هل حدث وصادفت أحداً يتمتع بمقومات شخصية مميزة، لكنه لم يأخذ حقه في النجاح؟ قد يبدو هذا الأمر مألوفاً بالنسبة لك، لكن قد تستغرب إن كان الأمر ذاته ينطبق أيضاً على الأمكنة!
تشيرتسي بلدة تاريخية قديمة تقع في مقاطعة “سري” على ضفاف نهر التايمز،
على بعد 18 ميلاً جنوب غرب وسط لندن، وبالقرب من مطار هيثرو وحديقة ثورب.
تشتهر تشيرتسي بتاريخها العريق الذي يعود إلى العصور الوسطى، وتحتوي على العديد من المعالم السياحية
مثل دير تشيرتسي الذي يعتبر من أقدم المعالم التاريخية في المنطقة حيث يعود تاريخه إلى القرن السابع الميلادي.
متاجر مغلقة وزوار قليلون!
عند زيارتك لبلدة تشيرتسي تطالعك المساحات الخضراء الجميلة، والهوية التاريخية واضحة المعالم،
لتشعر بنفسك في تجربة مميزة تجمع بين التاريخ والطبيعة،
حيث تتمتع هذه البلدة بمقومات جذب سياحية لكنها لم تنل نصيبها من الاهتمام مقارنة بجيرانها الأكثر حظاً مثل “إيشير” و”ويبرج” الساحرتين.
يشعر سكان “تشيرتسي” بأنهم منسيون، في ظل غياب الاهتمام بالبلدة وحاجتها للتجديد والتحسين
لكنهم رغم ذلك يكافحون للحفاظ على الهوية التاريخية المميزة لبلدتهم في ظل تراجع عدد الزوار وزيادة عدد المتاجر المغلقة.
اقرأ أيضاً: أفضل 9 أنشطة للقيام بها في لندن خلال أغسطس 2024
تراجع نسبة العمالة في تشيرتسي
تقول “روز مونكسفيلد”، العاملة في مخبز “هيتيرز” في شارع “ويندسور”: إنها تشعر بنفسها منسية في تشيرتسي التي تقطنها منذ عام 1988،
وذلك بعد أن أصبحت بعيدة كل البعد عما كانت عليه في الثمانينيات والتسعينيات.
وتتابع “مونكسفيلد” في حديثها لصحيفة الإكسبريس: “كان الجميع في تشيرتسي يعرف بعضه البعض، ولكن الآن لم يعد الأمر كذلك
خصوصاً مع تراجع نسبة العمالة في البلدة ليجد الشباب أنفسهم غير قادرين على القيام بشيء، وهو ما يدفعهم للانحراف نحو سلوكيات وطرق ملتوية”.
مؤكدة أن البلدة كانت تتمتع بحياة ليلية جميلة، لكن الشارع الرئيسي قد تراجع بشكل كبير حيث لا توجد متاجر أو مكاتب بريد أو بنوك، بل فقط متاجر خيرية ومقاهي”.
استثمار ضعيف.. والحل تحسين مظهر تشيرتسي
ومع تراجع عدد البنوك العاملة في تشيرتسي وتحول المكاتب إلى شقق سكنية
يتساءل السكان المحليون عن سبب عدم الاستثمار النشط في بلدتهم التي تتمتع بموقع جغرافي جيد، وهو ما يعتبرونه ” أمراً غير عادل”.
“أليكس زاندونا”، مالك متجر “آرتيزان إنتيريرز” في شارع “غيلدفورد”، يعتقد أن الشارع الرئيسي يحتاج إلى تطوير واهتمام أكبر،
والحل قد يكون بسيطاً وهو تحسين مظهر البلدة.
ويتابع ” زاندونا”: عندما تنظر إلى الشارع الرئيسي للوهلة الأولى تظن أنه يعاني من ركود اقتصادي، لكن ذلك ليس صحيحاً،
الأمر فقط يحتاج إلى تحسين مظهر البلدة، وقد يكون تنظيف الشوارع من قبل مجلس البلدة بداية جيدة وموفقة.
ويؤكد “زاندونا” أن توفير مقومات التسوق الأفضل ستساعد على جذب السياح للقدوم إلى البلدة وهو ما يتطلب توفير معالم سياحية محورية يتردد الناس إليها،
مبيناً أن تشيرتسي ورغم قلة الاهتمام بها، تستضيف سنوياً مهرجانين دائماً ما يشجعان الناس على زيارة الأمكنة التاريخية فيها.
وأضاف: “هناك الكثير من الفعاليات التي يمكن للناس المشاركة فيها مثل مهرجانات عيد الميلاد والصيف.
اقرأ أيضاً: أبرز 7 حدائق مائية بالقرب من لندن لعام 2024: متعة وإثارة لا تنتهي
من بلدة تشيرتسي إلى لندن
كما يمكنهم التوجه مباشرة من البلدة إلى لندن، لديك كل ما تحتاجه لنجاح الأعمال، لكن الناس هنا خائفون من الاستثمار“.
وكانت الحكومة البريطانية قد منحت “تشرتسي” دفعة نقدية بقيمة مليون جنيه إسترليني.
لتوظيفها في أعمال تجديد مظهر البلدة وتحسين واقعها السياحي والخدمي،
الأمر الذي قد ينعش الفرص التجارية في البلدة ويعزز مظهرها العام.
خصوصاً مع تجديد واجهات المتاجر ليبدو الشارع الرئيسي أكثر حيوية وإشراقاً.
اقرأ أيضًا: تأجيل مدفوعات التدفئة الشتوية: كيف يؤثر القرار على كبار السن؟