جين ديكسون.. تنبؤاتها الخارقة طالت غاندي والأخوين كينيدي والسادات ومارلين مونرو
تابعونا على:

مدونات

جين ديكسون.. تنبؤاتها الخارقة طالت غاندي والأخوين كينيدي والسادات ومارلين مونرو

نشر

في

2 مشاهدة

جين ديكسون.. تنبؤاتها الخارقة طالت غاندي والأخوين كينيدي والسادات ومارلين مونرو

كتب: محسن حسن

يحفل التاريخ البشري بالعديد من المتنبئين للأحداث المستقبلية، والذين ظهروا في فترات متفاوتة ومتباعدة وربما متقاربة أيضاً ليثيروا بتنبؤاتهم العديد من التساؤلات المحيرة بشأن قدرتهم على تحديد مصائر مستقبلية تخص شخصيات مهمة في عالمنا وبشكل دقيق، وعلى مر العصور كثيرون هم من ادعوا ويدَّعون أنهم وكما يقال(مكشوف عنهم الحجاب)، وهو أمر لا يقتصر فقط على المجتمعات الإسلامية أو حتى الشرقية، ولكنه معروف أيضاً في العالم الغربي؛ حيث يؤمن الكثيرون بأن هناك من يستطيع التنبؤ بأحداث المستقبل، وهو ما كان سبباً في جماهيرية وشهرة بعض أصحاب التنبؤات على مستوى العالم، ومن أشهر هؤلاء تلك السيدة الأمريكية التي ارتبط اسمها بالعديد من التوقعات والأحداث الخاصة في حياة المشاهير، وخاصة رجال السياسة، حتى أنها حققت شهرة كبيرة في التاريخ الحديث والمعاصر، بسبب الدقة الغريبة والمدهشة في الكثير من تلك التوقعات.. إنها العرافة الأمريكية (ليديا إيما بينكرت) أو( جين ديكسون) التي لقبوها بــ(أشهر عرافات القرن العشرين) والتي قيل إن قدرتها على المعرفة والإدراك تصل إلى 97% في حين تتراوح قدرات الإنسان العادي ما بين 7:3% فقط، ورغم وفاتها بالسكتة القلبية منذ سنوات عديدة مضت وتحديداً في العام 1997، بـــ(مستشفى سيبلي التذكاري Sibley Memorial Hospital في العاصمة الأمريكية واشنطن، في سن التاسعة والسبعين، إلا أن أوراقها ومذكراتها وخاصة الواردة في كتابها( حياتي وتنبؤاتي)، لا تزال تكشف العديد من الأسرار المثيرة والغريبة التي هزت العالم، والتي تضع هذه السيدة على رأس قائمة أشهر من اتصفوا بهذه القدرات الخاصة على مر التاريخ.

