سُربت وثائق حكومية بريطانية تحذر من حدوث أزمة في الطعام والدواء والوقود في حال خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي دون اتفاق في أكتوبر المقبل.
حيث وجدت توقعات بحدوث حالة من الفوضى في الموانئ تستمر لمدة 3 أشهر بسبب فحص الجمارك، ليتحسن بعد ذلك معدل تدفق البضائع إلى 50-70% فقط مما كان عليه في السابق، إلى جانب تأخر المسافرين في المطارات والنقاط الحدودية الأوروبية.
وتضمنت الوثائق المسربة أيضاً عودة الحواجز على الحدود بين أيرلندا الشمالية وجمهورية أيرلندا، مما قد يشعل احتجاجات تؤدي لإغلاق الطرق.
كما اشتملت الوثائق على توقعات بشح الطعام الطازج وارتفاع أسعاره مما قد يحدث صراعات محلية، وزيادة فترات انتظار أدوية من بينها الأنسولين ولقاحات الأنفلونزا، بالإضافة إلى شح الوقود وفقد نحو 2000 وظيفة في حال إلغاء الضرائب على واردات الوقود، مما قد يؤدي إلى إغلاق مصفاتين.
وقد أشارت مصادر إلى أن هذه التوقعات منطقية وخاصة في حالة ما بعد الصدمة التي قد تعيشها بريطانيا بعد الخروج دون اتفاق، فيما لفتت إلى أن هذه ليست أسوأ الاحتمالات.
وقد أوضح الرئيس السابق للخدمة العامة البريطانية لورد بوب كيرسلايك أن الوثائق المسربة صحيحة وهي توضح حجم المخاطر التي تنتظر بريطانيا في كافة المجالات في حالة الخروج دون اتفاق، ودعا إلى تجنب هذه المخاطر التي وصفها بالجنونية والبحث عن الوسائل التي يمكن أن تمنعها.
ومن جانبها أكدت الحكومة البريطانية أن هذه الوثائق لا تمثل توقعاتها، وإنما ترصد سيناريوهات محتملة كجزء من الاستعدادات للخروج بدون اتفاق.
وتجدر الإشارة إلى أن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون سيزور خلال الأيام القادمة ألمانيا وفرنسا لمناقشة ضرورة العمل على اتفاق بريكست جديد مع قادة الاتحاد الأوروبي.
ولكن الحكومة البريطانية أعلنت أن جدول أعمال جونسون في هذه الزيارة لا يتضمن إلا محادثات قليلة جداً تتعلق بالبريكست، فيما ستركز الاجتماعات على السياسة الخارجية والتجارة والبيئة والأمن قبل بدء قمة الدول الصناعية السبع الكبرى التي ستقام في نهاية الأسبوع المقبل.
ويُتوقع من جونسون أن يؤكد على عدم استعداد البرلمان البريطاني عن نتيجة استفتاء عام 2016، وأن يدعو إلى ضرورة الوصول لاتفاق جديد غير الذي تقدمت به الحكومة السابقة.
ويُذكر أن جونسون مازال يؤكد في العديد من المناسبات على خروج بلاده من الاتحاد في نهاية أكتوبر المقبل حتى في حال عدم التوصل لاتفاق.
وفي السياق ذاته دعا زعيم حزب العمال جيرمي كوربن نواب البرلمان إلى العمل على منع خروج بريطانيا دون اتفاق، وأشار إلى أنه يجب سحب الثقة من جونسون وتأخير البريكست وتنصيب نفسه رئيساً مؤقتاً للوزراء والدعوة لإجراء انتخابات مبكرة وتدشين حملة لإجراء استفتاء جديد.
وقد أوضح كوربن أن خطته في الطريقة الأبسط والأكثر ديمقراطية لمنع الخروج دون اتفاق، مشيراً إلى أنه يجب استغلال الفرصة ليقرر الشعب البريطاني مستقبل البلاد.
