دعت أكثر من 100 مجموعة صحية، المشرعين البريطانيين إلى رفض عروض الهدايا والضيافة من “صناعات المنتجات غير الصحية”، لأنها تستخدم مجموعة من التكتيكات الملتوية لإخفاء الضرر الذي تسببه من أجل حماية مبيعاتها، وفقاً لما نقلته الغارديان.
ووجهت دعوة إلى النواب من أجل التوقف عن قبول الهدايا المجانية للأحداث الرياضية والثقافية من شركات التبغ والكحول والوجبات السريعة لأن منتجاتها تسبب الكثير من الأمراض والوفيات.
وطالب تحالف مجموعات الأطباء والجمعيات الخيرية الصحية ومنظمات الأطفال، كير ستارمر، بالوفاء بوعده باستعادة النزاهة في الحياة العامة من خلال منع مثل هذه الشركات من الضغط على النواب من خلال منحهم هدايا قد تعرضهم لصراعات المصالح.
ويذكر أن رئيس الوزراء، أشار إلى أنه مستعد لاتخاذ إجراءات جريئة لمعالجة مشكلة السكان البريطانيين المرضى بشكل متزايد ومساعدة هيئة الخدمات الصحية الوطنية من خلال التأكيد على أنه قد يقيد بشدة قدرة الناس على التدخين في المناطق الخارجية مثل الحانات والمطاعم الخارجية، بما في ذلك الأرصفة.
في هذا الصدد، قال البروفيسور السير إيان جيلمور، رئيس تحالف صحة الكحول (AHA): “الكحول والتبغ والأطعمة غير الصحية هي أكبر ثلاثة قتلة في مجتمعنا، حيث أودى الكحول وحده بحياة 10000 شخص في عام 2022 وهو الأسوأ على الإطلاق”.
وكشف أنه “من المتوقع أن يتخذ أعضاء البرلمان قرارات بناءً على مصالح ناخبيهم، لكننا نعلم أن تكتيكات الضغط مثل تلقي الهدايا والميزات من هذه الصناعات يمكن أن تؤدي إلى تضارب في المصالح وتقويض الحياد”.
ونشر (AHA) بالتعاون مع تحالف صحة السمنة (OHA) ومنظمة العمل بشأن التدخين والصحة (Ash) تقريراً مشتركاً جديداً، يكشف “التكتيكات القاتلة” التي تستخدمها الصناعات الثلاث لكسب النفوذ على السياسيين وإفشال التحركات لتحسين الصحة العامة من خلال اتخاذ إجراءات صارمة ضد التدخين والشرب والنظام الغذائي السيئ.
وأوضح التقرير أنه “بينما يرى أعضاء البرلمان في كثير من الحالات أنه لا يوجد ضرر يذكر في قبول تذكرة لحضور حدث رياضي أو تمرير تذكرة حفل موسيقي، فإنه لا يوجد شيء مجاني”.
وأشار التقرير إلى أن”الشركات تنفق الأموال لأنها تعتقد أنها ستكون في مصلحتها المالية. لكن يمكن أن يعطي هذا مظهراً من تضارب المصالح لأعضاء البرلمان الذين يعدلون ويصوتون على التشريعات التي ستؤثر على هذه الشركات”.
وبحسب الصحيفة، يتعين على أعضاء البرلمان الإعلان عن الهدايا التي تزيد قيمتها عن 300 جنيه إسترليني للمساعدة في الشفافية.
يذكر أن شركة Diageo، التي تنتج المشروبات بما في ذلك Johnnie Walker، استضافت حفلات عشاء لأعضاء البرلمان بما في ذلك تذوق الويسكي، كذلك دفعت شركة Heineken ثمن التذاكر والضيافة للبرلمانية الديمقراطية الليبرالية كريستين جاردين وعضو البرلمان المحافظ السابق جيمس دالي لحضور مباراة الرجبي في بطولة الأمم الستة.
بالإضافة إلى ذلك، دعت شركة KFC أعضاء البرلمان والمستشارين من حزب العمال لتذوق بعض أطباقها “اللذيذة والصحية”، مثل علب السلطة ولفائف التويستر وعلب الأرز في أحد مطاعمها في ليفربول، خلال المؤتمر السنوي لحزب العمال هناك الشهر المقبل.
بدوره، انتقد وزير الصحة ويس ستريتنج شركة KFC، لاستخدامها تكتيكات قانونية لتحدي 45 مجلساً محلياً بشأن خططهم لمحاولة تقييد عدد منافذ الوجبات السريعة التي تفتح في منطقتهم.
وقالت كاثرين جينر، مديرة (OHA)، إن فشل الحكومات المتعاقبة في اتخاذ إجراءات صارمة ضد انتشار الأطعمة والمشروبات غير الصحية لمعالجة الأزمة المتزايدة المتمثلة في زيادة الوزن بشكل خطير لدى الأشخاص، ساهم في زيادة السمنة وأمراض القلب والسرطان ومرض السكري من النوع 2.
من جهته، مات لامبرت، الرئيس التنفيذي لمجموعة بورتمان Portman Group، وهي مجموعة تجارية للمشروبات الكحولية، طالب بإجراء مناقشات مع أعضاء البرلمان.
وأضاف: “لا تعلق مجموعة بورتمان على القواعد المتعلقة بالضيافة المؤسسية والممثلين العامين، وهي مسألة تخص السلطات البرلمانية ذات الصلة. ومع ذلك، من المهم أن يتمكن البرلمانيون من الاستماع إلى مجموعة من وجهات النظر المختلفة، ونحن نرفض المبدأ الضيق الأفق المتمثل في استبعاد منتجي الكحول من المناقشات التي لديهم الكثير ليقدموه، مثل التسويق المسؤول وتشجيع الاستهلاك المعتدل لمنتجاتهم”.
اقرأ أيضاً: دعوات متصاعدة لمكافحة السجائر الإلكترونية والتدخين في بريطانيا