نشأة متقلبة

من واقع سيرتها الذاتية، وبالنظر في التاريخ العائلي للعرافة الأمريكية الشهيرة، نجد أن(جين بينكرت) تنتمي لأصول ألمانية؛ فقد هاجرت عائلتها إلى الولايات المتحدة الأمريكية، ومنذ ولادتها في العام 1904، وتحديداً في ولاية(ويسكونسن) بمنطقة(ميدفورد)، عاشت حياة قاسية محاطة بالعديد من المخاطر الكونية والأسرية؛ فعلى الرغم من نشأتها وترعرعها في كاليفورنيا، في ظل أسرة ميسورة الحال، وتحت رعاية والدها الذي كان أحد رجال الأعمال الكبار في مجال صناعة الأخشاب، إلا أنها عندما أصبحت في سن الزواج، مرت حياتها بمنعطفات قاسية على مستوى الظروف الكونية من جهة، وعلى مستوى الحياة الزوجية من جهة ثانية؛ فعلى المستوى الكوني كان العالم يعاني ويلات الحروب، وذكرياتها المؤلمة وصورها المفزعة والمخيفة، وعلى المستوى الأسري، عانت(ديكسون) من ذلك الحصار الديني الذي فرضه عليها والداها، نظراً لرغبتهما الملحة في إعدادها كخادمة للكنيسة، ولم تتوقف معاناتها عند حدود عائلتها، بل امتدت هذه المعاناة إلى حياتها الزوجية مع زوجها الأول(زويركير تشارلز) والذي ضيَّق عليها الخناق في شتى جوانب حياتها، لتنتهي تجربة زواجها الأول بالطلاق، ولتبدأ حياة جديدة مع رجل الأعمال(جيمس ديكسون) عام 1939، والذي أتاح لها حرية الانطلاق واستغلال قدراتها الروحية والإنسانية، وهو ما أعطاها فرصة الخلوة مع عالم الفلك، بل إنها ساهمت مع زوجها في أعماله الخاصة مستغلة تلك القدرات في إقامة علاقات تجارية مع الجميع؛ فعملت معه كمساعدة في شركته(Realtors Company)، وكان لشخصيتها المثيرة في التوقع واستشراف المستقبليات والأحداث، الأثر الكبير في اكتساب هذه الشركة عملاء متميزين، إلى جانب اشتهارها هي شخصياً بين الجميع بقدراتها المدهشة، لتشتهر بعد ذلك بكونها عرافة متميزة وذات ثقل كبير في عالم التنبؤ والتوقع للمستقبل.

كريستالة للمستقبل

وبالعودة إلى الوراء قليلاً، نجد أن طفولة هذه العرافة المدهشة، لم تكن تخلو من إثارة البدايات والإشارات التي كانت تنبئ بأن تلك الطفلة لن تكون إنسانة عادية؛ فذات يوم كانت تقف مع والدتها أمام إحدى الغجريات في سوق خيري، وفجأة أمسكت الغجرية بيدها، وأخذت تحدق في وجهها ثم تعاود النظر في يديها بانبهار شديد، لتخبر والدتها قائلة:”يا سيدتي إن طفلتك تحمل في يدها اليمنى علامة غائرة على شكل هلال، وفي اليد الأخرى نجمة داود” ثم استطردت قائلة:”إن هذه العلامات تعني أنها طفلة غير عادية، وسيكون لها شأن عظيم في المستقبل”، ثم أسرعت الغجرية لسيارتها وأحضرت كريستالة بللورية ووضعتها في يد جين وسألتها عما تراه فيها، فأخبرتها جين أنها ترى في هذه الكريستالة الكروية شاطئاً رملياً بعيداً وقد تناثرت عليه قطع صخرية وأمواج وطيور بحرية، تأثرت الغجرية بالأمر وبكت، وكأنها تأكدت من أنها طفلة استثنائية سوف يكون لها شأن كبير في عالم التنبؤ بالمستقبليات وقراءة الأحداث الغائبة عن عيون الآخرين من الناس، وهو ما دفع الغجرية لأن تهدي تلك الكريستالة إلى جين وهي تقول لها:”خذيها فهي في يديك ستكون أكثر نفعاً”، ويبدو أنه كان من الطبيعي أن تعيش تلك الفتاة الصغيرة، طفولة مختلفة عن أقرانها؛ فقد كانت تنصرف عن اللهو معهم وتتسرب إلى مجالس الكبار من ضيوف والديها وتتحدث معهم بشكل يكشف قدراتها الخارقة في استكشاف بعض تفاصيل حياة هؤلاء الضيوف، وطبعاً كانت لعبتها الأساسية ووسيلتها الاستكشافية هي تلك الكرة البللورية التي احتفظت بها لسنوات، قبل أن يتم سرقتها من بيتها في واشنطن.

وفي الحقيقة إن اهتمام(جين ديكسون) بالمستقبل بدأ مبكراً جداً، وتحديداً منذ أن كان عمرها 9 سنوات، حينما كانت تعيش في واشنطن، وعندما كبرت، استمر تعلقها بعالم الغيب المثير، فاتخذت لنفسها طريق الصحافة والكتابة لتعبِّر من خلالهما عن طبيعة ما تملكه من خبرات ومعلومات وقدرات خاصة في عالم الفلك، ولتعمل على إيصال تلك المعارف للقاريء العادي من خلال تبسيط العرض والتعبير، فكتبت عموداً صحفياً أسبوعياً، كان موضوعه(علوم التنجيم المشتركة)، واتخذت من(برج الجدي) رمزاً عاماً لأبراجها وتحليلاتها الفلكية.

