ماهي السر الخفي في حجر لندن الغامض ؟
تابعونا على:

أماكن مميزة

ماهي السر الخفي في حجر لندن الغامض ؟

نشر

في

6 مشاهدة

ماهي السر الخفي في حجر لندن الغامض ؟

يتجلى في مدينة لندن تاريخٌ رائع في كل زاوية، ينتظر من يكتشفه، ويبرز حجر لندن الغامض، الذي يحمل في طياته أساطير وخرافات عديدة، من بين المعالم التي تثير الفضول، يُعتقد أن هذا الحجر يعود إلى زمن لندن الرومانية أو حتى ما قبله، وقد أثار جدلاً وتساؤلات منذ قديم الزمان.

ورغم أهميته التاريخية، يغفل الكثيرون حجر لندن، الذي يختبئ خلف صندوق زجاجي متواضع في قلب شارع كانون، ومع ذلك، تُعتبر هذه الكتلة المدهشة من الحجر الجيري أقدم معلم محفوظ في المدينة، الأمر الذي جعله مادة دسمة لرواية القصص والحكايات التي استمرت عبر العصور.

وتظل أصول حجر لندن محاطة بالغموض، غير أن الوثائق التاريخية التي تعود إلى عام 1188 تذكره بوضوح، كان الحجر في البداية يقع بالقرب من كاتدرائية القديس بولس، لكنه انتقل عدة مرات على مر العصور، وهو الآن محمي خلف شبكة حديدية داخل مبنى في شارع كانون.

اقرأ أيضاً: معرض مارلين مونرو يفتح أبوابه قريباً في لندن

وعلى الرغم من سمعته الأسطورية، تشير السجلات التاريخية إلى أن حجر لندن يعود في واقع الأمر إلى العصر الروماني، إذ أن الحجر الجيري الذي صنع منه كان شائع الاستخدام في بريطانيا الرومانية، ويُعتقد أنه قد يكون قد خدم كمعلَم مركزي لتمييز لندنيوم، المستوطنة الرومانية التي تطورت لتصبح لندن الحديثة التي نعرفها ونحبها اليوم.

ماهي السر الخفي في حجر لندن الغامض ؟

ومع ذلك، يذهب بعض المؤرخين إلى أبعد من ذلك، ويفترضون أن أهمية حجر لندن تعود إلى عصور سابقة أكثر من ذلك، بل إن البعض يزعم أن له صلات ما قبل التاريخ أو بالدرويديين، وتعد هذه الفكرة إحدى أكثر الأساطير تنوعا، ورغم عدم وجود أدلة تدعمها، فإن الشاعر ويليام بليك في القرن التاسع عشر تخيل الحجر كموقع للتضحيات البشرية التي قام بها الدرويديون القدماء، وتظل هذه اًلفكرة، رغم جاذبيتها، مجرد خيال لا يتجاوز حدود الأسطورة.

ومن بين الأساطير الأخرى المرتبطة بحجر لندن، أنه في عام 1450، ارتبط الحجر بلحظة تمرد سياسي مثيرة، عندما قام جاك كيد، زعيم الانتفاضة في كينت ضد الملك هنري السادس، بضرب الحجر بسيفه عند دخوله لندن، مُعلناً نفسه “سيد المدينة”، وقد خلد ويليام شكسبير هذه اللحظة في مسرحيته “هنري السادس، الجزء الثاني”، ما ساهم في تعزيز مكانة الحجر كرمز للعاصمة وحكمها في الثقافة الشعبية.

اقرأ أيضاً: مهرجان ماتسوري يحتفل بالثقافة اليابانية في قلب لندن

إضافة إلى ذلك، تبرز قناعة بأن حجر لندن مرتبط بمصير المدينة، وفقاً لأسطورة شائعة في القرن التاسع عشر، يُعتقد أن لندن ستسقط إذا تم نقل الحجر أو تدميره، وترتبط هذه الأسطورة ببروتوس الطروادي، المؤسس الأسطوري لبريطانيا، الذي يُزعم أنه أحضر الحجر إلى لندن كتعويذة وقائية، تماماً كما كان يُعتبر بالاديوم الطروادي، وجميع هذه الروايات تثير الخيال، خاصة لأولئك الذين يجدون أنفسهم يتأملون في عظمة الإمبراطورية الرومانية كل يوم.

أما اليوم، يجلس حجر لندن بهدوء داخل علبته الزجاجية الصغيرة، مدفوناً في جدار مبنى مكاتب حديث في شارع كانون، وقد مر الحجر بمحطات عديدة عبر القرون، بما في ذلك خلال الحرب العالمية الثانية ومشاريع البناء المتعددة، كما أنه تعرض للتلف أثناء حريق لندن الكبير، ولا تزال آثار احتراقه واضحة حتى يومنا هذا، ولأنه نجا عبر قرون من التغيرات المتواصلة التي شهدتها المدينة المتطورة باستمرار، فهو يعد رمزاً لمرونة مدينة لندن.

ورغم أنه قد لا يحظى بنفس القدر من الاهتمام مثل المعالم الأخرى، إلا أن مزيج الحقيقة والخيال الذي يحيط به قد ضَمِن له مكانة كرمز فريد لماضي لندن الطويل والمليء بالأحداث، لذا، بالنسبة لأولئك الذين يستمتعون باكتشاف جواهر العاصمة المخفية وسحرها الغامض، يبقى حجر لندن أحد المعالم المثيرة للاهتمام التي تستحق الزيارة.

ختاماً، يظل حجر لندن لغزاً ساحراً في قلب المدينة، وشاهداً صامتاً على قرون من تاريخها العريق، إنّ هالته الغامضة والأساطير التي تحيط به تجعله نصباً تذكارياً مثيراً لفضول أي شخص مهتم بتاريخ وثقافة العاصمة البريطانية.

اقرأ أيضاً: ماذا تعرف عن قرية رايسبوري الساحرة؟

X