تستعر محركات بحث تطبيقات السوشيال ميديا حالياً بنوعية واحدة تقريباً من المنشورات من قبل المستخدمين، صورٌ رسومية خاصة يتم تحويلها إلى ما يشبه واقع الأنيميشن Animation بكبسة زرٍ واحدة فقط لتصبح بنمط غيبلي Ghibli. فبعد أن كان الموضوع يحتاج لفنانين متخصيين بهذا النوع من الفنون الرقمية، والتي كانت تصرف عليها شركات إنتاج الأعمال التلفزيونية ملايين الدولارات، أصبح من الممكن اليوم الحصول على نتائج مشابهة بكبسةٍ زرٍ وباشتراك بسيط قد لا يتعدى العشرون دولار على تشات جي بي تي Chat GPT وبعنوان بحثٍ واحد وحد “أريد صنع هذه الصورة كرسومات غيبلي”.
فما هو استوديو غيبلي Studio Ghibli، وكيف تصدر التريند بهذه السرعة، وهل تم هدر جهود شركة ضخمة مثلها، وإلى أين سيصل تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي أيضاً، في الوقت الذي بدأ فيه كل العالم بالتساؤل حول مستقبل الذكاء الاصطناعي وسيطرته على العالم؟
ماهي استديوهات غيبلي ومتى بدأت أعمالها!
تأسس استوديو غيبلي في العاصمة اليابانية طوكيو في تاريخ 15 يونيو لعام 1985، ومنذ ذلك التاريخ قدم الأستوديو العديد من الأعمال الفنية التي دخلت كتب الأرقام القياسية، وأربعة أفلام من أعمال الأستوديو كانت بين قائمة أكثر عشرة روائية تحقيقاً للأرباح، منها فيلم المخطوفة Spirited Away في المركز الثالث بقيمة إيرادات وصلت إلى 31.68 مليار ين ياباني و 380 مليون دولار أمريكي عالمياً، وفازت ثلاثة من أفلامهم بجائزة أنيمي غراند برايكس Anime Grand Prix، كما فاز أربعة من أفلامهم بجائزة الأكادمية اليابانية للرسوم المتحركة لهذا العام، كما رشحت سبعة أفلام لجائزة الأوسكار أيضاً، فاز فيلم المخطوفة بجائزة الأوسكار لأفضل فيلم رسوم متحركة لعام 2003 أيضاً، كما فاز فيلم توشيو سوزوكي مؤخراً بجائزة أفضل فيلم رسوم متحركة مقدمة من غولدن غلوب، وجائزة الأوسكار لأفضل فيلم للرسوم المتحركة لنفس العام.
هل تمت سرقة مجهود استديوهات غيبلي!
منذ أن بدأ المستخدمون تحويل صورهم على منصات التواصل الإجتماعي باستخدام هذه التقنية المتطورة، وبدأت الآراء تتضارب حول إن كانت هذه السابقة من تشات جي بي تي عمل فني أم قلة تقدير للعمر الطويل الذي أفناه مؤسسو غيبلي في تطوير هذا الفن من ثمانينات القرن الماضي.
مع ذلك لم يتمكن كل مستخدموا التواصل الإجتماعي من إنشاء هذه الصور لا على تشات جي بي تي ولا على الاشتراك المدفوع في X وغيره من المنصات، مما ضخ المزيد من الانتقادات لهذه التقنية الجديدة
وقسم آخر من المستخدمين عبروا عن استيائهم الكبير لما اعتبروه سرقة واضحة وقلة تقدير لأعمال استديوهات غيبلي حول العالم، باعتبار أعمال الفريق المسؤول في غيبلي هي نتاج عقود من العمل الشغوف والمستمر لتقديم شيء مميز لم يتم تقديمه من قبل بهذه الدقة والاحترافية.
اقرأ أيضاً: مسلمو بريطانيا والتآخي مع بقية ثقافات وأديان المجتمع
تأثر موقف استديوهات غيبلي مع الحروب!
في الوقت التي كانت كل شركات الإنتاج حول العالم ربما همها الوحيد هو إدرار بضع ملايين إضافية من صندوق التذاكر حول العالم، أكدت أستديوهات غيبلي على موقفها المناهض للحرب في أكثر من مرة وأكثر من عمل، على سبيل المثال، أكد فيلم “قبر اليراعات Grave of the Fireflies” -الذي يتحدث عن أخ وأخته هربا من مكان لمكان خوفاً من أهوال الحرب العالمية الثانية في اليابان- على الإيديولوجية الداخلية للمنتجين وهي مناهضتهم لكل أشكال الحرب، وأن الحكومة اليابانية في ذلك الوقت زجت شعبها في حرب خاسرة بدلاً من محاولة حمايته.
كما أنه في عام 2009 رفض الأب الروحي والمؤسس لأستديوهات غيبلي هاياو ميازاكي Hayao Miyazaki الدعوة للحصول على جائزة الأوسكار عن فيلمهم Spirited Away بسبب موقفه من حرب العراق التي بدأت في 2003.
هل ينتهي عصر الاستديوهات الفنية ويتم كسر ريش الرسم؟
لايمكن تخيل مستقبل الأعمال الفنية للرسوم المتحركة في هذا الوقت الحالي، لكن بكل تأكيد لن تستغني الشركات العالمية عن الأعمال الحصرية التي تقدمها استديوهات مثل غيبلي Ghibli وغيرها حول العالم، فمهما تقدمت براعة أدوات الذكاء الاصطناعي، سيظل لها حدودها في النهاية وتقف عند مستوى نهائي من التطور إذا ما قرر العنصر البشري (المبتكر لعالم الذكاء الاصطناعي) هذ الأمر في النهاية.
اقرأ أيضاً: عيد بلا إجازة: كيف يحتفل المسلمون في بريطانيا والمهجر في ظل التحديات؟
اقرأ أيضاً: بعد رحيله عن الفريق: فيكتور وانياما برسالة لجمهور سيلتك الأسكتلندي!
اقرأ أيضاً: ما هو الخلل الكبير الذي عطلّ تقدم المنتخب البرازيلي