في حين يستعد المتنبئون بأحوال الطقس وصول درجة الحرارة إلى 34 درجة مئوية، إلا أنه من المحتمل تجاوز الرقم القياسي الحالي لشهر يونيو في المملكة المتحدة، والذي يبلغ 35.6 درجة مئوية.
ويأتي ذلك الأمر في الوقت الذي تتعرض فيه الناس في جميع أنحاء أوروبا لموجة حر قياسية تسببت في ما يطلق عليه “Saharan Bubble”، وهي موجة من درجات الحرارة العالية الناشئة من شمال إفريقيا.
وتسبب الطقس القاسي في فوضى في جميع أنحاء القارة، بما في ذلك الوفيات الناجمة عن ضربات الشمس والغرق وصدمة الماء البارد، كما شهدت أسبانيا حريقاً كبيراً، ووصلت درجة الحرارة في فرنسا إلى 45.8 درجة مئوية يوم الجمعة.
وتم إغلاق حوالي 4000 مدرسة لأنها لم تستطع ضمان ظروف آمنة، وألغت السلطات المحلية العديد من كرنفالات نهاية العام الدراسي.
وفي إيطاليا، تم إطلاق تحذيرات من درجات الحرارة المرتفعة في 16 مدينة، وقامت أجهزة الأمن المدني بتوزيع المياه على السياح.
وفي برلين، استخدمت وحدة الشرطة خراطيم المياه التي تستخدم عادة ضد مثيري الشغب، على أشجار المدينة لتبريدها.
وإذا كنت في المملكة المتحدة وتخطط للاستفادة من الحرارة غير المعقولة، فإن المتنبئين يحذرون من ذلك، ولكن ضروري شرب الكثير من الماء والحفاظ على الممتلكات الخاصة بك بقدر استطاعتك، وتأكد من حصولك على قسط جيد من الراحة في الليل لتعزيز الطاقة الخاصة بك.
وإذا كنت في Glastonbury، فاستفد من الواقي الشمسي المجاني ومحطات المياه، حيث قد تصل درجات الحرارة إلى 31 درجة مئوية مع بداية عطلة نهاية الأسبوع.
ما الذي تسبب في موجة الحر؟
انتقلت درجات الحرارة المرتفعة التي تجتاح شمال إفريقيا إلى أوروبا، مع ارتفاع الضغط الذي أدى إلى ارتفاع الحرارة، وفقاً لما قاله مدير مكتب الأرصاد الجوية “غراهام مادج” لـ HuffPost UK.
وقال مادج، إن شدة الحرارة تزداد سوءاً بسبب الاحتباس الحراري الذي نشهده بالفعل.
وأضاف: “كان لدينا دائماً موجات حارة، لكن هناك أدلة متزايدة على التغير المناخي، ولذلك أصبحت أكثر كثافة نتيجة لذلك”.
وأكد جوش إمدن، الباحث في معهد أبحاث السياسة العامة the Institute for Public Policy Research: “لقد حذر الكثيرون في مجتمع المناخ منذ منتصف العقد الأول من القرن الحادي والعشرين من أننا إذا وصلنا إلى قدر معين من الاحترار وكمية معينة من ثاني أكسيد الكربون والغازات الدفيئة الأخرى في الجو، سنبدأ في تجربة الطقس القاسي، مثل الموجة الحارة هذه”.
ما هي الظروف التي يمكن أن نتوقعها في نهاية هذا الأسبوع؟
على الرغم من أن معظم المملكة المتحدة كانت تعاني من الطقس الحار هذا الأسبوع، إلا أن درجات الحرارة ستصل إلى ذروتها عند حوالي 34 درجة مئوية، وقال مادج إنه من المرجح أن يكون ذلك محسوساً في هيرتفوردشاير وكامبردجشاير وربما نوتنجهامشاير.
وفي المقابل، تمتعت أجزاء من شرق انجلترا، مثل هال، بدرجات حرارة أقل قليلاً بفضل تأثير التبريد في بحر الشمال.
هل سيؤثر ذلك على صحتي؟
درجات الحرارة المرتفعة يمكن أن تتسبب في تفاقم بعض الحالات الطبية.
وينصح مكتب الأرصاد الجوية الأشخاص بالبقاء في منازلهم إذا كان ذلك مناسباً، والاستمتاع بالكثير من النوم ليلاً والتأكد من أن درجات الحرارة الداخلية باردة قدر الإمكان.
وبعد مصرع ثلاثة من كبار السن في الشواطئ بجنوب فرنسا بسبب صدمة الماء البارد، تسلط RNLI الضوء على مخاطر الماء البارد في الحرارة الشديدة.