جين ديكسون.. تنبؤاتها الخارقة طالت غاندي والأخوين كينيدي والسادات ومارلين مونرو

كتاب جين ديكسون حياتي وتنبؤاتي

ونشرت وطبعت 7 كتب منها كتاب عن سيرتها الذاتية تحت عنوان(حياتي والنبوءات My Life and Prophecies)، وكتاب عن الأبراج الخاصة بالكلاب(Horoscopes for dogs) وكتاب عن القطط كذلك(Do Cats Have Esp?)، إلى جانب كتابها(The Call to Glory) أو (نداء المجد) الذي تتحدث فيه عن مصير العالم بين الارتباط بالخالق أو عدم الارتباط به، كما كتبت عن ظواهر نفسية عديدة، وأثبتت من خلال ذلك أن ما تملكه من تنبؤات ليس من قبيل الخيال أو الدجل، وإنما من قبيل المعارف المبنية على أصول فلكية ودينية في نفس الوقت؛ حيث كانت (جين)  كاثوليكية متدينة، تستند نبوءاتها ــ وفق ما ورد في مذكراتها ــ إلى صلوات ورؤى كاشفة، ومن ثم فقد حققت مصداقية كبيرة، وشيئاً فشيئاً كبر عالمها، وكبر معه حسها المرهف، وقدراتها الخارقة على استكشاف غرائب الأشياء وبعض ملامح المستقبل، خاصة ما يتعلق منها بحوادث القتل والاغتيالات السياسية التي هددت أشهر الزعماء في العالم، ومنهم على سبيل المثال(مارتن لوثر كينج) زعيم الزنوج الأمريكان، والذي حذرت(ديكسون) من احتمالية قتلة، بل قالت على وجه الدقة، إنه سيموت بطلق ناري في رقبته، وهو ما حدث بالفعل!!

رؤيا آل كينيدي

ومن غرائب توقعات(جين) المدهشة، أنه في عام 1952، وقبل أن يصبح(جون كينيدي) رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية بأكثر من 10 سنوات، تنبأت ديكسون، وكانت وقتها في بداية الثلاثينيات من عمرها، باغتياله، وذلك على إثر رؤية رأتها في منامها، وهو ما اتضح بالتفصيل لاحقاً بعد سنوات، وتحديداً عام 1956، عندما صرحت لمجلة(Parade magazine) بتوقعاتها بوفاة واغتيال(رئيس ديمقراطي، يتم انتخابه عام 1960، طويل وصغير، ذو شعر بني كثيف وعيون زرقاء)، ومن الغريب، أنه عندما تولى كيندى الرئاسة كأصغر رئيس أمريكي، بدأت ملامح الانزعاج على(ديكسون) لإحساسها بالقلق على حياته، حتى أنها في عام 1963 حاولت مراراً وتكراراً، الوصول إليه لتحذيره مما تستشعره من خطر عليه من واقع تنبؤاتها، وأرسلت عدة نداءات ورسائل إلى مكتبه قبل اغتياله تحذره من بعض السياسات ومن زيارة(دالاس) بالذات التي رأتها شديدة الخطورة على حياته، وهو ما لم يعبأ به أحد، بينما تحققت نبوءتها!!؛ففي الثاني والعشرين من نوفمبر من العام ذاته، وكان يوم جمعة، أخبرت ديكسون صديقتها “أنه سيحدث اليوم” وبالفعل كان خبر مقتل كينيدي ملء السمع والبصر في مساء ذلك اليوم.

