وسعت المملكة المتحدة نظام تصريح السفر الإلكتروني في بريطانيا ليشمل جميع المسافرين الذين يزورون المملكة المتحدة، بمن فيهم القادمين من الاتحاد الأوروبي، وذلك اعتباراً من الثاني من إبريل المقبل.
ومن المقرر ابتداء من الثامن من يناير القادم، أن يحتاج جميع المسافرين الذين تم إعفاؤهم من التأشيرة ويهبطون في مطارات بريطانيا بجوازات سفر غير أوروبية إلى تصريح سفر إلكتروني، على أن يتوسع القرار ليشمل المسافرين الأوروبيين، ابتداء من الثاني من إبريل القادم، مع استثناء مواطني المملكة المتحدة وإيرلندا وحاملي التأشيرات البريطانية.
ويمكن للراغبين في الحصول على تصريح السفر الإلكتروني تقديم الطلب عبر الإنترنت، ودفع رسوم بقيمة 10 جنيهات إسترلينية، وفي حال الموافقة على تصريح السفر يكون صالحاً لمدة عامين، وللدخول المتعدد لمدة ستة أشهر في بريطانيا.
وألزمت الحكومة البريطانية حتى الآن مواطني دول البحرين والكويت وسلطنة عُمان وقطر، والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة بالتقدم بطلب للحصول على تصريح السفر الإلكتروني في بريطانيا قبل دخول أراضيها.
الحكومة البريطانية أكدت أن إطلاق هذا النظام يدل على مضي الحكومة في خطواتها للارتقاء بالحدود البريطانية ورقمنتها، وتمكين ملايين الزائرين الشرعيين مستقبلاً من التمتع بتجربة أكثر سهولة لزيارة المملكة المتحدة، مشيرة إلى تعاونها عن كثب مع شركات الطيران والملاحة البحرية والسكك الحديد العالمية التي تعتبر عاملاً أساسياً في نجاح تطبيق هذا النظام.
ومع كشف صحيفة ذا تايمز عن خطط الحكومة لإنشاء حدود ذكية تستخدم تقنيات التعرف على الوجه بشكل أكثر سلاسة، أكدت وزيرة الهجرة والجنسية، لاسيما مالوترا، أن الرقمنة تسهم في توفير تجربة سلسة لملايين الأشخاص الذين يعبرون الحدود كل عام، بما في ذلك الزوار الذي من المتوقع أن يسهموا بأكثر من 32 مليار جنيه استرليني (41.8 مليار دولار) في الاقتصاد السياحي هذا العام، مشيرة إلى توسع نظام التفويض الإلكتروني للسفر عالمياً يظهر التزام المملكة المتحدة بتحسين الأمان من خلال التكنولوجيا الجديدة وتبني نظام هجرة عصري.
على المقلب الآخر، وبحسب تحليل أجرته صحيفة اندبندنت، يؤكد مطار اللندني أن فرض تصريح السفر الإلكتروني في بريطانيا والذي تبلغ كلفته 10 جنيهات استرلينية قد يؤثر سلباً في النمو الاقتصادي للبلاد مع خسارة سنوية محتملة قد تصل إلى 6 مليارات و500 مليون دولار نتيجة لجوء ركاب الترانزيت إلى مطاراتٍ بديلة في رحلاته، كما أفاد مطار هيثرو أنه بعد أشهر قليلة من تاريخ البدء بتطبيق تصريح السقر الإلكتروني، اختار نحو 90 ألف مسافر تحويل وجهاتهم واستخدام مطاراتٍ أخرى.
تصريح السفر الإلكتروني (ETA) يحل محل النظام الإلكتروني للإعفاء من التأشيرة (EVW)، وتبلغ تكلفته ثلث تكلفة نظام التأشيرة القديم، كما يتيح السفر لسفرات غير محددة العدد إلى المملكة المتحدة على مدى سنتين، أو إلى حين انتهاء صلاحية جواز السفر.
وعند تقديم طلب تصريح السفر الإلكتروني في بريطانيا، يجب على مقدم الطلب إعطاء معلومات بيولوجية وبيومترية، والإجابة على أسئلة تتعلق بالسجل الجنائي وأهلية الحصول على هذا التصريح، وبمجرد النجاح في تقديم الطلب يرتبط تصريح السفر الإلكتروني (ETA) رقمياً بجواز سفر مقدم الطلب، على أن تتم معالجة الطلب في مدة أقصاها ثلاثة أيام.
وفي حين خطة ETIAS التابعة للاتحاد الأوروبي تعفي الركاب المتنقلين من الشهادة الرقمية، يتوجب مع القواعد الجديدة الخاصة بتصريح السفر الإلكتروني، على المسافر الذي يمر بأحد مطارات بريطانيا بالحصول على الشهادة الرقمية.
ووفقاً للإحصائيات الرسمية شهدت بريطانيا ارتفاعاً كبيراً في طلبات تصريح السفر الإلكتروني خلال الربع الثاني من العام الجاري، إذ تلقت 393,253 طلباً من طلبات الحصول على تصريح إقامة مؤقتة في المملكة المتحدة، وتم منح 388,021 طلباً منها،
وحظي الأردنيون بأكبر عدد من الطلبات إذ بلغ عددها 146,740 طلباً, تلاهم السعوديون ب118,451 طلباً، ثم الكويتيون ب 48,888 طلباً، والقطريون ب30,391 قطرياً، في حين بلغ عدد طلبات مواطني الإمارات 29,777 طلباً.
وفي المقابل شهدت تأشيرات الزيارة التي منحتها المملكة المتحدة ازدياداً ملحوظاً، إذ تم حتى منح 2.1 مليون تأشيرة زائر في الفترة بين يونيو 2023 ويونيو 2024، بزيادة قدرها 16% عن العام السابق، وجاء المواطنون الهنود بالمرتبة الأولى في الحاصلين على تأشيرات الزيارة حيث بلغت عدد التأشيرات الممنوحة لهم 530,587، تلاهم الصينيون بنسبة 507,883 تأشيرة.