كوارث الاحتفالات الكروية لا تزال مستمرة ومتنقلة بين البلدان، وسط جنون المشجعين واستغلال المخربين للاحتفالات يسقط قتلى وجرحى، عدا عن حالات الاعتقال للمشجعين التي تُبيح للشرطة إلقاء القبض عليهم حتى لو لم يتورطوا بأي من أعمال الشغب، فبعد المأساة التي عاشها فريق ليفربول Liverpool البريطاني عقب فوزه بالدوري الإنكليزي الممتاز، جاء دور فريق باريس سان جيرمان Paris Saint-Germain ومشجعيه لمعايشة نفس المأساة بالإضافة إلى عمليات تخريب طالت عدة مدن فرنسية.
فبحسب الشرطة الوطنية الفرنسية، لقي شاب عمره 17 عاماً حتفه نتيجة تعرضه لطعنة سكين في مدينة داكس Dax، كما توفي شاب بعمر العشرين عاماً أثناء قيادته لدراجته الكهربائية نتيجة دهسه من قبل سيارة وسط الاحتفالات ذاتها. وبحسب تحقيقات وزارة الداخلية فإن هذه الحادثة مرتبطة بأعمال الشغب التي رافقت الاحتفالات.
كما أشارت السلطات الفرنسية إلى إصابة ضابط من الشرطة الفرنسية ودخوله بحالة غيبوبة نتيجة إلقاء أحد المشجعين لألعاب نارية في مدينة كوتانس Coutances الواقعة قي إقليم مانش Manch غرب البلاد، بينما تشير التحقيقات إلى وقوع هذه الحادثة بشكل غير مقصود مع عدم القدرة على تحديد الفاعل.
وفي غرونوبل Grenoble صدمت سيارة عن غير قصد حشداً من المحتفلين، مما أدى إلى إصابة أربعة أشخاص من نفس العائلة بجروح خطيرة، وفر السائق قبل أن يسلم نفسه للسلطات.
بينما بلغ عدد الإصابات في صفوف قوات الشرطة والأمن الفرنسية خلال الاحتفالات 22 عنصراً، وتركزت معظم الإصابات في باريس Paris التي بلغت 18 إصابة، وسبعة عناصر من فرق الإطفاء بحسب وزارة الداخلية.
اقرأ أيضاً: ليفربول وباريس سان جيرمان: هل تعاد مواجهة 2019!
اعتقالات كبيرة في احتفالات باريس سان جيرمان
بعد الفوضى والتخريب الذي تعرضت له المرافق العامة في فرنسا والوفيات والإصابات نتيجة الاحتفالات، أعتقلت الشرطة الفرنسية 559 شخص متورط بالأعمال السابقة، من بينها 491 في باريس، كما أُحيل 320 شخص للحجز من بينهم 245 شخص في العاصمة الفرنسية، كما نفذت الوحدات الشرطية 131 عملية اعتقال إضافية من بينها 31 عملية في باريس نتيجة اقتحام مجهولين لمحل أحذية في الشانزليزيه Champs-Élysées.
وتعقيباً على الأحداث السابقة قال رئيس شرطة باريس لوران نوينز Laurent Nuyens أن معظم الناس كانت قادمة للاحتفال، لكن البعض كان قادم للتصادم مع قوات الأمن والشرطة، وأشار نوينز أن عملية حفظ الأمن كانت مستمرة مع قدوم المرحلة الثانية من الاحتفالات التي انتظرها الجمهور، إذ احتفل فريق باريس سان جيرمان بفوزه عبر مرور موكبه في شارع الشانزليزيه مساء الأحد، ورفعوا كأس كرة القدم الأكثر أهمية في أوروبا وسط هتافات مدوية، بينما لم تسجل أي أعمال عنف في تلك الليلة.
بينما وصف برونو ريتيللو Bruno Retaillo وزير الداخلية والمرشح المحتمل للرئاسة في عام 2027، اللصوص بـ “البرابرة”، وقال” إنه لأمر لا يُطاق أن يكون من المستحيل الاحتفال دون الخوف من وحشية أقلية من البلطجية الذين لا يحترمون شيئاً”.
ولتفريق الحشود والجماهير المحتفلة عقب عمليات التخريب والفوضى استخدمت الشرطة وقوات الأمن الفرنسية الغاز المسيل للدموع ورذاذ الفلفل في الشانزليزيه، بينما تم استخدام مدفع المياه لحماية ساحة شارل ديغول Charles de Gaulle القريبة من قوس النصر، ولجأت الشرطة لهذه الخيارات بالرغم من انتشار ما يقارب 5400 عنصر شرطة في العاصمة وحدها.
كما طالت عمليات التخريب أربع منشآت تجارية منها معرض سيارات، محل حلاقة، بينما أُضرمت النيران في سيارتين بالقرب من ملعب بارك دي برانس Parc des Princes.
ويبدو أن فريق باريس سان جيرمان كان يتوقع حدوث هذه الفوضى، إذ وجه لاعب الفريق عثمان ديمبيلي Ousmane Dembele كلمة لمشجعي الفريق عقب انتهاء المباراة عبر قناة “Canal+” دعاهم فيها للبقاء هادئين والاحتفال دون تخريب مدينة باريس.
والجدير بالذكر أن فريق باريس سان جيرمان تفوق على فريق انتر ميلان Inter Milan بخماسية نظيفة على أرض ملعب “أليانز أرينا Allianz Arena” بمدينة ميونخ Munich الألمانية، ومع انطلاق صفارة النهاية اتجهت حشود من جماهير الفريق الفرنسي نحو الملعب للاحتفال وسط عدم قدرة الشرطة السيطرة على الموقف.
وبالرغم من تشجعيه لفريق مارسيليا Marseille المنافس لباريس سان جيرمان، هنأ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون Emmanuel Macron الفريق الفائز عبر مواقع التواصل الاجتماعي وقال: يوم مجيد لباريس سان جيرمان، برافو، نحن جميعاً فخورون، باريس هي عاصمة أوروبا الليلة”، وقد التقى اللاعبون بالرئيس إيمانويل ماكرون في قصر الإليزيه Elysee بعد الحفل.
اقرأ أيضاً: خفيتشا قريب من باريس سان جيرمان: الفائدة من الصفقة!