جين ديكسون.. تنبؤاتها الخارقة طالت غاندي والأخوين كينيدي والسادات ومارلين مونرو

جون كينيدي

وحينما سألوها عن مدى احتمالات تولى(روبرت كينيدي) الرئاسة بعد شقيقه(جون) – وكان ذلك في فندق (امباسادور) – بأمريكا – قالت:” لا، لا يمكن أن يصبح روبرت الرئيس الأمريكي الجديد بسبب الأحداث التراجيدية التى سيشهدها هذا المكان” تقصد الفندق، وبالفعل خلال أسبوع واحد، تعرض(روبرت) للقتل بالرصاص في هذ المكان، وكانت(ديكسون) قد رأت في منامها(يعقوب النبي) يعانق(جوزيف كينيدي) الأب، مواسياً إياه في صمت، وتكررت الرؤيا، ما دفعها لإبلاغ (روبرت) بما أدركته في المنام من أن جوزيف سيفقد ابناً آخر وهو روبرت!! ولم يهتم أحد أيضاً بما قالته، رغم أنها حددت موعد قتله في شهر يونيو، بل ذهبت لفندق(إمباسادور) في لوس أنجلوس في شهر مايو، وأخبرت الناس هناك أن (روبرت كينيدي) سيُغتال بعد شهر في ذلك الفندق، ليس هذا فحسب، وإنما قامت بتحديد المكان الذي سيسقط منه(روبرت) غارقاً في دمائه بعد إصابته برصاصة قاتلة!! ومنذ ذلك الحين، بلغت شهرتها الآفاق في الولايات المتحدة الأمريكية والعالم، حتى أنها لُقبت بــ (بصيرة واشنطن)، وتم إصدار كتاب(A Gift of Prophecy) أو(هدية نبوءة) لمؤلفه(Ruth Montgomery)عن نبوءات ديكسون، وهو الكتاب الذي حصد ترتيب الأكثر مبيعاً خلال العام 1965.

أبوللو والحزام الأزرق

وإلى جانب ما سبق، فقد تنبأت ديكسون بالعديد من مؤامرات الاغتيال والانتحار والقتل الأخرى في العالم والمنطقة العربية أيضاً؛ فعلى سبيل المثال، حذرت من اغتيال الرئيس المصري الراحل(أنور السادات)، في حين تنبأت بانتحار نجمة الإغراء السينمائي(مارلين مونرو)، كما تنبأت بسقوط(شاه إيران)، وأرسلت رسائل تحذيرية لمن يعنيهم الأمر، ولكن دون جدوى، وكأن القدر أراد أن يؤكد للناس أن معرفة بعض أسرار الغيب أو الزعم بإمكانية كشف بعض ملامحه لبعض أصحاب القدرات الخارقة، لن يمنع المحتوم والمكتوب من المصائر والأحداث، ولكن يبدو أنه كان لكرة الكريستال المهداة إلى جين، والتي أعطتها لها السيدة الغجرية وهي طفلة، دور أساسي في استكشافها لبعض الأمور؛ فلم تقتصر تنبؤاتها على حوادث قتل واغتيال المشاهير.

