الفيضانات وحرائق الغابات والطقس الشديد باتوا يهددون مستقبل نحو ثلثي المواقع الأثرية في المملكة المتحدة والتي يديرها الصندوق الوطني.
تغير المناخ أصبح اليوم أكبر تهديد يواجه حوالي 28,500 منزل تاريخي أو تراثي، و 250,000 هكتار من الأراضي و780 ميلاً من المناطق الساحلية.
إجراءات حكومية لحماية المواقع الاثرية
نتيجة ذلك، تم حث الحكومة البريطانية للقيام بالمزيد من الإجراءات الوقائية في سبيل مساعدة المؤسسات البيئية على التكيف مع تغير المناخ.
من جانبه، أكد مدير الموارد الطبيعية باتريك بيج، أن تغير المناخ يتطلب اهتماماً كبيراً كونه يمثل أكبر تهديد للأماكن الأثرية التي تعتني بها الحكومة البريطانية.
ولذلك، يتم مراقبة تهديدات تغير المناخ التي تواجه المتاحف والحدائق والمنازل التاريخية الأثرية عبر رصد الأحداث المناخية غير الطبيعية، مثل الأمطار الغزيرة والفيضانات والجفاف وحرائق الغابات.
بالتالي، فإن التخطيط للسيناريو الأسوأ سيساعد المملكة المتحدة في تحديد المواقع الأثرية الضعيفة في إنجلترا وويلز وشمال أيرلندا، واستخدام الأدوات اللازمة للتكيف مع آثار تغير المناخ.
مواقع أثرية مهددة بسبب تغير المناخ في بريطانيا
وتقدر خريطة التهديدات التي أطلقت عام 2021، أن عدد جيد من المواقع الأثرية ستواجه مستوى عالٍ من التهديدات مثل تآكل السواحل والحرارة المفرطة والفيضانات التي قد يرتفع من 5% إلى 17% خلال الأربعين عام القادمة.
استجابةً لذلك، تزيد هيئة الموارد البيئية من الحفاظ على التكيف مع التغير المناخي، وتنفق ملايين لإصلاح وحماية بعض المواقع الأثرية في مختلف أنحاء بريطانيا.
أحد هذه المواقع الأثرية التي تبحث الهيئة في حمايته من تغير المناخ هو ميناء ماليون كوف في كورنوول.
بني ميناء ماليون في مطلع القرن التاسع عشر، حيث تتعرض حواجز الميناء الاثنتان لضربات متكررة وعنيفة من العواصف، وهو ما جعل الهيئة في حاجة إلى إنفاق أكثر من 2 مليون جنيه إسترليني على إصلاحه.
من ضمن المباني الأثرية التي يتم العمل على تجديدها كان قصر كوتون كورت التودوري في وارويكشير الذي يخضع حاليا لتجديد بتكلفة 3.3 مليون جنيه إسترليني لضمان قدرة سقفه وقنوات تصريف المياه فيه على التعامل مع الأمطار الغزيرة.
لكن قلعة ديناس دينل المطلة على ساحل غوينيد في ويلز، فقدت العديد من أجزاءها بسبب البحر والأمطار الغزيرة خلال السنوات الأخيرة التي ساهمت في تدمير أجزاء كبيرة من القلعة.
نتيجة ذلك، خصصت الحكومة البريطانية برنامج تكيف وطني يحدد خطة خمس سنوات لزيادة مرونة البلاد في مواجهة مخاطر تغير المناخ، في سبيل حماية المواقع الأثرية والساحل والأرياف.
كما تلتزم الحكومة بالاستثمار بمليارات الجنيهات من أجل مواجهة تغير المناخ، بما في ذلك 5.2 مليار جنيه إسترليني في مشاريع الفيضانات في إنجلترا.