أعلنت الحكومة البريطانية عن إصلاحات جديدة تتعلق بمخصصات إعانة الاستقلال الشخصي (PIP) والتي تمنح لنحو 3.7 مليون شخص يعانون من إعاقات جسدية أو عقلية طويلة الأجل.
ورغم التعديلات المقررة، أكدت الحكومة أن ثلاثة مقترحات كانت تناقش لن تنفذ، في خطوة هادفة إلى طمأنة المستفيدين وتوضيح مستقبل الدعم المالي لهم.
ماذا تعني مخصصات (PIP)؟
تعتبر مخصصات إعانة الاستقلال الشخصي (PIP) دعمًا ماليًّا للأشخاص الذين يواجهون صعوبات جسدية أو عقلية تؤثر على قدرتهم في أداء الأنشطة اليومية والتنقل.
وتقسم الإعانة إلى قسمين: الأول يغطي تكاليف المعيشة اليومية الأساسية مثل الطعام والرعاية الشخصية، بقيمة تتراوح بين 72.65 و108.55 جنيهًا أسبوعيًا، والثاني مخصص لنفقات التنقل، بقيمة تتراوح بين 28.70 و75.75 جنيهًا أسبوعيًا.
ويعتمد الحصول على الإعانة عبر تقييم مباشر يحدد درجة الصعوبة التي يواجهها الفرد في مهام مثل ارتداء الملابس أو التسوق أو التنقل بشكل مستقل.
الإصلاحات الجديدة: ما الذي سيتغير؟
كشفت وزيرة العمل والمعاشات ليز كيندال (Liz Kendall) عن خطة لتشديد معايير الأهلية للحصول على اعانة (PIP) بدءًا من نوفمبر 2026.
وتشمل التغييرات زيادة عدد النقاط المطلوبة في أنشطة محددة للحصول على دعم المعيشة اليومية، بالإضافة إلى إجراء معظم التقييمات بشكل مباشر (وجهًا لوجه)، مع زيادة وتيرة المراجعات الدورية لملفات المستفيدين، باستثناء الحالات الصحية الحرجة التي قد تحظى بمرونة أكبر.
وعلى الرغم من التغييرات المعلنة، أكدت الحكومة عدم نيتها تطبيق ثلاثة مقترحات أثارت جدلًا بين المستفيدين، حيث نفت ربط استحقاق (PIP) بالدخل أو المدخرات، مشددة على أن المعيار الوحيد للدعم سيظل مرتبطًا بالحاجة الصحية، مما يعني أن العاملين أو من يحصلون على إعانات أخرى لن يفقدوا حقهم إذا استوفوا الشروط الصحية.
كما أعلنت الحكومة عدم نيتها تجميد قيمة المخصصات لمدة عام، وأكدت استمرار مراجعة قيمتها دوريًا لمواكبة تكاليف المعيشة.
ورفضت فكرة استبدال المدفوعات النقدية ببطاقات أو قسائم، مشيرة إلى أهمية تمكين المستفيدين من إدارة أموالهم بحرية دون قيود.
اقرأ أيضاً: نظام الرعاية الاجتماعية مهدد في ظل التصرفات الحكومية العشوائية
لماذا هذا القرار مهم؟
يرى مراقبون أن استبعاد هذه المقترحات يحمي كرامة المستفيدين ويضمن عدم تقييد حريتهم في تلبية احتياجاتهم الخاصة، فالحفاظ على الطابع النقدي للمخصصات يسمح لهم بمواجهة نفقات غير متوقعة، مثل فواتير الطاقة أو المواصلات، دون شروط مسبقة.
كما أن إبقاء (PIP) خارج نطاق الاختبار المالي يُجنّب الأسر الضعيفة مخاطر فقدان الدعم بسبب تغييرات طارئة في دخلها، مثل زيادة مؤقتة في الأجور أو الحصول على مساعدات أخرى.
ورغم الترحيب بالقرارات، حذرت منظمات معنية بحقوق ذوي الإعاقة من أن رفع عتبة النقاط المطلوبة في التقييمات قد يحرم آلاف الأشخاص من الدعم، خاصةً في ظل تزايد تكاليف المعيشة وصعوبة تغطية الاحتياجات الأساسية.
ودعت هذه المنظمات الحكومة إلى توفير ضمانات إضافية لتجنب إلحاق الضرر بالحالات الحدية التي تعتمد بشكل كامل على (PIP) للبقاء فوق خط الفقر.
اقرأ أيضاً: ملايين من مقدمي الرعاية مهددون بفقد معاشاتهم التقاعدية
نصائح للاستعداد للتغييرات
للتعامل مع الإصلاحات الجديدة، ينصح المستفيدون بتوثيق حالتهم الصحية عبر تحديث التقارير الطبية التي تظهر تأثير الإعاقة على حياتهم اليومية والعملية.
كما ينبغي عليهم الاستعداد بشكل جيد للتقييمات الجديدة من خلال التفكير في التحديات اليومية التي يواجهونها، مثل صعوبة التنقل أو أداء المهام المنزلية، ووصفها بوضوح خلال المقابلات.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن للمستفيدين التواصل مع منظمات مثل (Citizens Advice) للحصول على دعم قانوني وفهم حقوقهم بشكل دقيق في ظل التغييرات المخطط لها.
اقرأ أيضاً: رسوم جواز السفر البريطاني ترتفع 7% ووزارة الداخلية تبرر
اقرأ أيضاً: اللص المغربي الذي دفع بالمحكمة للاعتراف بذكائه، ما مصيره؟