جين ديكسون.. تنبؤاتها الخارقة طالت غاندي والأخوين كينيدي والسادات ومارلين مونرو

مارلين مونرو

بل كانت لها صولاتها التي وصلت من خلالها إلى عالم الفضاء؛ حيث رأت (ديكسون) في الكرة صورة لرمز وحرف غير مفهومين، ثم ركزت فوجدت أحدهما يحمل حروف كلمة (ميرف) وهي تدور حول الكرة على شكل حزام أزرق، وبعد فترة نجحت جين في فك رموز الحرف أو الرمز الثاني، وبدا لها كما لو كان أشبه بعربة تجارب ضخمة جداً، لها أشعة فضائية فيما يشبه سفينة الفضاء، ما جعلها تشك في أن روسيا تدبر أمراً فضائياً، خاصة أن كلمة(ميرف) كلمة روسية، ما جعلها ترسل تحذيرات لوزارة الدفاع الأمريكية، مؤكدة أنها تستشعر خطراً ما على أمريكا، وكانت المفاجأة، أن إحدى المجلات الشهيرة نشرت تحليلاً عن سلاح روسي جديد يحمل اسم(ميرف) وهو ما أكده(روبرت مكنمارا) وزير الدفاع الأمريكي وقتها. وكان مما تنبأت به(جين) تعرُّض سفينة الفضاء الأمريكية في برنامج(أبوللو) للفضاء لمشكلات قد تُفضي إلى الموت؛ حيث قامت بتحذير زوجة أحد ضباط السفينة قائلة لها:”إن الموت يسكن هذا البرنامج الفضائي؛لأن الرواد الثلاثة سيموتون في آخر يناير من عام 1967 في الكبسولة الفضائية وهم على الأرض بسبب الإهمال” وطلبت من المسؤولين توخي الحذر، ولكن أحداً لم يحرك ساكناً حتى وقعت الكارثة يوم 27 يناير1967 تماماً كما تنبأت بها، وفي نفس التوقيت تقريباً!!

بين الإلهام وادعاء النبوة

ولا شك أن قدرة جين ديكسون الخارقة أهلتها لتكون أشهر عرافة في العالم على مدار سنوات طويلة، وأكسبتها شغفاً وولعاً صادرين من الجميع تجاهها، سواء كانوا مشاهير أو عاديين، رغبة منهم في الاقتراب منها، والحديث معها، لكشف كل ما هو غامض في حياتهم، بينما لسان حالهم جميعاً يتساءل: كيف لهذه السيدة بهذه القدرة الجبارة على دقة التنبؤ ودقة التفاصيل التي تكشفها قبل حدوثها؟! وهو ما أجابت وكشفت عنه جين ضمن أحد مؤلفاتها؛ إذ ذكرت أن معرفتها المجهول من كل تلك التفاصيل وغيرها، يحدث عن طريق عدة وسائل منها المعرفة الروحية، والكشف الداخلي عن الحقيقة كما تأتيها الحقيقة مبكراً عن طريق اللمس؛ فعندما تصافح شخصاً بيدها اليمنى فإنها تلمس بأصبعها قبل الأخير(السبابة) وكأنها ترى المستقبل من خلال هذه اللمسة، وتتطلع بواسطتها للعالم المجهول، كما أنها تستعين بالكرة البللورية في تحليل آراء ومعتقدات وأحوال الآخرين من حولها، كنوع من القدرة على قراءة الأفكار واستشراف المستقبل، ودوماً يبقى للأحلام والرؤى الكاشفة، الدور الأهم، في مساعدتها على استكشاف المجهول؛ حيث كانت الرؤى والأحلام تأتيها وهي على وشك الإفاقة من نوم عميق، لتستيقظ من نومها، وقد غمرها شعور بالسعادة والامتلاء ومعانقة الحياة، وغالباً يحدث ذلك قبل الكشف عن تنبؤاتها بأربعة أيام!! ومن خلال كتبها ومقالاتها كانت(ديكسون) تدَّعى في كثير من الأحيان أنها رسول أو نبي لله، بل إنها شطحت بعيدا، حينما ادَّعت أن نفس الروح التي عملت من خلالها، هي روحا(يوشع) و(يوحنا المعمدان)، بل إنها كانت تدَّعى النبوة، صراحة، وتزعم أنها تتحدث شفاهة مع الله، وأنها مستمدة بقدرات منه.

في بلاط الفن والسياسة

ونتيجة لاشتهار(بينكرت) وذيوع تنبؤاتها بين الناس، أصبحت ضمن الشخصيات المشهود لهم بمكانة متميزة في دهاليز السياسيين والزعماء ونجوم الأحزاب من البرلمانيين وأصحاب النفوذ، ولعل هذا يفسّر تمكّنها من العمل كمستشارة لأغلب رؤساء الولايات المتحدة الأمريكية وعلى رأسهم الرئيس الأمريكي(تيودور روزفلت) و(رونالد ريغان) وهذا الأخير كانت(ديكسون) تتمتع بعلاقات اجتماعية وطيدة مع زوجته(نانسي ريغان).

