بعد مراجعة السياسة الخارجية لمدة عام، تتعهد المملكة المتحدة بتحويل تركيزها نحو دول مثل الهند واليابان وأستراليا.
حيث قالت الحكومة أنها ستعزز التحالفات في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، واصفة إياها بـ”المركز الجيوسياسي للعالم بشكل متزايد”.
كما قال وزير الخارجية دومينيك راب أن المملكة المتحدة ستعمل مع الصين في قضايا مثل تغير المناخ. وحذر من تبني عقلية “الحرب الباردة” مع البلاد.
المراجعة التي سيعرضها رئيس الوزراء بوريس جونسون لاحقاً في مجلس العموم، تمهد أيضاً الطريق لزيادة الرؤوس الحربية النووية.
يقول حزب العمال أن الاستراتيجية ستترك المملكة المتحدة “غير مستعدة على الإطلاق”.
السياسة الخارجية مع الصين
يأتي نشر المراجعة وسط ضغوط داخلية متزايدة على الحكومة من دوائر المحافظين لتشديد موقفها من الصين بشأن قضايا مثل قمعها لمسلمي الإيغور والحقوق الديمقراطية في هونغ كونغ.
قال راب أن هناك “إيجابيات” لعلاقة المملكة المتحدة مع الصين، بما في ذلك التجارة والاستثمار. وأضاف أنه لن يكون من الممكن كذلك “إحداث تغيير” بشأن تغير المناخ دون التعاون مع البلاد.
خلال حديثه في برنامج توداي على إذاعة BBC Radio 4، قال أنه ستكون هناك “مشكلات صعبة” يجب إدارتها، بما في ذلك حماية الأسرار الصناعية والبنية التحتية للاتصالات في المملكة المتحدة.
لكنه حذر: “لن يكون ذلك منطقياً، ولا أعتقد أنه سيكون من المجدي الدخول في عقلية الحرب الباردة القديمة مع الصين التي عفا عليها الزمن”.
وبعد الإلحاح بشأن ما إذا كان يتعين على المملكة المتحدة تشديد موقفها من البلاد، كما دعا من يُسمون صقور الصين، أجاب السيد راب: “الصين هنا لتبقى”.
أضاف راب أيضاً أنه قد تكون هناك حاجة لمزيد من الرؤوس الحربية النووية كجزء من المراجعة المتكاملة، لأنها تمثل “بوليصة التأمين النهائية” ضد التهديدات العالمية.
دور جديد لبريطانيا
لسنوات عديدة، تحددت مكانة بريطانيا في العالم عبر عضويتها في الاتحاد الأوروبي وعلاقتها بالولايات المتحدة. غالباً ما كان يُنظر إليها على أنها جسر بين الاثنين. لكن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي غير كل ذلك. لذا تبحث الحكومة الآن عن دور عالمي جديد لبريطانيا.
كذلك ستضع مراجعة السياسة الخارجية والدفاعية المتكاملة التي طال انتظارها خططاً لغرفة عمليات شبيهة بالبيت الأبيض مبنية في مكتب مجلس الوزراء.
كما ستشمل خططًا لإنشاء مركز عمليات جديد لمكافحة الإرهاب ، بهدف تحسين سرعة الاستجابة للحوادث الإرهابية.
“ثقب أسود”
يأتي نشر المراجعة بعد أشهر من إعلان بوريس جونسون زيادة قدرها 16.5 مليار جنيه إسترليني في الإنفاق الدفاعي على مدى السنوات الأربع المقبلة.
في ذلك الوقت ، قال أن التمويل سيسمح بالاستثمار في وكالة مخصصة للذكاء الاصطناعي و “قيادة فضائية” قادرة على إطلاق أول صاروخ بريطاني بحلول عام 2022، بالإضافة إلى ممر إلكتروني عبر شمال إنجلترا والذي سيشمل المقرات الرئيسية. للقوة الوطنية الجديدة سايبر فورس Cyber Force.
لكن نواب لجنة الحسابات العامة في مجلس العموم حذروا من أن التمويل الإضافي يمكن أن يبتلعه “ثقب أسود” في الشؤون المالية للإدارة، حيث تواجه وزارة الدفاع عجزاً محتملاً قدره 17 مليار جنيه إسترليني في برنامج المعدات الحالي.