تأتي أرقام اتحاد التجزئة البريطاني (BRC) متطابقة مع البيانات التي تظهر انخفاضاً في دخل الأسر البريطانية، حيث حذر تجار التجزئة من أن التضخم قد يعيق المتسوقين في المملكة المتحدة في الفترة التي تسبق عيد الميلاد.
وتشهد قدرة المتسوقين على تحمل تكاليف هدايا عيد الميلاد تراجعاً، حيث حذر تجار التجزئة من أن شهر نوفمبر قد يمثل نقطة تحول للتضخم، مع تباطؤ الانخفاض الأخير في الأسعار وسط زيادة تكاليف المنتجات الطازجة وخصومات أقل على الرفوف.
انخفضت أسعار المتاجر بنسبة 0.6% في نوفمبر، مقارنة بانخفاض بنسبة 0.8% في أكتوبر، وفقاً لأحدث تقرير من اتحاد التجزئة البريطاني (BRC) وشركة الأبحاث NielsenIQ، وكان التباطؤ في الانكماش مدفوعاً بالسلع غير الغذائية وزيادة طفيفة في أسعار المواد الغذائية الطازجة، بما في ذلك المأكولات البحرية.
قوة إنفاق منخفضة في الأعياد
يأتي هذا التحذير مع أدلة على أن دخل الأسر انخفض للمرة الثانية هذا العام في أكتوبر، بمقدار 1.98 جنيه إسترليني، حيث دفعت أسعار الطاقة المرتفعة فواتير الأسر إلى الارتفاع، وفقاً لأحدث متتبع دخل، Asda Income Tracker.
وتوقّع مركز أبحاث الاقتصاد والأعمال (CEBR)، الذي يوفر أداة لتتبع السوبر ماركت، أن تواجه الأسر “قوة إنفاق منخفضة خلال فترة الأعياد”، وقال إن ارتفاع تكلفة الضروريات سيكون مثيراً للقلق بشكل خاص للأسر ذات الدخل المنخفض.
من جهتها، هيلين ديكنسون، الرئيسة التنفيذية لـ (BRC)، التي تمثل معظم تجار التجزئة الرئيسيين قالت: “مع وجود ضغوط سعرية كبيرة في الأفق، قد تشير أرقام نوفمبر إلى نهاية انخفاض التضخم”.
وأضافت: “تواجه الصناعة 7 مليارات جنيه إسترليني من التكاليف الإضافية في عام 2025 بسبب التغييرات في مساهمات التأمين الوطني لأصحاب العمل، ومعدلات الأعمال، وزيادة الحد الأدنى للأجور وضريبة التعبئة والتغليف الجديدة”.
وكشفت: “تعمل تجارة التجزئة بالفعل على هوامش ضئيلة، لذا فإن هذه التكاليف الجديدة ستؤدي حتماً إلى ارتفاع الأسعار”.
اقرأ أيضاً: تصريح السفر الإلكتروني إلزامي لجميع المسافرين إلى بريطانيا
نوفمبر الأسوأ
وقالت ديكنسون إن شهر نوفمبر للمرة الأولى منذ 17 شهراً التي برزت فيها تغييرات الأسعار، يبدو الأسوأ بالنسبة للمتسوقين مقارنة بالشهر السابق، بقيادة المنتجات الطازجة مثل المأكولات البحرية، والتي تكون أكثر عرضة لتكاليف الاستيراد والمعالجة المرتفعة، خاصة خلال فصل الشتاء.
وأشارت إلى أن أسعار الشاي بقيت مرتفعة مع استمرار تأثير ضعف الحصاد في المناطق المنتجة الرئيسية على العرض.
وقالت ديكنسون إنه في حين شهدت أسعار القهوة، التي ارتفعت بسرعة في السنوات القليلة الماضية، “انخفاضاً مؤقتاً”، فإن المزيد من ارتفاعات الأسعار في المتاجر وشيكة مع اقتراب أسعار القهوة العالمية من مستويات قياسية مرتفعة.
كما كان التباطؤ في الانكماش مدفوعاً بإلغاء العديد من تجار التجزئة لبعض خصوماتهم قبل فترة الترويج للجمعة السوداء، باستثناء القطاعات المتعثرة مثل الأزياء والأثاث.
وحذرت مجموعة المستهلكين (Which؟) صائدي الصفقات من إجراء أبحاثهم عند البحث عن صفقات الجمعة السوداء، والتي قد لا تكون جذابة كما هو متوقع.
وجدت المجموعة أن 92% من المنتجات التي تم خصمها من قبل أكبر ثمانية متاجر تجزئة للمنزل والتكنولوجيا في أسبوعين من الجمعة السوداء في العام الماضي كانت بنفس السعر أو أرخص في أوقات أخرى من العام، ونظر الباحثون في 227 منتجاً معروضاً للترويج بين 20 نوفمبر و1 ديسمبر.
بالنسبة لستة من كل 10 من هذه الصفقات، كان السعر الأعلى الممنوح كجزء من العرض الترويجي سارياً أقل من نصف الوقت الذي كان المنتج متاحاً فيه في العام السابق للعرض الترويجي، مما يشير إلى أنه كان من الطبيعي أن يتم تخفيض سعر المنتج.
ووجدت (Which؟)، 14 “عرض” حيث لم يتم فرض السعر الأعلى مرة واحدة في ذلك المتجر في الأشهر الـ 12 السابقة.
في أحد الأمثلة، قالت (Which؟) إن مجفف الشعر (Remington Shea Soft) لدى Boots كان 18.99 جنيهاً إسترلينياً في الجمعة السوداء، زاعمة أنه تم تخفيضه من 49.99 جنيهاً إسترلينياً، بنسبة 62%، ولكن في الواقع، لم يكن 49.99 جنيهاً إسترلينياً في Boots في الأشهر الـ 12 السابقة.
بدورها، Boots قالت: “راجعت Which؟ عدداً صغيراً جداً من عروض الجمعة السوداء الخاصة بنا من العام الماضي وفي جميع الحالات، كانت البضائع بسعر أقل أثناء العرض الترويجي أو عند مطابقة السعر مع المنافسين”.
اقرأ أيضاً: 100 ألف متقاعد بريطاني مهددون بالوقوع تحت خط الفقر.. ما السبب؟