جين ديكسون.. تنبؤاتها الخارقة طالت غاندي والأخوين كينيدي والسادات ومارلين مونرو

رونالد ريجان

ومن ثم، كان لهذه العرافة المثيرة، تأثير كبير على مجريات السياسة الأمريكية في تلك الفترة، وهو ما أثار دهشة الكثيرين، خاصة في ظل ما عُرف عن(ريجان ونانسي) بخصوص ولعهما وشغفهما الكبير بعالم التنبؤات والأبراج الفلكية، وذلك إلى الدرجة التي كانت فيها(جين) تؤثر في مجريات وملامح الجدول الزمني الرئاسي، والحقيقة أن هذا يعود لرصيد كبير لديكسون في نفس ريغان وزجته؛ فقد كان تنبؤ ديكسون لريغان بالفوز بمنصب الرئاسة، يعود لفترة ماضية كان فيها فقط حاكما لولاية كاليفونيا.

وبالإضافة إلى هذه المكانة السياسية، كان لهذه السيدة مكانتها المشابهة بين نجوم الفن والسينما وبيوتات العالم المتقدم، وربما هذا جعلها أقرب إلى المزاوجة بين معارفها الفلكية وتنبؤاتها الخاصة من جهة، ومعارفها وخبراتها التي تستقيها نتيجة انخراطها في مجتمعات من تتنبأ لهم، من جهة أخرى، وربما هذا ساعدها كثيراً في دقة هذه التنبؤات وعلو درجة الشفافية في وصفها وتحديد وجهاتها؛ فقد كانت تمتلك معلومات ساعدتها في التنبؤ بموت الممثلة الأمريكية(كارول لومبارد Carol Lombard) في حادث طائرة خلال العام 1942؛ حتى أنها أمسكت بيديها قبل هذه الرحلة المشؤومة بستة أسابيع، وحذرتها من السفر وصعود الطائرة مراراً وتكراراً، ولكنها لم تهتم وقالت إنها ستقوم بإجراء قرعة بالعملة المعدنية لترى إن كانت تسافر أم لا، وكانت النتيجة أنها اختارت الوجه المؤيد للسفر فسافرت ولقيت حتفها مع والدتها و20 آخرين في حادث تصادم لطائرتها، وهكذا الأقدار لا يثنيها التنبؤ.

نبوءات خارج التوقع

ورغم اشتهار ديكسون عربيا بسبب بعض تنبؤاتها الخاصة بمشاهير الرؤساء والقادة أمثال(أنور السادات) وغيره من الملوك والقادة، إلا أنها اشتهرت أكثر في الأوساط العربية على وجه الخصوص، بسبب نبوءة كونية خاصة بمنطقة الشرق الأوسط، تحدثت عنها خلال الستينيات، وبالتحديد خلال العام 1962، وهي النبوءة التي عرفت باسم(طفل الشرق العظيم The Child of the East)، وكالعادة ارتكزت هذه النبوءة إلى إحدى رؤى وأحلام ومشاهدات(ديكسون) الخاصة والخارقة؛ فقد رأت في منامها الملكة الفرعونية(نفرتيتي) بثيابها الملكية الفاخرة، وهي تحمل بين يديها رضيعاً لا ينتمي للبلاط الملكي، وهو ما فسرته العرافة الأمريكية الشهيرة، بأنه إشارة لحدوث تغيير كبير ستشهده مصر والمنطقة العربية بعد الألفية الثانية على يد وليد مصري ذي قدرات معجزة يحقق أحلام المهمشين ويتبنى حقوقهم.

