حقل غاز “ظهر” يعزز مكانة مصر الاقتصادية والسياسية

أصبحت مصر شريكاً أساسياً في التحول العالمي بخريطة الطاقة بعد اكتشاف الثروة الكبيرة من الغاز الطبيعي مؤخراً، ففي السنوات الماضية أصبح شرق البحر المتوسط أحد أهم مناطق الحفر البحرية في العالم بعد اكتشاف الغاز في المياه الإقليمية لقبرص ولبنان وإسرائيل.

وقد كان لمصر النصيب الأكبر عام 2015، وذلك عقب اكتشافها حقل ظهر العملاق، والذي تطور ليكون واحداً من أكبر حقول الغاز الفردية في الشرق الأوسط، مما أعطى القاهرة نفوذاً جغرافياً وسياسياً متنامياً.

وتنتج مصر الآن 6,3 مليار قدم مكعب من الغاز يومياً بزيادة أكثر من 30% منذ عام 2016، ويعد هذا رقماً قياسياً يجعل من مصر واحدة من أكبر منتجي الغاز في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
ولأول مرة منذ سنوات، صدّرت مصر في يناير الفائت كمية من الغاز تفوق الكمية المستوردة، وتقوم شركات النفط حالياً بالتخطيط لتوسيع إنتاج الغاز بأكثر من 40% في مصر للعام الحالي.
وقد أشار الرئيس التنفيذي لشركة إيني الإيطالية المسؤولة عن تطوير حقل ظهر كلاوديو ديسكالزي إلى أن مصر تعد واحدة من أفضل الأماكن الملائمة للحفر، وذلك لقربها من أوروبا التي يزيد اعتمادها على الغاز حالياً، مؤكداً أن مصر تمتلك كافة مقومات النجاح.

وتجدر الإشارة إلى أن الشركات العملاقة بدأت بالتوافد على مصر بعد قرار الحكومة المصرية برفع السعر الذي ستدفعه للشركات مقابل الغاز بأكثر من الثلث في عام 2015.

وقد استثمرت شركة “بي بي” أموالاً في مصر خلال العاميين الماضيين أكثر من أي دولة أخرى، فقد أضافت 1,8 مليار دولار هذا العام، كما ضخت شركات النفط الأجنبية استثمارات تبلغ 10 مليارات دولار في مصر خلال العام الحالي.