اختارت هذه المرة مدينة الأضواء لندن التي اعتاد زوارها المشي تحت أنوارها الساطعة والخافتة، الظلام في محاولة للحد من التلوث الضوئي وتوفير الطاقة، حيث تتجه لندن لإجبار ناطحات السحاب إطفاء الأنوار مما سيجعل وسط العاصمة مظلماً على غير عادته.
استطلاع رأي يمهد لتحويله إلى قانون
نشرت السلطات المحلية في لندن مقترحاً تشريعياً وبدأت باستطلاع الآراء بشأنه تمهيداً لتحويله إلى قانون، حيث سيتم بموجبه إجبار ناطحات السحاب على إطفاء أنوارها ليلاً، بما في ذلك برج “ذا شارد”، وهو أطول وأشهر ناطحة سحاب في بريطانيا، ويتوسط قلب الحي التجاري في العاصمة لندن.
كما نشرت السلطات البلدية والمحلية في لندن وثيقة تتضمن المقترح تمهيداً لإقراره وجعله إلزامياً، مشيرة إلى أنها تأمل في أن يساعد هذا القانون في الحد من التلوث الضوئي وتوفير الطاقة.
كيفية تطبيق قانون إطفاء الأنوار؟
سينطبق هذا النظام على الأضواء التي لا يلزم الإبقاء عليها لأغراض السلامة ومنع الجريمة.
كما سيتم تخصيص “مناطق سطوع” يتاح فيها إبقاء الأضواء بينما سيُفرض حظر إضاءة في المناطق الأخرى.
كما أن الوثيقة تشير الى إلزام إطفاء الأضواء عند الثانية عشرة ليلاً في بعض المناطق، بينما يكون التعتيم ملزماً اعتباراً من العاشرة ليلاً في مناطق أخرى.
مع ذلك، فإنه وللمباني التي سيُسمح لها بالاستمرار في الإضاءة، فسوف توفر الوثيقة فقط إرشادات تتضمن التحكم في وهج الإضاءة الخارجية وتقليل تسرب الضوء من خلال النوافذ وتدريب الموظفين على كيفية تشغيل أنظمة الإضاءة.
وقال رئيس لجنة التخطيط والنقل في بلدية لندن، شرافان جوشي: “تعد المدينة مكاناً فريداً حيث تتناغم فيه على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع المناطق التجارية ومراكز النقل المزدحمة مع المباني التاريخية والأحياء السكنية”، وأشار إلى أن الاستراتيجية الجديدة تهدف إلى ضمان مقاربة ذكية وحساسة للإضاءة والتي تضمن أن المدينة آمنة ويمكن الوصول إليها، مع حماية طابعها التاريخي وراحة المقيمين فيها”.
يمكن أن تساعد هذه الأنظمة في الحد من تأثير التلوث الضوئي على سكان لندن، حيث أظهرت الدراسات أن التلوث الضوئي يؤثر سلباً على إيقاع الساعة البيولوجية لدى الإنسان، كما أنه يرتبط بالاكتئاب ومشاكل الوزن وحتى السرطان، ويؤثر على الحياة البرية وعالم الحشرات.