بشكل عام وفي الحياة اليومية، من الصغر إلى حد الكبر، أحاول ان أكون مثالي بكل شيء، ابتداء من محفظة أقلامي في مدرستي الابتدائية وصولاً الى ترتيب مواعيدي مع محاضرات الجامعة. أعوام والشعور بأنّ المثالية هي الطريق الأفضل لعيش حياة مريحة وممتعة. من هذا المنظور انجذابي الكبير كان دائماً يتمحور حول الأشخاص المنظمين وأصحاب المنظومة والمبدعين، إن كان داخل الاطار العملي أو الحياة العادية أيضاً. أعوامٌ على نهج رجلٍ واحد، ونظامه الذي يعدّ لكثير من الناس الرجل الأفضل في هذا مجاله: الإسباني بيب غوارديولا، مدرب مانشستر سيتي اليوم.
بيب غوارديولا: أملك الكرة، فأنا أقوى رجل بالعالم
{لماذا أقوم بكسر القفل وبيدي المفتاح} بكل أبجديات اللعبة، إن كان من يدافع وهو مستمتع بالبيتزا في إيطاليا أو من يجري ورائها في برد إنجلترا، أو من يراقصها بنشوة الصيف في أمريكا الجنوبية، ومن يضرب بها كسلاح حربي في ألمانيا…كل هذه الثقافات المختلفة حول العالم تعشق أن تمتلك كرتها الخاصة. حتى الطليان أباطرة الدفاع، يحلمون أن تكون معهم، حتى بعد دفاعهم الممل وليس في مرماهم.
المرجع الأول هو امتلاكك للكرة والسيطرة عليها بحثاً عن اليقين الأخير..عن الخلاص..عن شق الطريق بين أقدام المحاربين أبناء سبارطة لولادة الهدف، فكلما استحوذت عليها زادت فرصك لتشهد عملية ولادة الابن المنشود داخل الشباك، أسهل وأخف، من كونها عملية قيصرية ومعقدة من الضرب والشق.
في نهاية العملية السلسة، وولادتك للطفل المنشود داخل مهد الشباك تكون النشوة مضاعفة، نشوة ولادة الطفل ومن قبلها نشوة إتمام العملية بسيطرة وسلاسة.
لأن الهدوء هو مفتاح كل شيء!
بعد خسارته لثلاثة مواعيد في نصف نهائي دوري ابطال أوروبا امام أبناء بلده الإسباني: اتلتيكو مدريد والبارسا وريال مدريد.الموندو ديبورتيفو تنتقد وتعنون “دوري الابطال هو الامتحان الوحيد الذي فشل فيه بيب غوارديولا مع البايرن”. الجماهير البافارية كانت منقسمة لقسم يدعم بيب غوارديولا، ويفتحر بانجازاته معهم، وقسم ثابت على رأيه بانه لم يضف أي شيء جديد، وما حققه كان يحققه البايرن قبله لسنوات.
كل هذه الانتقادات واجهها بيب بالهدوء، وطلب من رئيس النادي ومن عمدة ميونخ أن يكون الوداع احتفالاً بلقب السوبر من على شرفة بلدة ميونخ أمام جميع الجماهير، وبالفعل كان الوداع بالدموع والامتنان للجميع، قبل أن يبحر الى ميناء مانشستر ويفوز معهم بلقب دوري الأبطال عن موسم 2023-2024.
الهدوء والتعامل مع أي ضغط سلبي خارجي هي قيمة جوهرية يتحلى بها الإنسان الإيجابي، يمكنه من خلالها امتصاص الطاقة السلبية والضغوط واخراجها من الجهة الأخرى على شكل طاقة إيجابية للجميع. “خلق عشر فرص للتسجيل على المرمى على الأقل تلغي حظوظ الحظ للوقوف ضدي”. ذكر غوارديولا أنه تعلم هذه الفكرة من ملهمه الأول خوانما ليلو في أحد زياراته له بحثاً عن المعرفة .
حدة الفريق الذي أقوم بتدريبه هي دائماً المقياس الأول لسيطرتي على المعركة فوق العشب الأخضر. استعادة الكرة بالحدة المطلوبة والعودة للاستحواذ عليها هو الهدف الأول لأنه، كما قلت، الكرة هي المرجع الأول في كل شيء، وبعدها يحتم علي بقانون المعرفة تهديد شباك المنافس حتى يتم ولادة الطفل المنتظر..الهدف
مانشستر سيتي يواجه تحديات كبيرة في موسم 2024-2025 تحت قيادة بيب غوارديولا، رغم النجاحات السابقة. الإصابات المتكررة أثرت على استقرار الفريق، خاصة في خط الدفاع، حيث غاب روبن دياز وكايل ووكر لفترات طويلة. كما يعاني الفريق من تراجع مستوى بعض اللاعبين الأساسيين مثل كيفن دي بروين وبرناردو سيلفا، ما أثر على الأداء الهجومي. بالإضافة إلى ذلك، المنافسة الشرسة من ليفربول وآرسنال، زادت من الضغوط على السيتي، مما جعله يعاني في سباق الدوري. غوارديولا يحاول إيجاد حلول تكتيكية جديدة، لكن غياب الفعالية أمام المرمى يظل مشكلة تحتاج إلى حل سريع لاستعادة الهيمنة.
اقرأ ايضاً: نيمار يهاجم لاعب مانشستر سيتي علناً