جين ديكسون.. تنبؤاتها الخارقة طالت غاندي والأخوين كينيدي والسادات ومارلين مونرو

نفرتيتي ونبوءة ديكسون

وتجدر الإشارة هنا، إلى أن هذه النبوءة تقع ضمن نبوءات كثيرة تنبأت بها العرافة الأمريكية، ولم تتحقق، ومن هذه النبوءات الكثيرة، تنبؤها باندلاع الحرب العالمية الثالثة على جزر(كيموي وماتسو) البحرية بالصين، وأن ذلك سيكون عام 1958، وبأن أول الهابطين على القمر سيكون من الروس، كما تنبأت بعدم استقالة الرئيس(نيكسون) من رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، وبأن(حرب فيتنام) ستنتهي بحلول العام 1966، وجزمت بعودة بابا الفاتيكان(بولس السادس) صحيحاً من مرضه، وكلها تنبؤات لم تقع، بل حدث خلافها إلى حد كبير، حتى أنه في صيف العام 1992، وقبل موتها بخمس سنوات تقريباً، تنبأت بإعادة انتخاب الرئيس(جورج دبليو بوش) لفترة رئاسية جديدة، وفق استطلاعها الخاص للنجوم والأفلاك، وهو ما لم يحدث مطلقاً؛ حيث خسر بوش الانتخابات، وتغلب عليه(بيل كلينتون) بفارق كبير، حتى أن بعض المانشتات الصحفية حمل عنوان:(نجوم ديكسون أصبحت فارغة)!!

طفل الشرق العظيم

وبالعودة خصيصاً إلى فحوى نبوءتها عن الشرق، وهي النبوءة الأكثر جدلاً في العالم حتى الآن فيما يتعلق بشخصية(ديكسون) وتوقعاتها، نجد أنها تتضمن الكثير مما ورد في النصوص الدينية، فهي تحدثت عن صراع الفناء وعن انتظار المسيحيين للمسيح الدجال والدابة التي تسبق عودة يسوع وهرمجدون، ووفق ما ذكره (Leland Jensen) الأب الروحي للبهائيين وعبدة نهاية العالم، في مقدمته لكتاب ديكسون، فإن نبوءة الشرق وطفله العظيم، باقية ولن تتغير، وهي على حد قوله “تمثل إرادة الله، ومن ثم لا يمكن منع أحداثها”، ويذكر(ليلاند) فحوى النبوءة مؤكداً أنها تشير صراحة إلى(إعادة تشكيل العالم، وتوحيده، وتجنيبه ويلات الحروب ومعاناتها، حيث ستظهر مسيحية جديدة، تتوحد تحت لوائها البشرية جمعاء، يقودها المسيح السائر بين الناس لنشر إيمان الخالق وحكمته، بعد أن يقتل الدجال بسيف كلمته، ليصبح الكتاب المقدس والهرم الأكبر نابضين بالحياة، واضحين كالبللور).

نبوءات باقية

ورغم نبوءات ديكسون التي لم تتحقق، إلا أن هناك العديد من النبوءات الأخرى التي تحققت ولم تذكر بعد، ومنها أنها تنبأت خلال الستينيات بوصول(نيكسون) من الحزب الجمهوري للرئاسة، رغم سيطرة الديمقراطيين لسنوات، وقد وصل بالفعل، وتنبأت بانتحار(مارلين مونرو) وحدث هذا، وكذلك باغتيال(المهاتما غاندي) وببعض الحوادث الأخرى مثل مقتل أحد أمناء الأمانة العامة للأمم المتحدة في حادث سقوط طائرة عام 1961، وبالاعتداء على البابا(يوحنا بولس الثاني) وكذلك ببعض الظواهر الطبيعية والفلكية، وكلها تنبؤات حدثت بالفعل، لكن لا تزال هناك العديد من التنبؤات التي تتبقى مستقبلية حتى الآن في تاريخ ديكسون، ومنها اغتيال البابا(بندكتوس السادس عشر) وظهور(طفل الشرق العظيم) وشيوع السلام في العالم على مشارف الألفية الثانية وما بعدها، وهو، مجملاً، ما يجعل من المستقبل القريب والبعيد مجالاً ثرياً لاستحضار هذه الشخصية المثيرة للدهشة والجدل، في تاريخ المتنبئات الأمريكيات، مجددا.

X