حافظت جامعة أكسفورد على لقبها كأفضل جامعة في العالم للعام التاسع على التوالي، مسجلة رقماً قياسياً جديداً، وفقاً لتصنيف تايمز للتعليم العالي (THE) العالمي للجامعات لعام 2025.
وتلتها جامعة ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) وجامعة هارفارد، بينما حققت جامعة برينستون قفزة ملحوظة، حيث انتقلت من المركز السادس إلى الرابع، أما جامعة كامبريدج، فقد حافظت على مركزها الخامس دون تغيير عن العام الماضي، في حين شهدت جامعة ستانفورد تراجعاً من المركز الثاني إلى السادس.
وتواصل المؤسسات التعليمية من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، الهيمنة على المراكز العشرة الأولى في هذا التصنيف، حيث تتقاسم هذه الجامعات المراتب الرفيعة.
وفي هذا الصدد، عبرت البروفيسورة إيرين تريسي، نائبة رئيس جامعة أكسفورد، عن سعادتها الكبيرة بإنجاز الجامعة في الحفاظ على صدارتها في تصنيف تايمز للتعليم العالي للجامعات العالمية للعام التاسع على التوالي، ووصفت هذا الإنجاز بأنه شهادة على تفاني الأكاديميين والباحثين والموظفين الموهوبين في الجامعة، الذين يقدمون معايير استثنائية في التدريس والتعلم ويجرون أبحاثاً ذات تأثير عالمي.
وأضافت تريسي أن الفضل يعود أيضاً إلى زملائها في أكسفورد، الذين يستمرون في إلهام الأجيال الجديدة وتحفيز الخيال، مع مواجهة بعض من أعظم التحديات التي تواجه كوكب الأرض.
اقرأ أيضاً: تعرف على شارع أوكسفورد.. قلب لندن السياحي
من جانبه، أكد فيل باتي، كبير مسؤولي الشؤون العالمية في منظمة تايمز للتعليم العالي، أن تصنيفات تايمز للتعليم العالي العالمية تقيّم أداء الجامعات الرائدة في مجال الأبحاث المكثفة، لافتاً إلى أن الطبيعة العالمية المميزة لعمل جامعة أكسفورد هي ما ساعدها في الحفاظ على المركز الأول لمدة تسع سنوات متتالية.
وأوضح باتي أن جامعة أكسفورد تتفوق في مجموعة واسعة من مؤشرات الأداء، التي تشمل التدريس والبحث والتعاون مع الصناعة، ومع ذلك، تبرز الجامعة بشكل خاص في قدرتها على تعزيز التعاون البحثي الدولي واستقطاب المواهب العالمية، ما يجعلها منارة لبريطانيا على الساحة العالمية.
وتُعد عملية تصنيف التايمز العالمي عملية بحث دقيقة، إذ تُقيم أكثر من 2800 جامعة مرموقة على مستوى العالم، يستند هذا التصنيف إلى مسح أكاديمي شامل يستند إلى أكثر من 90 ألف استجابة من أنحاء العالم المختلفة، إضافة إلى تحليل أكثر من 150 مليون استشهاد يتعلق بما يزيد عن 18 مليون ورقة بحثية.
تعتمد هذه العملية على 18 مقياساً محدداً، تغطي المهام الأساسية كافة التي تقوم بها الجامعات العالمية التي تركز على البحث، وتُدمج هذه المقاييس في خمسة ركائز رئيسية، تشمل بيئة البحث، التي تأخذ في الاعتبار بيانات الدخل والسمعة، إضافة إلى التميز البحثي، وبيئة التدريس، والتوقعات الدولية مثل التعاون البحثي، كما تُعد الصناعة جزءًا مهماً من التصنيف، إذ تتعلق بدخل الصناعة واستشهادات براءات الاختراع.
اقرأ أيضاً: أرخص الجامعات في المملكة المتحدة 2024 للطلاب الدوليين بأسعار معقولة
وتتميز جامعة أكسفورد بقوة استثنائية في جميع الركائز المعتمدة في تصنيف التايمز العالمي، حيث تبرز بشكل خاص بفضل آفاقها الدولية وارتفاع عدد استشهاداتها بالبراءات، يعد هذا المقياس الإضافي جزءاً من تقييم أداء الصناعة الذي يعزز مكانتها في التصنيف.
يشار إلى أن تصنيفات عام 2025، شهدت أيضاً تحولاً في المشهد العالمي، مع تراجع العديد من الجامعات الأوروبية في التصنيف بينما واصلت المؤسسات الآسيوية تحسين مواقعها العالمية.
وشهدت نسخة 2025 إنجازات لافتة للنظر، ففي الشرق الأوسط، دخلت المملكة العربية السعودية لأول مرة قائمة أفضل 200 جامعة على مستوى العالم، إذ احتلت جامعة الملك فهد للبترول والمعادن المركز 176، وارتفعت جامعات سعودية أخرى في التصنيف.
جدير بالذكر أن جامعة أكسفورد التي تأسست عام 1096، إحدى أشهر الجامعات في العالم، وتقع في مدينة أكسفورد بإنجلترا، ولها تاريخ عريق، إذ تعد من أقدم الجامعات في العالم الغربي المتحدث باللغة الإنجليزية، كما صُنِّفت حسب مؤشر Time كأفضل جامعة في العالم بأسره، وذلك لـ 7 أعوام متتالية منذ سنة 2016م.
تقدم الجامعة نحو 250 دورة دراسية متنوعة، ويتمتع أعضاء هيئة التدريس فيها بسمعة عالمية، إذ ينتمي عدد كبير منهم إلى جمعيات مرموقة مثل الجمعية الملكية.
ويعد خريجو أكسفورد موضع طلب من قبل الشركات العالمية، حيث يُثمنون لمهاراتهم في التواصل والقيادة وحل المشكلات، الأغلبية منهم يتابعون مسيرتهم المهنية أو الدراسات العليا، بينما يستغل 8٪ من الخريجين وقتهم في السفر أو نشاطات أخرى.
ختاماً، تعد جامعة أكسفورد رمزاً للتميز الأكاديمي من كل النواحي، ما يجعلنا لا نستغرب حفاظها على مكانتها العالمية عاماً بعد عام، فهي تجسد الإبداع والعراقة في آنِ معاً، وتظل منارةً ملهمة للأجيال المتلاحقة.
اقرأ أيضاً: لأول مرة، هذه الجامعة الأفضل في المملكة المتحدة