تعتبر العائلة المالكة البريطانية من أعرق وأشهر العائلات الملكية في العالم، حيث تتصدر أخبارهم دائماً عناوين الصحف والمجلات، كما يرى العالم دائما أبناء العائلة الملكية في بريطانيا في مناسبات عامة أو في تقارير إعلامية ولقاءات تليفزيونية وزيارات دولية رسمية، ولكن هناك بعض الأسرار الغير معروفة عن نمط حياة أفراد العائلة الملكية.
في هذا التقرير سنتعرف معاً على التاريخ الطويل للقطار الملكي البريطاني منذ عصر الملكة فيكتوريا وحتى الملكة إليزابيث الثانية وحالياً الملك تشارلز الثالث.
قصر على عجلات ومطلي بالذهب
تم تدشين قطار العائلة البريطانية الملكي عام 1842 بطلب من الملكة فيكتوريا، ملكة بريطانيا آنذاك، التي لم تكن تحب السفر في الحافلات، حيث صُمم ليبدو وكأنه “قصر على عجلات”.
وعلى الرغم من أن زوجها الأمير ألبرت كان من أشد المعجبين بالقطارات، كانت فيكتوريا في البداية أكثر تحفظاً قليلاً بشأن فكرة القطار الملكي، ولكن بناءً على إلحاح ألبرت وافقت أخيراً، في عمر الـ 23 عاماً، على تجربته، لتصبح أول ملكة على الإطلاق تسافر بالقطار عندما استقلت قطاراً من بلدة سلاو بمقاطعة باركشير إلى منطقة بادينجتون.
وأوضحت المؤرخة الملكية كيت ويليامز: “كان القطار الملكي مهماً للغاية في عهد فيكتوريا، إذ رأت أن السفر في البلاد هو واجبها، في الوقت الذي لم يفكر الملوك بذلك من قبل، إذ كانوا سعداء بالجلوس في قصورهم وعدم الذهاب في جولات”.
وأضافت: “لكن الملكة فيكتوريا كان لديها موقف مختلف تماماً، لشعورها بأن وظيفتها هي السفر في أنحاء بريطانيا بقدر ما تستطيع، لذا فإن القطار الملكي كان يسهل عليها الأمر”.
وبتكلفة 700 جنيه إسترليني من مالها الخاص (حوالي 60 ألف دولار اليوم)، تم طلاء سيارات القطار بطلاء ذهبي عيار 23 قيراطاً وتزيينه بالحرير والساتان، وعلى مر السنين، استخدم فيه أحدث التقنيات الحديثة مثل الإضاءة الكهربائية في تسعينيات القرن الـ 19.
أحدث نسخة من القطار ملكي في عام 1977
احتفاء بجولتها في اليوبيل الفضي، قدمت النسخة الحديثة من القطار الملكي للملكة إليزابيث الثانية، ملكة بريطانيا، وعلى مر السنين تم تحديثه، بما في ذلك تجديد تكلف 320 ألف جنيه إسترليني في الثمانينيات، بإضافة دفاعات ضد نيران المدافع الرشاشة والصواريخ والقنابل. يضم القطار الملكي بنسخته الحالية غرف نوم ضخمة وغرفة تدخين وحمامات بتصميمات ملكية وغرفة معيشة وغرفة طعام.
سرعات القطار الملكي
وضعت الملكة فيكتوريا قيوداً صارمة على السرعة التي يسمح للقطار الملكي السفر بها، وهي 40 ميلاً في الساعة في النهار، و30 ليلاً. وحتى يومنا هذا لا يزال القطار الملكي يحافظ على وتيرة سرعته الهادئة، مقارنة بالقطارات الأخرى التي تسير في المملكة المتحدة عادةً بسرعة حوالي 200 ميل في الساعة، في حين يسير القطار الملكي بسرعة حوالي 70 ميلا في الساعة.
القطار الملكي لكبار أعضاء العائلة المالكة
القطار الملكي مخصص فقط لكبار أعضاء العائلة المالكة، في حين أن أفراد العائلة المالكة والضيوف الآخرين يمكنهم السفر بالقطار الملكي، بناءً على دعوة من كبار أفراد العائلة المالكة.
تمتلك DB Cargo UK القطار الملكي البريطاني، الذي يتكون من 9 عربات لأغراض مختلفة، تقوم بصيانته وتشغيله، تم تحويل بعضها إلى عربات مارك 3 التي لم تكن مخصصة في البداية للقطار الملكي، ولكن للنموذج الأولي للقطار عالي السرعة في أوائل السبعينيات.
وتمتلك العائلة المالكة البريطانية العديد من وسائل النقل المتاحة، والتي تشمل أسطولاً من السيارات المخصصة وطائرة خاصة وطائرة هليكوبتر خاصة، وقبل بضعة عقود، اعتادوا الإبحار حول العالم في يختهم الفاخر، HMY Britannia، بينما تم إيقاف تشغيل ذلك في التسعينيات.
كان الملك تشارلز الثالث قد وصل إلى مانشستر بالمملكة المتحدة في زيارة قصيرة لمدة يوم واحد احتفالاً بالذكرى المئوية لتأسيس كيلوج في المملكة المتحدة والانضمام إلى Queen Consort في حفل استقبال للمجتمع المحلي.، ولم يستخدم الطائرة الملكية أو إحدى السيارات في أسطوله، وبدلاً من ذلك، قرر قطع المسافة بالقطار الملكي.
هل الملك لديه عربته الخاصة في القطار الملكي؟
نعم. لديه عربة صالون خاصة بطول 75 قدمًا ومكيفة ومدفأة. يحتوي على غرفة نوم بسرير واحد وغرفة جلوس ومكتب وأماكن لتناول الطعام – وهو حمام خاص به يحتوي على حوض استحمام بالحجم الكامل.
كيف تبدو العربات في قطار الملكي؟
كما هو متوقع، تم تجهيز القطار الملكي المكون من تسع عربات بغرف نوم وحمامات متعددة، وغرفة طعام تتسع لـ 12 شخصًا، ومكتبًا يقال إن أفراد العائلة المالكة يعملون فيه أثناء سفرهم. هناك أيضًا بعض المساحة للموظفين من العائلة المالكة الذين يرافقون الملك أو ضيوفه إلى وجهتهم.
عندما لا يسافر الملك في مهمة رسمية، يشاهد الملك تشارلز الثالث في سيارة رولز رويس فانتوم 6 الحكومية أو بنتلي ستيت ليموزين، ولكن، على الرغم من حقيقة أنه ملك المملكة المتحدة وعالم الكومنولث، إلا أن جلالته يحب أيضاً القيادة وشوهد عدة مرات خلف مقود سيارته الكهربائية Audi e-tron.