كرة القدم لعبة جماعية، اجتماعية، ومن صفتها الاجتماعية هذه لا يمكن فصلها عن المحيط الذي يعيش به الفرد الذي يمارس هذه اللعبة أو حتى يتمتع بها كمتفرج فقط. وبشكل أو بآخر مع اختلاف المنطقة الجغرافية، يظل دعم الأهل للاعب كرة القدم عنصراً أساسياً بمسيرته مع هذه اللعبة، وجودهم الدائم واهتمامهم المستمر بصحة اللاعب النفسية والجسدية لاتقل أهمية عن وجودهم في المدرجات وقفزهم خلف مفاعد الملعب دعماً لنجمهم الصغير عند تسجيله لهدف مميز أو تمريره للكرة ببراعة بين قدمي خمصه في الملعب.
ذكر موقع توب بوليرز Topballerz بدراسة خاصة مدى أهمية دعم الأهل للاعب كرة القدم في الفئات العمرية، لكن بنفس الوقت ركزت هذه الدراسة على مدى أهمية الموازنة بين “الدعم المستمر” و “ممارسة الضغط” على الفتى أو الفتاة بهذا العمر، وأشارت هذه الدراسة أن الأهل أحياناً يمارسون نوعاً من الضغط على ولدهم بدون أن يشعرون.
يُعد دعم الوالدين عاملاً بالغ الأهمية، غير أنه من الضروري التمييز بين التشجيع والضغط. فبينما يعزز التشجيع حب اللعبة والرغبة في التطوير، قد يؤدي الضغط إلى التوتر والقلق والإرهاق. لذا، يظل فهم الفرق بينهما عنصراً أساسياً لتقديم الدعم الأمثل.
عند تقديم التشجيع، ينبغي التركيز على التعزيز الإيجابي من خلال مدح الجهد والتحسن بدلاً من التركيز على النتائج فقط، إذ يساعد تسليط الضوء على العمل الجاد والتقدم على تعزيز استمتاع الأطفال بعملية التعلم والنمو. كما يُفضل تقديم الملاحظات البناءة بأسلوب داعم، مع التركيز على الإنجازات واقتراح مجالات التطوير دون نقد مفرط. بالإضافة إلى ذلك، يُوصى بالاحتفال بالنجاحات سواء كانت كبيرة أو صغيرة، إذ يساهم الاعتراف بالإنجازات ومراحل التقدم في تعزيز الثقة والدافعية.
أما فيما يخص الضغط، فإن فرض توقعات عالية غير واقعية قد يخلق ضغوطاً غير ضرورية، لذا من المهم تحديد أهداف قابلة للتحقيق تتماشى مع قدرات واهتمامات الطفل. كما أن النقد المستمر للأداء أو المقارنة مع الآخرين قد يكون له آثار سلبية، حيث يؤدي إلى فقدان الثقة والخوف من الفشل. علاوة على ذلك، فإن التركيز المفرط على الفوز بدلاً من الاستمتاع باللعبة قد يفقد كرة القدم متعتها، إذ ينبغي أن يظل الهدف الرئيسي هو التطور الشخصي والاستمتاع باللعبة.
شهدت خلال مسيرتي الرياضية التي امتدت لـ37 عاماً كمدرب و26 عاماً كحكم، فضلاً عن ممارستي للعبة (بمستوى متواضع) حتى سن الخمسين، العديد من المواقف الصادمة التي تتعلق بتصرفات بعض أولياء الأمور المفرطة في حماسهم. وقد اضطررت في أكثر من مناسبة لإبلاغ إدارات الأندية والجهات المسؤولة في ولاية كولورادو عن تصرفات غير لائقة من قبل بعض الآباء والمدربين.