أصبح خبر رحيل الطاغية السوري عن الحكم في سوريا الخبر الأول على جميع منصات الإعلام الاجتماعية والرسمية، ومدينة جلاسكو تحتفل بانتهاء حكم الأسرة المستبدة، والذي استمر لخمسين عاماً خلت كاحتفالات سائر المدن في المغترب والتي تضم سوريين مغتربين، نالهم الظلم من النظام المجرم، وخرجوا من بيوتهم ليحتفلوا بالخلاص.
جلاسكو تحتفل في هذا التوقيت وهي مدينة اسكتلندية، أرادت توثيق تاريخ الثامن من ديسمبر، ليكون نهاية عام استثنائي، فمن المعتاد أن تكون نهاية الأعوام مخصصة للاحتفالات والعائلة في أجواء هادئة، ولكنها هذا العام حملت حدثت ضخماً، دفع آلاف السوريين في جلاسكو للخروج والتعبير عن فرحهم، لا سيما أن الثورة السورية المنتصرة دخلت عامها الرابع عشر.
وضم شارع “بوكانين” (Buchanan Street) في جلاسكو السوريين المحتفلين، الذين رددوا أهازيج الثورة والنصر في أجواء من الفرح الغامر، ويرى السوريون أن جلاسكو تحتفل اليوم بالعيد الوطني السوري، وأن الثورة المنتصرة تمثل جميع السوريين، الذين ضحوا وقدموا بكافة انتماءاتهم وطوائفهم، مطلقين هتافات التوحيد والوعد بمستقبل مشرق لسوريا.
ومن بين المشاركين في الاحتفالات، مجموعة كبيرة من الشبان والأطفال والفتيات، إلى جانب عائلات بأكملها، والجميع تحدث لوسائل الإعلام الحاضرة، أنّ هذه لحظة تاريخية، تكرس وعي الآباء والأبناء للوطن السوري، مؤكدين على ضرورة تحملهم مسؤولية بناء البلاد مع الحفاظ على قيم الحرية التي تكرس مستقبلاً واعداً لسوريا.
وشهدت احتفالات جلاسكو دعوات لنبذ الطائفية، وتوحيد أبناء المجتمع السوري بأطيافه كافة، تحت مظلة العدل والمساواة، معبرين عن فرحهم بعودة سوريا إلى حضن أبنائها، وأنّ القادم ما هو إلا عهد جديد أساسه الأمان والاستقرار والرخاء.
لكن لم تخلو المظاهرات من مطالبات حازمة، بضرورة محاسبة من تلطخت أيديهم بدماء السوريين، وأولئك الذين تسببوا بتهجير الملايين منهم، أو المجرمين الذين تورطوا باستخدام السلاح الكيميائي في الغوطة الشرقية وإدلب، وصحيح أن جلاسكو تحتفل بنصر السوريين، لكنها لم تنسى المطالبة بمحاكمة الأسد على جرائمه بحق الشعب السوري، سواء لناحية القتل أم الفساد.
ومن بين المشاهد التي ستحفر في ذاكرة الأجيال الحاضرة لهذا الاحتفال، تقديم أحد الناجين من سجن صيدنايا الإجرامي لشهادته، بعد أن اعتقل فيه لأكثر من 5 سنوات، وقال إنّ هذا النصر هو بفضل الله وتضحيات الأحرار، آملاً أن يسود الأمان والعدالة في بلده سوريا.
وشدد المشاركون أن جلاسكو تحتفل بخلاص سوريا اليوم لكنهم أكدوا أن بلادهم ستشهد في الأيام القادمة تأسيس نظام سياسي، يحترم التعددية ويشكل دولة ديمقراطية تضم أبناء سوريا كافة بعيداً عن حالة القمع التي كانت تسود البلاد.
وفي سياق منفصل شهدت العاصمة البريطانية لندن تحركات غاضبة، في مظاهرات قادها تجمع من الكوادر الصحية متعددة الجنسيات، تحت شعار الكوادر الصحية من أجل فلسطين في شارع “بيلفيدير” (Belvedere Road)، وطالب المتظاهرون بوقف فوري للإبادة الجماعية المستمرة في قطاع غزة المحاصر، وإنقاذ حقوق المدنيين، والاستجابة للمواثيق الدولية في رعاية حقوق الإنسان.
لاسيما أنّ الوضع في فطاع غزة أصبح كارثياً، بفعل القصف اليومي والحصار الجائر، إلى جانب حرمان الآلاف من الخدمات الطبية، والمرافق الصحية، ما ينبئ بكارثة إنسانية.
وكان من بين المتحدثين في المظاهرة، الدكتور جيمس سميث، وهو أخصائي إنساني وأخصائي صحة عامة في مناطق النزاع، والدكتورة فيكتوريا روز وهي استشارية في طب الطوارئ، والدكتور أحمد مخللاتي وهو طبيب جراح وصاحب تجربة سابقة في قطاع غزة، والمسؤول القانوني في المركز الدولي للعدالة من أجل فلسطين زكي طراف، والدكتور محمد صيام المتخصص بالسياسات الصحية العامة، والدكتورة مهيم قريشي المتخصصة بطب الأطفال.
وتحدث المشاركون في الحدث، عن قصف المستشفيات، وحجب الرعاية الصحية المتعمد عن المرضى، مؤكدين على تضامنهم مع زملائهم في غزة، مطالبين بفتح ممرات آمنة من أجل تقديم الرعاية الصحية لأبناء القطاع المحاصر.
ودعا التجمع إلى محاسبة المسؤولين عن الوضع الحالي في القطاع، والتحرك الفوري لإنقاذ أرواح المدنيين، وبهذا تعمل الكوادر الصحية الدولية على رفع صوتها عالياً في مواجهة الظلم، علها تلقى آذاناً صاغية، وتضع حداً لمعاناة شعب أعزل، تعرض للتدمير والتهجير والقتل على مدار حياته، والعدوان الحالي هو مستمر منذ السابع من أكتوبر 2023.