جون همنغواي.. رحيل آخر رجال "معركة بريطانيا" | أرابيسك لندن
تابعونا على:

أخبار لندن

جون همنغواي.. رحيل آخر رجال معركة بريطانيا!

نشر

في

188 مشاهدة

جون همنغواي.. رحيل آخر رجال معركة بريطانيا!

عن عمر ناهز 105 أعوام، توفي جون همنغواي John Hemingway، آخر طيار ناجٍ من معركة بريطانيا الكُبرى التي جرت خلال الحرب العالمية الثانية.

وفي بيان لها، أعلنت القوات الجوية الملكية البريطانية أن الطيار همنغواي “توفي بسلام”، وهو من “قلّة” الجنود الذين قاوموا الهجوم الألماني على المملكة المتحدة خلال الحرب العالمية.

الطيار الشاب

انضم همنغواي، المنحدر من مدينة دبلن في أيرلندا الشمالية، إلى سلاح الجو الملكي البريطاني في سن المراهقة قبل الحرب العالمية الثانية، ثم أصبح في سن الحادية والعشرين طياراً مقاتلاً وخاض في العام نفسه معركة بريطانيا الشهيرة.

وتُعتبر معركة بريطانيا إحدى جولات الحرب بين المملكة المتحدة والقوات الجوية الألمانية، واستمرت ثلاثة أشهر كاملة، دافع فيها أفراد سلاح الجو الملكي البريطاني عن سماء البلاد ضد الهجوم الجوي الألماني واسع النطاق.

وأشاد رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمرKeir Starmer بالطيار المتوفي، وقال: “إن شجاعة همنغواي وشجاعة جميع طياري سلاح الجو الملكي البريطاني ساعدت في إنهاء الحرب العالمية الثانية وضمان حرية بريطانيا”.

كما أشاد أمير ويلز ويليام – William بالطيار البريطاني قائلاً: “نحن مدينون كثيراً لجون وجيله من أجل حريتنا اليوم، فشجاعتهم وتضحياتهم ستظل محفورة في الأذهان دائماً”.

ووصفت نائبة الوزير الأول في أيرلندا الشمالية، إيما ليتل-بينجلي – Emma Little-Bingley، همنغواي بأنه “بطلٌ بامتياز” وتضحياته مذهلة للغاية.

مسيرة حافلة

خلال معركة بريطانيا، أسقط سرب الطيارين البريطانيين نحو 90 طائرة معادية، خلال فترة 11 يوماً في أيار 1940، وتعرّض جون همنغواي – John Hemingway لخطر الموت في أكثر من مكان خلال الحرب العالمية الثانية، حيث تم إسقاط طائرته المقاتلة من طراز هوريكان ذات المقعد الواحد أربع مرات؛ لكنه نجى بأعجوبة في كل مرة بعد نجاحه في الهبوط بمظلته ضمن مناطق آمنة، ليعود مجدداً إلى المعركة من أجل الدفاع عن بلاده.

وفي العام 2019 عثرت السلطات البريطانية على حطام طائرة همنغواي من نوع هوريكان، لكن الغريب كان وجود عمود التحكم وزر المدفع في وضع “الإطلاق”.

عام 1941، تم منح الطيار البريطاني وسام صليب الطيران المتميز، وهو وسام يُمنح لأفراد سلاح الجو الملكي البريطاني تقديراً لشجاعتهم وإخلاصهم أثناء الطيران في العمليات القتالية.

وفي حديثه مع قناة “بي بي سي – BBC أيرلندا الشمالية” عام 2023، قال همنغواي إنه لم يتطلع أبداً إلى الشهرة لكونه جزءاً من “الطيارين القلّة” الذين دافعوا عن بريطانيا في الحرب العالمية الثانية.

لكن الطيار البريطاني كان نادماً على شيءٍ واحد، وهو فقدان الأصدقاء، وخاصةً ريتشارد ديكي لي في آب 1940، والذي كان أكثر الأصدقاء المقرّبين لهمنغواي.

حياته العائلية

بعد الحرب العالمية الثانية، تزوّج جون من السيدة بريدجيت وانتقل معها للعيش في كندا بحثاً عن الراحة والهدوء، وأنجبا 3 أبناء، ولدان وفتاة.

بقي جون مع بريدجيت حتى وفاتها في كندا عام 1998، قبل أن يعود إلى مسقط رأسه في دبلن عام 2012.

أمضى همنغواي بقية حياته في دار الرعاية بمدينة دبلن الأيرلندية، وهو يعيش على ذكريات حافلة بالعطاء سيخّلدها التاريخ البريطاني.

وقال ابنه برايان: “لم يكن والدي مهتماً بالماضي بشكل خاص. ومثل الكثيرين من جيله، لا يشعر بأنه قد فعل شيئاً مميزاً، لكنه أحب فكرة أنه كان آخر أيرلندي قاتل في المعركة”.

نهاية القلّة

أكد سلاح الجو الملكي البريطاني في بيان له أن رحيل جون همنغواي – John Hemingway يُمثل “نهاية حقبة خالدة في تاريخ بريطانيا، وتذكيراً مؤثراً بالتضحيات التي قدّمها أولئك الذين ناضلوا من أجل الحرية خلال الحرب العالمية الثانية”.

وأضاف البيان: “لطالما كانت عينا السيد همنغواي تلمعان، وهو يتذكر الأوقات الممتعة مع زملائه في فرنسا ولندن”.

بدوره قال رئيس أركان سلاح الجو الملكي البريطاني، ريتش نايتون – Rich Knighton، إنه أمضى وقتاً مع همنغواي في مسقط رأسه دبلن في وقت سابق من هذا العام، حيث كان شخصية رائعة، تُجسّد قصة حياته كل ما كان وما زال عظيماً في سلاح الجو الملكي البريطاني “.

اقرأ أيضاً: ستارمر: سندعم أوكرانيا مهما طالت الحرب

اقرأ أيضاً: غزة تلهب شوارع لندن ومنصاتها الإعلامية بعد القصف الإسرائيلي عليها

اقرأ أيضاً: الذبح الحلال وإعادة تصعيد خطاب العنصرية ضد المسلمين

X