وجدت دراسة استقصائية لمنتجي التلفزيون أجرتها “باكت”، الجمعية التجارية التي تمثل شركات الإنتاج التلفزيوني والسينمائي في بريطانيا، أن من الميزانية المخصصة لإنتاج المملكة المتحدة في عام 2016 والتي تبلغ ملياري جنيه استرليني، أنفق خارج لندن 32 في المئة منها فقط لا غير. علاوة على ذلك، 35 في المئة فقط من الوظائف بدوام كامل في هذا القطاع موجودة خارج لندن.
تعد منطقة ميدلاندز والشمال الشرقي من المناطق التي تلقى أسوأ خدمة في مجال التلفزيون. ولم يبلغ الإنفاق العام الماضي في يوركشاير سوى 32 في المئة، في مقابل 1 في المئة في ميدلاندز، ولا شيء على الإطلاق في الشمال الشرقي.
قال جون ماكفاي، الرئيس التنفيذي لجمعية “باكت”، إن القطاع كان بحاجة إلى أداء أفضل، لكنه قاوم المطالبة بإبعاد القناة الرابعة عن لندن. واعتبر أن الإنتاج التلفزيوني خارج لندن “دُمّر” بإغلاق الامتيازات الإقليمية لـ ITV، مثل غرناطة ويوركشاير وكارلتون. وأشار إلى أن القناة الرابعة ستضطر إلى إنفاق المزيد من المال على برامج التكليف خارج لندن – التي قد تصل إلى 50 في المئة من ميزانيتها – بدلًا من الانتقال.
تابع: “استطيع أن أفهم لماذا تريد الحكومة أن تنتفع من فوائد أحد القطاعات الاكثر نجاحًا في انحاء المملكة المتحدة”. لكن القناة الرابعة ينبغي أن تلتزم الشروط والمتطلبات نفسها التي تلتزمها بي بي سي بشأن الإنفاق في المملكة المتحدة، بدلًا من رفع مقرّها ونقله إلى مدينة ما، بحيث تستفيد مدينة واحدة من ذلك، ولا تحظى المدن الأخرى بأي منفعة.
أضاف: “الخطر في نقلها إلى برمنغهام هو أن الجميع سيقضي وقته في القطار، وأعتقد أن هذا لن ينجح”.
تعهد المحافظون فى بيانهم الرسمي للانتخابات الأخيرة بأنهم سينقلون مقر القناة الرابعة خارج لندن، مفكّرين في أن برمنغهام هي المكان المفضل. ومنذ الانتخابات التي أدّت إلى فقدان المحافظين الأغلبية، قامت مشاورة حكومية حول تأثير نقل القناة الرابعة خارج لندن باجتذاب ما لا يقل عن اثني عشر تقريرًا من السلطات المحلية إعرابًا عن اهتمامها باستضافة مقر جديد للمنظمة. برمنغهام وليفربول وشيفيلد من بين المدن التي أعلمت الحكومة أنها تريد أن تكون المقرّ الجديد للقناة الرابعة.
مع ذلك، دافعت القناة عن إنفاقها خارج لندن. وقال متحدث باسمها إن القناة الرابعة تسهم مساهمة كبيرة في الاقتصادات الإقليمية، حيث تستثمر أكثر من 40 في المئة من ميزانية برامج التكليف الخاصة بها في إنتاجات الدول والمناطق، أي ما يمثل 55 في المئة من الساعات، وكلاهما يتجاوز متطلبات أوفكوم.
وصرّح أنّهم يريدون فعل أكثر من ذلك، وسيناقشون مع الحكومة مقترحات مبتكرة وهادفة ومستدامة من شأنها أن تمكّنهم من تقديم المزيد من الدعم للكمية الهائلة من المواهب الإبداعية في جميع أنحاء بريطانيا.
يبين تقرير باكت أن الإنتاج التلفزيوني في المملكة المتحدة يتمتع بصحة قوية بعد سلسلة من النجاحات الدولية مثل مسلسلات كراون وداونتون ابي وشيرلوك.
وانخفضت الإيرادات الإجمالية للقطاع – والتي تشمل النقد من برامج تكليف هيئات البث وبيع الحقوق – مع تراجع بنسبة 3 في المئة على أساس سنوي لتصل إلى 2.5 مليار جنيه استرليني. وشمل ذلك انخفاضًا بنسبة 3 في المئة في إنفاق التكليف، ليصل إلى 1.5 مليار جنيه استرليني، وهذا أدنى مستوى منذ عام 2011.
مع ذلك، عزز هذا القطاع نمو خدمات البث العالمية مثل نيتفليكس وأمازون. وارتفعت الإيرادات من اللجان الدولية بنسبة 5 في المئة لتصل إلى 468 مليون جنيه استرليني، بعد أن اشترت نيتفليكس مسلسلات رئيسة، مثل كراون الذي يتناول حياة الملكة.
وقالت وزارة الثقافة والإعلام والرياضة إن الحكومة ترغب في نظام بث يوفر للبلد ككل نموًا يحفّز الصناعات الإبداعية ويخدم الجماهير في جميع أنحاء المملكة المتحدة. واضافت أن الحكومة تعتقد أن القناة الرابعة، كهيئة بث عامة مملوكة من القطاع العام، لها دور رئيس فى تحقيق ذلك، وأن الحكومة تشاورت حول كيفية نقل القناة الرابعة موظفيها وزيادة التكاليف خارج لندن.