تعّرف على تاريخ كرنفال نوتينغ هيل وكيف نشأ هذا الحدث الضخم؟

وقعت في صيف عام 1958 أحد أكثر الأزمات توتراً في غرب لندن، حيث اندلعت أعمال الشغب العرقية في المجتمع، وأدت أحداث ذلك الصيف في النهاية إلى بداية كرنفال نوتينغ هيل.

وفي أغسطس 1958، اندلعت أعمال الشغب في نوتينغ هيل، والتي يُعتقد أنها نشأت نتيجة هجوم عنيف على امرأة سويدية بيضاء كانت تعيش في المملكة المتحدة مع زوجها المنحدر من أصل جامايكي.

وكانت ماجريت وريموند موريسون يتناقشان خارج محطة قطار لاتيمر رود، عندما حاولت عصابة من الرجال البيض التدخل للدفاع عنها، رغم أنها لم تكن تريد الدفاع.

واندلعت معركة صغيرة بين العصابة البيضاء “تيدي بويز” وأصدقاء الرجل الذين كانوا من أصل جامايكي أيضاً.

وفي اليوم التالي، تعرفت مجموعة من الشبان البيض على ماجريت من الليلة السابقة، وشنت هجوماً عنيفاً عليها لأنها كانت متزوجة من ريموند.

وكان ذلك بمثابة المحفز لعطلة نهاية أسبوع عنيفة في غرب لندن، حيث تحركت العصابات في الأحياء التي تستهدف السكان الأفرو الكاريبيين، ولقد صنعوا قنابل محلية الصنع لرميها على منازلهم.

وقال أحد الشهود لهيئة الإذاعة البريطانية في ذلك الوقت: “إنهم يضعون علامة على السطح الخارجي للبيوت لكي يعرفوا أين يقصفون وأين لا يقصفون”.

واستمرت أعمال الشغب لمدة ثلاثة أيام وألقت الشرطة القبض على 108 أشخاص خلال عطلة نهاية الأسبوع الدامية هذه.

وفي العام التالي، وضعت كلوديا جونز، الناشطة في مجال حقوق الإنسان في ترينيدادان، كرنفال كاريبي داخلي في قاعة مدينة سان بانكراس، حيث أعطتهم فرصة للاحتفال بتراثهم في تحد لأعمال الشغب العرقية في العام الذي سبقه.

وعلى الرغم من النطاق الصغير للكرنفال، فقد تم بثه على هيئة الإذاعة البريطانية.

ومنذ ذلك الحين، نشأ مفهوم كرنفال Notting Hill، وتم تنظيم الأحداث الداخلية في القاعات عبر قاعات لندن في الستينيات.

وحدث أول مهرجان خارجي في عام 1966 في شوارع نوتينغ هيل، حيث نظمت المقيمة المحلية رون لاسليت، اللندنية من أصل أمريكي وروسي، حدثًاً للأطفال المحليين وشرعت في ضم السكان المحليين من الهند الغربية في حدثها.

وتحول هذا الكرنفال الأول حيث حضر 500 شخص، إلى احتفال عالمي مشهور الآن.

وبدأ ينمو أكبر وأكبر كل عام ، والآن يحضر 50000 من الفنانين .

ويعد الكرنفال في المرتبة الثانية من حيث الحجم بالنسبة إلى مهرجان ريو كرنفال البرازيلي، وهو الآن واحد من أكبر الفعاليات الفنية السنوية في العالم.

ويقول منظمو الكرنفال: “في حين أن الكرنفال متجذر في الثقافة الكاريبية، مع تأثير جيل Windrush القوي إلا أنه في الوقت نفسه يعكس بشكل مميز لندن الحديثة اليوم”.