير تقليدي بالنسبة للمستثمرين، إذ لا يمكن تداوله بسهولة مثل فئات الأصول التقليدية كالأسهم والسندات والنقد والسلع وما إلى ذلك.
إنّه من الأصول غير السائلة جداً، نظراً إلى أنّه من غير الممكن شراء الأعمال الفنية وبيعها بسرعة في البورصات كما أنّه ثمّة تكاليف عالية ترافق شراء وبيع الأعمال الفنية مثل رسوم التقييم والتأمين والنقل والتخزين والمزاد”.
مجال مضمون الأرباح
وعن سبب توجه المستثمرين إلى عالم الفن كاستثمار بديل، يوضح كرباج أن تقييم الفنّ يعتمد على المنظور الخاص لكلّ شخص، انطلاقاً من تاريخ العمل الفني والرغبة العالية في اقتناء أعمال فنية خاصة بفنان معيّن، وبالتالي لا تُعتبر الأعمال الفنيّة أصولاً أساسية كما هو الحال مع الأسهم والسلع.
ونتيجة لذلك، يعد الفنّ سلعة مميّزة لا ترتبط قيمتها ارتباطاً وثيقاً بسلوك أسواق الأسهم والسندات، وبالتالي لا تتأثّر قيمة الفن بشكل ملموس بالظروف الاقتصادية العالمية. ولذلك بدأ المستثمرون الآن باعتبار الفنّ فئة أصول بديلة وجذابة وخياراً مميّزاً للتنويع والتحوط ضدّ الأسواق المتقلبة.
وتابع كرباج: “لا شكّ في أنّ الاستثمار الحكيم في الفنّ المناسب سيأتي ثماره على الرغم من التكاليف المرتفعة التي ينطوي عليها ذلك لاسيّما وأنّنا نشهد ارتفاعاً في الطلب على الأعمال الفنية النادرة والمرغوبة.
وقد لاحظنا ازدياد هذا التوجّه خلال السنوات الأخيرة لاسيّما مع الأفراد الأثرياء الذين يرغبون في حفظ ثرواتهم بأسلوب مميّز وغير تقليدي”.
زيادة في نشاط صناديق الثروة السيادية للدول ذات التوجه الثقافي
يوضح كرباج: “شهدنا أيضاً زيادة كبيرة في نشاط صناديق الثروة السيادية ذات التوجّه الثقافي من دول الشرق الأوسط مثل المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة وقطر التي تتمتّع بثروات كبيرة ورغبة لافتة لاقتناء الأعمال العظيمة، والمثال الأهمّ على ذلك هو قيام المملكة العربية السعودية بشراء لوحة سالفاتور موندي للرسام دا فينشي مقابل مبلغ يناهز النصف مليون دولار، في ما يُعتبر أضخم عملية شرائية لعمل فني في التاريخ”.
ويضيف: “حتّى الآن، يتعلّق كلّ ذلك بشراء قطع فنية فعلية كأصول مادية، ولكن كما سبق وذكرت، فإنّ الفنّ هو من الأصول غير السائلة إلى حدّ كبير، وبالتالي لا يُنصح بالاستثمار فيه للأشخاص الذين يرغبون في استراتيجية خروج سهلة أو الحصول على نقد سريع، إضافة إلى ذلك، لا يقتصر موضوع شراء عمل فني على اختيار لوحة لمونيه في المزاد وتعليقها على الحائط في منزلك، بل إنّها أكثر تعقيداً من ذلك إذ يستلزم توفير البيئة المناسبة والآمنة مع التحكّم الملائم بدرجات الحرارة، فضلاً على حمايتها من أيّ عوامل بيئية أو حتّى من السرقة.
ولا ننسى أيضاً مسألة التأمين. وبالتالي، على أيّ شخص يرغب في بدء مجموعة فنية أن يفكّر أيضاً بالتكاليف الكبيرة التي سترافق قراره”.
ما الخيارات المتاحة أمامك إذا لم تكن تمتلك الملايين اللازمة للغوص في مجموعة من أعمال العظماء؟
الخبر الجيّد هو أنّه تمّ تأسيس عددٍ من الصناديق القائمة على الفن لتلبية احتياجات المستثمرين الذين يوجّهون أنظارهم إلى الاستثمار في هذا المجال. ويمكن للصناديق الفنية أن تجتذب اهتمام المستثمرين من غير الأثرياء إذ توفر القوة الشرائية المجمعة والتنويع والإدارة المهنية.
وتوظّف هذه الصناديق أشخاصاً متخصّصين للتعامل مع المشتريات والنقل والتخزين، إضافة إلى القيام ببيع الأعمال الفنية ذات القيمة العالية نيابة عن مستثمري الصندوق في الوقت المناسب فقط.
تمنح المنصّة الرقمية ل بنك سويسكوت عملاءها وصولاً كاملاً إلى تداول الأسهم والمؤشرات وصناديق الاستثمار المتداولة والمنتجات المتداولة في البورصة والمشتقات في الأسواق في أنحاء العالم أجمع، وكل ذلك في مكان واحد، بما في ذلك الأسهم المدرجة للمنتجات.
وتُعدّ الأسهم الخاصة وصناديق رأس المال الاستثماري والسلع كلّها أمثلة على استثمارات بديلة أخرى يمكن تحقيقها من خلال بنك سويسكوت.